الرئيسية / الآراء والمقالات / من اراضي العرب المغتصبه لواء الاسكندرون / الجزء الثاني

من اراضي العرب المغتصبه لواء الاسكندرون / الجزء الثاني

د.سالم سرية  :اكاديمي وكاتب (فلسطين)
د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب (فلسطين)

من اراضي العرب المغتصبه –لواء الاسكندرون-

الجزء الثاني (من دراسات منتدى القوميين العرب)

د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب (فلسطين(

مجلة اكاديمية البورك للعلوم الانسانية والاجتماعية2021 المجلد2العدد(2):5-32

قبل للنشر18/5/2021 ونشرفي 1/6/2021

تكملة للجزء الاول حول اللواء السليب نبين في هذا الجزء ايضا اراضي عربية سليبة  اخرى تعادل مساحة سوريا الحالية (180 الف كم2!!!!):

رابعا- الجانب الاداري :

1- في العهد العثماني كان اللواء سنجقًا تابعًا لولاية حلب.

2- مع بدء الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان تبع اللواء ولاية حلب.

3-في معاهدة سيفر عام 1920 اعترفت الدولة العثمانية المنهارة بعروبة منطقتي الإسكندرون وكيليكية (أضنة ومرسين) وارتباطهما بالبلاد العربية (المادة 27).

4- كان اللواء جزءا من المملكة السورية العربية التي قامت عقب نهاية الحرب العالمية الأولى وسقطت بيد الاحتلال الفرنسي في معركة ميسلون. وفي كتاب «الجهاد السياسي» حدد المؤرخ السورى عبدالرحمن الكيالي، المحافظات السورية إبان الحكم العثمانى قائلا «سوريا تشمل محافظة دير الزور ومحافظة الجزيرة ومحافظة حلب ومحافظة دمشق ومحافظة حماة ومحافظة حمص ومحافظة حوران ومحافظة جبل الدروز ومحافظة بلاد العلويين» ويقع لواء الإسكندرونة فى نطاق محافظة حلب.(5)

ويؤكد «الكيالي» فى كتابه المنشور عام ١٩٤٦ أنه «تمتد حدود سوريا فى وقتنا الحاضر من الفرات شمالا وبادية الشام شرقا والبحر المتوسط غربا إلى رياق وحدود طرابلس الشام وفلسطين وشرقى الأردن جنوبا».

وحينما بدأ الشريف حسين شريف مكة، فى التواصل مع السير هنرى مكماهون المعتمد البريطانى فى مصر بشأن مقاومة الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، قال مقترحا على «مكماهون» فى أول رسالة بينهما، التى جاءت بتاريخ ١٤ يوليو ١٩١٥ – وهى الرسائل التى مثلت اتفاقا بين العرب وبريطانيا ضد العثمانيين – «أن تعترف إنجلترا باستقلال البلاد العربية من مرسين – إلى أضنة، أى تبدأ حدود الدول العربية اعتبارا من خط مرسين – أضنة وهو الموازى لخط ٣٧ شمالا الذى تقع عليه المدن والقرى بيرة جوق، أورفة، ماردين، فاديان، جزيرة ابن عمر، عمادية، حتى حدود إيران» وهو ما يكشف دخول لواء الإسكندرونة ضمن حدود الدولة العربية وانتمائه إلى سوريا المتصلة بحدود مباشرة مع الدولة العثمانية

وفى اتفاقية «سايكس بيكو» التى أبرمتها كل من بريطانيا وفرنسا فى ١٩١٦ التى نصت على اقتسام إرث «رجل أوروبا المريض»، كان لواء الإسكندرونة واقعا داخل المنطقة الزرقاء التابعة للانتداب الفرنسي بمعنى أن المعاهدة اعتبرته سوريا، حيث سيطرت فرنسا بعد انتهاء الحرب على سوريا ولبنان

وخلال بداية عهد الانتداب الفرنسى كان اللواء يتبع محافظة حلب وهو ما تحدث عنه تفصيليا المؤرخ السورى كامل بن حسين بن مصطفى بالى فى كتابه «نهر الذهب فى تاريخ حلب» الجزء الأول قائلا (إن ولاية حلب باعتبار ما يتبعها من المدن والقصبات والقرى التى ترجع حكامها إلى أوامر حكام حلب، أيام الحكومة العثمانية يحدها من جهة الجنوب لواء حماة من ولاية سوريا التى مركز واليها مدينة دمشق الشام ومن الغرب البحر الأبيض ثم ولاية أضنة ومن الشمال ولاية سيواس ومن الشرق ولاية ديار بكر وولاية معممورة العزيز ولواء الزور)يتضح فى الفقرة السابقة أن حدود مدينة حلب امتدت إلى البحر الأبيض المتوسط الذى يطل عليه لواء الإسكندرونة ووفقا لذلك يقع داخل حدود الدولة السورية (6)

5- بعد توحيد الدويلات السورية التي شكلها الانتداب الفرنسي، ضُم لواء الإسكندرون إلى السلطة السورية المركزية.

6- في 29 أيار 1937 أصدرت عصبة الأمم قراراً بفصل اللواء عن سورية وعُين للواء حاكم فرنسي.

7- في 15 تموز 1938 دخلت القوات التركية بشكل مفاجئ إلى مدن اللواء واحتلتها، وتراجع الجيش الفرنسي إلى أنطاكية وكانت مؤامرة حيكت بين فرنسا وتركيا، ضمنت بموجبها فرنسا ضمان دخول تركيا إلى صف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. ، ثم ابتدأت سياسة تتريك اللواء وتهجير سكانه الأصليين إلى بقية الوطن السوري، حيث سرقت كل أراضي السوريين الزراعية في تلك المنطقة دون أن تدفع تركيا أموالاً للمتضررين ثم قامت تركيا بتغيير كافة الأسماء من العربية وهي اللغة الأصلية إلى التركية وهي لغة الدولة المحتلة، وظل هذا الأمر مصدراً للتوتر الشديد في العلاقات بين تركيا وسوريا طيلة سبعة عقود وإلى يومنا هذا. واليوم يشكل العرب الأغلبية في أغلب محافظات الإسكندرون (من أصل اثنتي عشرة قطعة قسمتها تركيا كي تصبح عودتها إلى سوريا أصعب)-(7,8)

خامسا- عصبة الامم والانتخابات:

اتخذ مجلس العصبة قراره في اجتماع كانون الثاني وشباط ‎1936 بأنشاء لجنة خبراء اقرت النظام والقانون الاساسي للواء؛ وتمت بذلك مقدمات ما يريده الاتراك وتعهد الوفدان الفرنسي والتركي بالمحافظة على استقلال اللواء ونظامه الجديد؛ والتعاون بدفع أي هجوم خارجي عليه!”وقد ظهر جليا في قرارات جنيف اساليب عصبة الامم (وما يسمونه بغايات السلم العام والمصالح الدولية) ولم تراع مصالح سورية وحقوقها التاريخية والوطنية في اللواء» فضلا عن تصرف فرنسا وعدم امانتها لتفريطها بجزء من سورية ائتمنت عليه بموجب قرارات دولية!”.

ونشرت مجلة الرابطة العربية في التاسع من حزيران ‎1937 ‏ مقالا فضحت به تآمرالفرنسيين والاتراك على سوريا حيث انهم حملوا عصبة الامم مسئولية انتزاع لواءالاسكندرونة عن سوريا.وادت التطورات المتسارعة باللواء نحو الانفصال فقد جرت الانتخابات الاولى تحت اشراف لجنه دولية في ‎١5‏ تموز 1937 ومارست تركيا ضغوطا على الصعيدالمحلي والدولي»لالغاءالانتخابات التي كانت ستتضمن بطبيعة الامر انضمام اللواء نهائيا الى سوريا ورضخت فرنسا للضغوط التركية؛ فالغيت الانتخابات وتم تشكيل لجنة من اربع اعضاء في ‎ 31 كانون الثاني 1937 اعادت تنظيم الانتخابات وفقا للمطالب التركية ومرت مسرحية الاستفتاء؛ اذ عملت السلطات الفرنسية والتركية على تزوير الانتخابات!” وكان من نتائج ذلك ان بلغت نسبة الاتراك في اللواء 63% علما بان العرب يشكلون الاغلبية فيه وكان من الطبيعي في هذا الجو من التعاون التركي- الفرنسي ان يفوز 22 نائبا تركيا و16‏ نائبا عربيا واثنين من النواب الأرمن وهكذا نجح الاتراك بالحصول على اكثرية رسمية_ في مجلس اللواء النيابي الذي اجتمع لتاليف اول حكومة للواء في22 ايلول عام 1939وانتخب رئيس الدولة؛ وسمي اللواء ب(جمهورية هاتاي) واصبح لها علم خاص بها وحرم التحدث باللغة العربية ؛وبعد اتمام لفصول المسرحية وقعت الحكومة الفرنسية في 22 حزيران ‎ 1939 ‏ اتفاقا ينص على ضم لواء الاسكندرونة لتركية!”)؛ وقدمته هدية لها متحدية مشاعر العرب في سوريا وفي كل مكان.ولما كانت الحكومة الفرنسية بحاجة إلى كسب صداقة تركية بسبب موقعها الأستراتيجي وأهمية دورها ما دامت أوروبا مهددة بقيام حرب عالمية ثانية؛ فتخلت فرنسا لتركيا عن لواء الاسكندرونة عام 1939 في مؤامرة دولية!”)؛ اشتركت فضلاً عن فرنسا عصبة الأمم أيضاء فأخلت بذلك فرنسا بعهدها الذي سبق أن قدمته لعصبة الأمم حين كلفتها بالانتداب على سورية وكذلك بعهدها الذي قطعته بموجب معاهدة 1936 مع سورية والذي نص على (أن على الدولةالمنتدبة أن تحافظ على كيان سورية ولبنان وإلا تفرط بأي جزء من أراضيها للغير سواء كان ذلك بالتنازل أم بالتأجير أو بأي طريقه أخرى)    9 ,10, 11 )

لقد كان بإمكان الادارة الفرنسية بحكم مسؤوليتها الانتدابية ان تلجم هذه التحركات داخل الاسكندرونة في اقل تقدير؛ غير ان السياسة الفرنسية شأنها شأن السياسة البريطانية تجاه قضية الموصل؛ انما كانت تستخدم موضوع الاسكندرونة أو ما يشابه ورقه للضغط على الحركة الوطنية السورية وتطويع موقفها بما يتماشى واهدافها في سوريا ويبدو ان هذا التحليل اكثر وضوحا اذا ما عرفنا ان الاضطرابات الاخيرة تزامنت مع احداث الثورة السورية الكبرى ‎1925-1927 كما انها جاءت في وقت مناسب للضغط على سير الانتخابات الجارية في سوريا هذه الفترة عام ‎ 1926 وتوجيهها بالاتجاه المطلوب؛ وممالاريب فيه كما ذهب محمد عزة دروزه في كتابه (حول الحركة العربية الحديثة) ان المنهج الاستعماري الذي انتهجته فرنسا وموظفوها قد كان عاملا في تقوية هذا المطمع؛ ولو لم ينهجوه وغدت المنطقة محافظة عادية كسائر محافظات سورية لكان من المحتمل ان لاتقع كارثة سلخها عن أمها بغيا وغدرا لذا فقد سارعت فرنسا بالرضوخ لهذه الاطماع والتوقيع مع تركيا على اتفاقية انقرة الثانية في ‎ 30‏ ايار ‎ 1926 والتي مد خلالها الاتراك حدودهم في بعض مناطق الاراضي السورية.ليبرهنوا على عدم تفويت اية فرصة تسنح لهم لتحقيق اطماعهم في الاراضي السورية؛ الامر الذي ادى الى وقوع الكثير من المشاكل على هذه الحدود التي غالبا ما نجم عنها توتر خطير في العلاقات بين البلدين وجاءت هذه الحالة لتخدم الاغراض التركيةبمحاولة مد سيطرتها الى منطقة لواء الاسكندرونة!”؛ الا أن بروتوكول اتفاقية انقره الثانية نص على وجوب المحافظة على النظام الخاص باللواء حسبما جاءت به المادة السابعة من اتفاقية انقره الاولى”) وبهذا احتفظ اللواء بنظام اداري خاص وبقي الوضع كذلك حتى عام1935 (12)

إن الأراضي السورية السليبة التي سيطرت عليها تركيا بداية القرن الماضي، لا تقتصر على كيليكيا وأنطاكيا ولواء الإسكندرون وماردين، بل تتعدّى ذلك لتشمل ديار بكر في جنوب شرق تركيا (شمال شرق منطقة القامشلي السورية)ومدن اخرى تتوضح من خلال النظرة الى حدود تركيا مع ىسوريا قبل وبعد معاهدة سيفر حيث تمددت تركيا وابتلعت المناطق الشمالية من سوريا من خلال اتفاقية انقرة الاولى بين فرنسا وتركيا في 29 تشرين الأول . وبذلك تصبح مساحة الأراضي العربية المغتصبة والواقعة حاليا في الجنوب التركي، تساوي (170 ألف كيلومتر مربع)، أي ما يوازي مساحة سوريا الحالية تقريباً (185180 كيلومتراً مربعاً). وهذا يتطلب بحثا مستقلا لان المكتبة العربية تفتقد هذا الجانب ويعتقد المواطن العربي ان الارض المغتصبة تقتصر على لواء الاسكندرون .وهذا يذكرنا بحديث كنعان أفيرين قائد الانقلاب العسكري التركي في عام 1980، ، حيث قال يومها لمجموعة من الضباط التي سيطرت على مقاليد الحكم آنذاك: )إذا تنازلنا عن لواء الإسكندرون لسوريا، فسيطالبون بمناطق أخرى. ((13),(14).

الهوامش:

1- حسام نايف_ لواء الاسكندرون_حكاية وطن سلب عنوة_وزارة الثقافة-دمشق2013م ص12-13

2-ويكيبيديا عربي https://ar.wikipedia.org/…/%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1_%D8…

3-حسام مصدرسابق ص20-22

4- محمد رجائي” ريانء _رسالة ماجستير _ قضية لواء الإسكندرونة ما بين 1921 و 1939من خلال التنازلات الفرنسية والمساومات الدوليةدراسة وثائقية” كلية الآداب جامعة الاسراءالخاصة. عمان. الاردن.2005م.نشرت في ابحاث اليرموك سلسلة العلوم الانسانية المجلد 77العدد١‏السنة 2007 ص 161

5–ويكيبيديا عربي –مصدر سابق      

-6 ناصر ذو الفقار 4-مارس 2020_الولاية المسروقة – https://www.albawabhnews.com/3926342

7-عبد الاميرمحسن جبار لاسدي المجلةالسياسية الدولية –الجامعة المستنصرية بغداد _العراق _ 2006 م

ص47-88

8- ميثم علي نافع_كلية الاداب _ جامعة الامام جعفر الصادق _الابعاد التاريخية لمشكلة لواء الاسكندرونه-مجلة الجامعة العراقية العدد 42/3

9- حسام مصدر سابق ص111-168

10-مجيد خدوري _قضية الاسكندرونة_ مطبوعات المكتبة الكبرى للتاليف والنشر بدمشق حزيران 1953 ص35-114

11- فيليب خوري _سوريا و الإنتداب الفرنسي سياسة القومية العربية 1920 – 1945 ترجمة مؤسسة الابحاث العربية- بيروت 1997 ص554-569

12- نزار كريم جواد -الثورة السورية عام ‎1924م وتطور الحركة الوطنية السورية- مجلة الفتح .العدد الحادي والثلاثون ‎2007 -كلية التربية / جامعة صلاح الدين. ص6

13-معاهدة سيفر –ويكيبيديا عربي –تشير الى ان مساحة سوريا عام1918 قد بلغت 350000 كلم مربع https://ar.wikipedia.org/…/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%87%D8…

14- موقعhttps://3lawi.yoo7.com/t622-topicاستنادالى ادبيات الحزب القومي الاجتماعي(انطوان سعادة)

 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *