الرئيسية / الفلسطينيون في المهجر / سليم النجار يكتب : السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت الحلقة العشرون

سليم النجار يكتب : السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت الحلقة العشرون

المراة الفلسطينية

السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت
خبر كان
الحلقة العشرون
سليم النجار
لم اسامح نفسي التي هجرتني لشعر دقائق في سماعي لقصة يوسف الذي لم يمت في بطن الحوت ٠٠٠ تكرتني القصة هناك خائفاً مترددًا قلقاً هائماً في فضاء القصة ٠٠٠
منذ ذلك الوقت أصبحت على قناعة أن معرفة الحقيقة ليست كارثة ٠٠٠ عشت أنا وماتت القصة في بطن الخيانة ٠٠٠ وكانت بكر الخيانات التي بدات أتعاطى معها كوجبة يومية ألتهمها بشراسة ٠٠٠
لا أعرف السبب الذي جعلني اكتب كل هذه السطور واستحضر ذاكرتي لسردها وانا ارقص في خزّان المياه العائد ملكيته لنا فهو الشيء الوحيد الذي نملكه في الكويت ٠٠٠ وبإسم والدي ٠٠٠ اقوم بهذا الدور البطولي في الشهر السادس من كل عام ٠٠٠ حفلة تنكرية يجبرني والدي على ممارستها مع إعطائي وصفة صغيرة جداً ٠٠٠ خمسة دنانير لتنظيف الخزّان ٠٠٠والدي يكون بحانب الخزّان معه كامل أدوات التنظيف من مطهرات ٠٠٠ وانا في الداخل ارقص واغني بأعلى صوتي فدائي فدائي لقتل الخوف الذي يتسرب لمفاصل أرجلي دون ديمقراطية ٠٠٠ إذا خفت صوتي يزأر والدي بإسمي واعود أردد الأغنية فدائي فدائي التي كانت حلقة الوصل بيننا انني مازلت على قيد الحياة ٠٠٠
طوبى للفقراء في حارة سوق الصباح ٠٠٠ من أمثالنا فالعشرات من الفتيان يمارسون هذا الطقس ٠٠٠ وللإمانة الثورية لا استطيع الجزم انهم يحصلون على الوصفة التي احصل عليها والله اعلم ٠٠٠
ومن الخيال الذي أوحت به طقس تنظيف الخزّانات افتى الشيخ مسعود مفتى حارة سوق الصباح ٠٠٠ وهو من قرية مجدل الصادق في فلسطين ٠٠٠ هكذا اطلقن عليه هوانم حارة سوق الصباح ٠٠٠ بعد أنّ عنّف ابوضاح النابلسي الذي يتناول الخمر ٠٠٠
ذاع صيته اثر هذا العمل في الحارة وباقي الحارات ٠٠٠ واصبحن الهوانم يترددن عليه لحل مشاكلهن التي تتكاثر كتكاثر الفئران ٠٠٠
أن التشمّس داخل الخزّانات حلال زلال وعلى الفتيان إطاعة أولياء أمورهم عملاً بفضيلة إطاعة ولي الأمر ٠٠٠
رغم تذمر الهوانهم من زبارة الشيخ مسعود لكثرة ممارسته عمليات البصاق على ارض غرفته ٠٠٠ جرّاء الربو الذي يعاني منه ٠٠٠
سُداد ابن قلقيلية تمرّد على هذه الفتوى ولاعب فريق كرة القدم لسوق الصباح ٠٠٠ مبرراً هذا الجرم أن والده صاحب كراج القدس في المنطقة الصناعية ٠٠٠ لتصليح السيارات ٠٠٠ دخله اليومي مائة دينار ٠٠٠ فهو ليس فقيراً ٠٠٠ عليه إحضار عامل مصري للقيام بالتنظيف ٠٠٠ خاصة ان المصريين ينتظرون هذا الموسم على احر من الجمر ٠٠٠

في الخزّانات كل حكايا ٠٠٠ الحارات الفلسطينية الموجودة في الفحاحيل ٠٠٠
استجاب والد سُداد لتمرد ابنه خوفاً من تطور فكرة التمرد لشيء لا يحمد عقباه ٠٠٠ بعد ان طلب قبل ليست بالبعيدة سُداد زيادة مصرفه من ريع دينار إلى نصف دينار ٠٠٠ وتمت التسوية على إحضار المصري مقابل تطنبش،مسألة زيادة المصروف ٠٠٠
معارك الفتيان مع الخزّانات حكايا الأباء المحدودبة ظهورهم من ثقل الهوم وكثرة الشكوى ٠٠٠
يتجسد مدى حب هوانم حارة سوق الصباح لطقس تنظيف الخزّانات يقومن بطبخ ” المقلوبة ” باللحمة الرومانبة ٠٠٠هذا اللحم غزا اسواق جمعيات الكويت وإقبال الفلسطنييون عليه لرخص سعره ديناران للكليوا الواحد مقابل البلدي بخمسة دنانير ٠٠٠
الكوتييون لا يقبلون على شراء اللحم الروماني لرداءة مذاقه ويفضلون البلدي ٠٠٠ يسخرون من الفلسطنيين الذين يتناولون اللحم الروماني ٠٠٠
غريب أمر الهوانم اللواتي يزغردنَ في حفل ابنائهم وهم يقومون بتنظيف الخزّانات ٠٠٠ ويحزنَ على بعض الهفوات لأزواجهن لممارستهم بعض الغزل للخادمات الفلبينيات اللواتي عزو البيوت لمساعدة الهوانم العاملات في تنظيف بيتوهن ٠٠٠
شاع خبر موت الشيخ مسعود في الحارة ٠٠٠ وأربك طقس التنظيف ٠٠٠ وأصبح الأهالي في حيرة من أمرهم ٠٠٠ الأستمرار في طقس تنظيف الخزّانات ٠٠٠ او الأستعداد لطقس آخر ترتيب جنازة الشيخ مسعود ٠٠٠

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

شاعرة وااعلامية فلسطينية

ولدت عاشقه لوطنها فلسطين فتألقت ريشتها

ولدت عاشقه لوطنها فلسطين فتألقت ريشتها بقلم الشاعر والكاتب الفلسطيني (هاني مصبح) الروائية الفلسطينية باسله …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *