عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الرئيسية / الآراء والمقالات / د جمال ابو نحل يكتب : العاشر من مُحَرم تضحيةُ، وفِداءَ، ونَجَاة

د جمال ابو نحل يكتب : العاشر من مُحَرم تضحيةُ، وفِداءَ، ونَجَاة

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

 

العاشر من مُحَرم تضحيةُ، وفِداءَ، ونَجَاة

الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل

في مثِل هذا اليوم العاشر من شهر المُحرم كانت ” كَربُلاء” كربٌ، وبَلاءَ، ومَوتٌ، وشهادة، وكذلك نَجاةٌ، فكان يوم تضحية عظيم، استشهد فيهِ سيد شباب الجنة الحسين ابنُ على رضي الله عنهما، فخانُوهُ، وقَتلوه ، وهو من؟ ابنُ بنت رسول الله صل الله عليه وسلم، الحُسين ابن على ابن فاطمة الزهراء ريحانة رسول الله، وخير نساء العالمين؛ قال “الفرزدق” للحُسين رضي الله عنهُ: “لا تذهب إلى الكوفة في العراق فإن قُلوبهم معك، وسيوفهم عليك”؛ ومن مِنا لا يعرفُ الحُسَيّن الذي قال عنه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ “؛ وقد كان الحسين يوم كربلاء يحمل ابنهُ علياً، وابنه القاسم، ومعهُ أختهُ زينب، وهُم جميعًا من آل بيت رسول الله صل الله عليه وسلم، ولقد منعوا عنهم الماء، ومياهُ نهر الفراتُ تتراقص أمواجهُ بجانبهم!!؛ إن يوم عاشُوراء كان يوم كربُلاء، وصدق الشاعر حينما قال: “تموت الأسد في الغابات جوعا، ولحم الضأن يرمي للكلاب،، وذو جهل ينام على الحرير،، وذو جهل ينام على التراب!!؛؛ كان الحسين رضي الله عنه ومن معهُ عددهم لا يزيد عن تسعين، وجيش يزيد عدده أربعة ألاف، ولكن كم من جبالٍ علت شرفاتها رجالٌ فزالوا، والجبالُ جبالُ؛ وإن الأسد في قفص الحديد أسدٌ والجواهر في التُراب جوُاهر، والسبع سبع، وان كلت أنامه، والكلبُ كَلبٌ، ولو قلدتهَ الذَهَبَ!.
إن مَوُقِعة معركة كربلاء حدثت في العاشر من شهر محرم عام 61 هجريًا؛ حيثُ كان الحسين يلبس فيها ثياب جِّده سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم، ودارت رحا المعركة بين الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبين جيش يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عن الصحابة أجمعين، ولقد ارتقي للعلياء في تلك المعركة مجموعة من الشهداء الأبرار، وعلى رأسهم سيدنا الأمام الحسين رضي الله عن، وشهدت واقعة عاشوراء أو كربلاء أحداث مأساوية، إذ جرى فيها انتهاكات وهتك للمحرمات، حيث بدأت في اليوم الأول من محرم، واستمرت لمدة عشرة أيام، وكانت البداية عندما تنازل الإمام الحسن رضي الله عنه عن الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان حقنًا لدماء المسلمين بعد سلسلة من الصراعات الداخلية بينهم، وسمي ذلك العام بـ”عام الجماعة”، وكانت مبادرة الصلح مشروطة بنقل الخلافة إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب بعد موت معاوية، ولكن تفاجئ بعد ذلك بأن أبي سفيان يريد تجهيز ابنه “يزيد” للخلافة من بعده، وبدأ في أخذ البيعة له في حياته، داخل الأقطار الإسلامية، وتوفى معاوية، وخلفه ابنه يزيد فبعث إلى، واليه بالمدينة لأخذ البيعة من الحسين الذي رفض أن يبايعه كما رفض تعيينه وليًا للعهد في خلافة أبيه معاوية، ورأى أهل الكوفة وقتها أن الفرصة قد حانت لأن يتولى الخلافة الحسين، بعدما علموا بخروجه إلى مكة، وبدأوا يبايعونه للخلافة، وقد أرسل الأمام الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنهُ لأهل الكوفة حتى يتحقق من صدق وعودهم، ومبايعتهم له، وعندما علم بمقتل مسلم، وتخاذل أهل الكوفة عنه، خرج الحسين من مكة إلى الكوفة، وعندما بلغ أرض كربلاء، وجد جيشًا كبيرًا في انتظاره يقوده “عمر بن سعد بن أبي وقاص” في حين كان مع الحسين أقل من تسعين إنسانًا، وعرض الحسين على والي الكوفة ثلاثة حلول: “إما أن يرجع إلى المكان الذي أقبل منه، وإما أن يذهب إلى ثغر من ثغور الإسلام للجهاد فيه، وإما أن يأتي يزيد بن معاوية في دمشق فيضع يده في يده”، ورفض الأخير هذه الحلول الثلاثة، وبالتالي بدأت المعركة، ولجأوا لمنع الماء عن الحسين، وأصحابه حتى عانوا من العطش لإجبارهم على التسليم. وبدأت المعركة بينهم؛ وأظهر الحسين رضي الله عنه، ومن معه ضروبًا عجيبة من الشجاعة والإقدام، والفداءِ، والتضحية والصمود والشموخ، وارتقوا شهُداء للعلياء، واحدًا بعد الآخر، وهم ملتفون حول الحسين رضي الله عنه، حتى أثخنوه بالجراح؛ وأصيب بأكثر من سبعين إصابة ما بين ضربة رمح وسيف الخ..!!؛؛ حتى ارتقي شهيدًا للفردوس الأعلى بإذن الله ليكون سيد شباب الجنة، ثم قام المجرم، أشقي القوم، والذي ربما يكون يهوديًا الكلب/”شمر بن ذي الجوشن”، من قبيلة بني كلاب من هوازن، واسمه: “شرحبيل بن قرط الضبابي الكلابي، وكنيته “أبو السابغة” والذي كان ممن بايع علي بن أبي طالب (رضى الله عنه)، وشارك في معركة صفين إلى جانبه، ولكنه انقلب على عقبيِهِ، وتمرد على علي في فتنة الخوارج، وقام المجرم باحتِزاز، وقطع الرأس الشريف، وكان حين ذاك قائد الميسرة في جيش عبيد الله بن زياد؛ وبعد فترة من الزمن ثُم قُتل هذا المجرم حينما فَّرَ هارباً باتجاه البصرة التي كان فيها مصعب بن الزبير فوصل قرية يقال لها علوج فارسل غلامًا له ومعه كتاب إلى مصعب بن الزبير يخبره بقدومه اليه ومكانه ولكن كيان أبو عمرة أحد قادة جيش المختار الثقفي عثر عليه في الطريق فعرف مكان الشمر فتوجه اليه فعندما وصل اليه خرج الشمر ومعه سيفه لقتال كيان أبو عمرة حتى قُتل وقطع كيان أبو عمرة رأس بن ذى الجوشن وارسله إلى المختار الثقفي.
ونحن في يوم العاشر من المحرم نتذكر النجاة لسيدنا موسي عليه السلام ونتذكر التضحية، والفداء من آل بيت رسول الله صل الله عليه، وسلم وصحابته الكرام ، ومما ورد من أحاديث صحيحة عن فضل هذا اليوم بأنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَدِمَ المَدِينَةَ فَوَجَدَ اليَهُودَ صِيَامًا، يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقالَ لهمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ما هذا اليَوْمُ الذي تَصُومُونَهُ؟ فَقالوا: هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللَّهُ فيه مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بمُوسَى مِنكُم فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بصِيَامِهِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأمُرُ أصحابَهُ بِصَومِ يومِ عاشوراءَ قَبْلَ أنْ يُفرَضَ صِيامُ رَمَضانَ لفَضْلِ ذلك اليومِ، فلمَّا فُرِضَ صِيامُ رَمضانَ تَرَكَ أمْرَهم بِصيامِه، ولكنَّه صارَ تَطوُّعًا لمَن أرا الاستزادة في الخير، وهو يكفر ذنوب سنة كما أخبر النبي صل الله عليه وسلم: ” صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها”؛ وهكذا كان يوم عاشوراء يوم نجاةٍ من فرعون وظُلمه، ويوم ارتقاء للعياء ويومٌ فيه أرواح طاهرة ارتقوا شهُداء في أعلى الجنان عند رب الأرض، والسماء؛ لذلك فالظالم يدُمر، ولكنه لن يبقي وَيُعَمِّر.
الباحث، والكاتب الصحفي، والمفكر العربي الإسلامي، والمحلل السياسي
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الأستاذ، والمحاضر الجامعي غير المتفرغ/ غزة ـــــــ فلسطين
رئيس الاتحاد العام للمثقفين، والأدباء العرب بفلسطين
dr.jamalnahel@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *