الرئيسية / الآراء والمقالات / عائد زقوت يكتب : كابول 2021 والسقوط الجديد

عائد زقوت يكتب : كابول 2021 والسقوط الجديد

عائد زقوت

كابول 2021 والسقوط الجديد
عائد زقوت

لقد قاربت العاصمة الأفغانية كابول على الدخول في نصف قرن تقريباً من التيه والحروب الأهلية وعدم الاستقرار من حين سقوط النظام الملكي عام 1973، ومن وقتئذ أصبحت كابول مسرحاً للحرب الباردة الأميركية السوفيتية، حيث استطاعت اميركا ان تقاتل الاتحاد الروسي المنحل بالمسلمين فنجحت في توظيف طاقات وأموال المسلمين واستقطاب وتجنيد رجالهم وشبابهم لمحاربة السوفيت تحت شعار الحرب على الشيوعية الكافرة حيث هيأت نتائج تلك الحرب المنطقة لميلاد الموجة الأولى من الحركات الاسلامية والتي وصفت بالمتطرفة متمثلة بتنظيم القاعدة وحركة طالبان والتي تمكنت من بسط سيطرتها وإحكام نفوذها على العاصمة كابول وإعلان حقبة الملالي بقيادة الملا عمر والتي لم تستطع توحيد الصف الأفغاني وبقيت افغانستان غارقة في بحر لجي وأمواج عاتية وموجات متتالية من الاقتتال الداخلي ولم تعرف للاستقرار طعماً ولا رائحة حتى أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011 والتي أزاحت البوصلة الأميركية عن مسارها قليلاً فقررت تقويض اركان حكم طالبان وسيطرتها على الأرض، حيث اعتقد البعض ان الادارة الأميركية استبدلت خططها الاستراتيجية في المنطقة، إلا أن النهج الأميركي لم يتغير وبرهنت عليه أميركا بغزوها للعراق وهدم أركان دولته وتبديد مقدراته، فهيأت أميركا المناخ إلى ولادة الموجة الثانية من الحركات المتطرفة والتي تستخدم الاسلام جسراً لتمرير غاياتها، فولد تنظيم الدولة المعروف بداعش وروافده تحت مسميات مختلفة فأطلقت تلك التنظيمات سهامها على بلاد الشام ومصر وبعد انجاز هذه التنظيمات لمهمتها في المنطقة، أطلت أميركا من جديد بعد عشرين عاماً  معلنة الانسحاب من أفغانستان ممهدة بذلك الطريق أمام عودة طالبان على رأس المشهد السياسي الأفغاني، فهل هذا يعني انهزام أميركا امام طالبان، ام ان البوصلة الأميركية غيرت تجاه بوصلتها وهي بحاجة إلى تهيئة العالم ليستقبل ولادة الموجة الثالثة من التنظيمات التي تدعي الاسلام  تحت مسمى جديد حاملة شعار الدفاع عن الاسلام في وجه الإمبريالية الغربية، لتتمكن اميركا من الوصول إلى محطة بوصلتها في القارة الإفريقية وخاصة منطقة القرن الإفريقي وشمال إفريقية ، لتهيمن عليها بإشعال الحروب الداخلية ليتاح لها سرقة مقدراتها وخاصة بعد اغلاق الباب الذي كان مخططاً الولوج منه للقارة الإفريقية وفشل ايقاع مصر في حرب مع أثيوبيا بسبب سد النهضة الذي رأيناه يغرق تحت سيول الفيضانات الربانية.
فهل سيستمر البعض في سذاجتهم او في استخفافهم للشعوب والتصفيق والتهليل لهزيمة؟ ثم يدفع المسلمون ثمناً باهضاً للسياسة الأميركية القتال بالمسلمين أفضل من قتالهم او قتل المسلمون للمسلمين، متى يتوقف المسلمون عرباً وعجماً عن دس رؤوسهم في التراب كالنعام يتبعون أول ناعق.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نور شمس يبقى وضاءً

نبض الحياة نور شمس يبقى وضاءً عمر حلمي الغول لمخيم نور شمس له من اسمه …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *