الرئيسية / الآراء والمقالات / د. مونتجمري حور يكتب : كيف تستثمر إسرائيل مع الهجوم الأخير الذي استهدف ناقلة النفط

د. مونتجمري حور يكتب : كيف تستثمر إسرائيل مع الهجوم الأخير الذي استهدف ناقلة النفط

مونتجمري حور

كيف تستثمر إسرائيل مع الهجوم الأخير الذي استهدف ناقلة النفط MT Mercer Street
د. مونتجمري حور
1 أغسطس، 2021
تحاول إسرائيل استثمار الهجوم الأخير الذي استهدف ناقلة النفط MT Mercer Street والذي يعتقد وقوف إيران وراءه، على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري. من ناحية دبلوماسية، تشن إسرائيل حملة دبلوماسية تهدف للوصول إلى أقوى رد دولي على الهجوم على الهجوم الذي استهدف الناقلة المرتبطة بإسرائيل ويجري وزير الخارجية الإسرائيلية يائير لابيد في هذا الصدد اتصالات مع نظرائه في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ورومانيا. جاري العمل على قدم وساق لتسويق القضية دولياً بأن إيران تهدد المصالح العالمية، وتتركز الجهود الإسرائيلية حول مناقشة رداً دولياً على الهجوم الذي شنته طائرات استطلاع إيرانية الخميس الماضي على الناقلة المرتبطة بإسرائيل وقامت إسرائيل بتزويد الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة بمعلومات استخباراتية تدلل على أن الهجوم كان إيرانياً.
تباينت الردود عن سبب الهجوم وتناولت الصحف الإسرائيلية كثيراً منها، فعلى سبيل المثال، يعتبر فرزين نديمي وهو محلل إسرائيلي في المجالين الدفاعي والأمني، أن هذا الهجوم فريد من نوعه وأنه “صمم ليكون بلا رحمة: إحدى الطائرات بدون طيار كانت تستهدف جسر الناقلة بشكل مباشر ، لقتل من على متنها ، لأن ذلك كان ردا انتقاميا على هجوم 24 أبريل قبالة بانياس ضد ناقلة البضائع اللبنانية / الإيرانية وزدام، حيث قُتل 3أشخاص في هذا الهجوم ، بما في ذلك طاقمان [سيك]. ” ويشير إلى أن “هذا الهجوم كان متابعة لهجوم 5 يوليو على CSAV Tyndall والذي كان خطأ في تحديد الهوية. إذا اختارت إسرائيل الرد بالمثل ، فإن إيران ستفعل الشيء نفسه “. فيما اعتبرت قناة العالم التلفزيونية الإيرانية إن الهجوم جاء ردا على غارة جوية قرب القصير في سوريا في 22 تموز / يوليو في قاعدة الضبعة الجوية.

نشر “برس تي في” مقطع فيديو يوم السبت زعم فيه أن “مصادر مطلعة تعتقد أن الغارة جاءت رداً على هجوم صاروخي إسرائيلي على سوريا”. وتقول مصادر إسرائيلية أن ما يهم هنا هو التصوير العام لهذا الهجوم باعتباره تصعيدًا وردًا ونوعًا جديدًا من قبل إيران، وذلك لأن جميع الهجمات الإيرانية السابقة لم تحاول على إيقاع إصابات أما هذه المرة فقد عمدت إيران على ما يبدو استهداف المناطق التي كان من المفترض أن يكون طاقم السفينة متواجد بها عبر توجيه ضربات دقيقة بطائرات بدون طيار.

أما فيما يتعلق بشأن الردود الدولية للآن على الهجوم، فتعتبرها إسرائيل أنها جاءت مخيبة للآمال ووصفتها “بالغامضة”، وطالبت بإدانة شديدة اللهجة مع تسمية إيران وهو الأهم بالنسبة لها، كما طالبت بفتح تحقيق دولي وبانعقاد مجلس الأمن لمناقشة ذلك.
أما من الناحية العسكرية، فتسعى إسرائيل للضغط لتطوير قدراتها العسكرية البحرية حيث يحاول المسئولون الإسرائيليون التذكير بسفينة كارين (1) بأن البحرية الإسرائيلية لم تكن لتنجح في ضبطها لولا المساعدة التي تلقتها من جهازي السي اي ايه الأمريكي والاستخبارات البحرية الأمريكية. كادت العملية أن تفشل يومها ، بحسب مسئولين اسرائيليين، لولا ما أسموه بشجاعة الكوماندوز البحري الإسرائيلي الذي نفذ عملية محفوفة بالمخاطر نظراً لسوء الأحوال الجوية ولنقص الوقود لأن سفينة كارين (1) أبحرت في عمق أكبر من الذي كان مخططاً له. تؤكد المصادر الإسرئيلية أن قوات البحرية الإسرائيلية أصبحت أقل اعتماداً الآن زغم استمرار تعاونها مع وحدات مراقبة الأقمار الصناعية الأمريكية، فلقد طورت قدراتها البحرية أكثر وأن بإمكانها وصول أهداف أبعد، وتدعي هذه المصادر أن قدرات إسرائيل البحرية تكاد تكون صفراً خارج نطاق مناطق عملياتها بالقرب من السواحل الإسرائيلية الغزية واللبنانية وهي المناطق التي “تهيمن فيها إيران وتستطيع أن ترسل فيها قوارب سريعة، ولا تزال القوات البحرية الإسرائيلية عرضة لهجمات الطائرات بدون طيار الإيرانية وللألغام البحرية والصواريخ وغيرها من أشكال الهجمات” ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في الوقت الذي تسوق فيه إسرائيل أن هناك احتمال باستخدام إيران تقنية جديدة للطائرات بدون طيار. كما ذكرت تلك المصادربقدرة إيران على استهداف السفارات الإسرائيلية في كل دول العالم عبر وكلائها كحزب الله الذي سبق وأن نفذ هجوماً على سفارات إسرائيل في بورغاس وبلغاريا عام 2012.

تتعالى الأصوات داخل أروقة السياسة الإسرائيلية بأنه إذا أرادت إسرائيل تجنب تصاعد الهجمات على سفنها في البحر، فعليها تبني عقيدة جديدة بتوسيع نطاق مدى حمايتها البحرية، وعلى ما يبدو أن إسرائيل تحاول الاستفادة من أي حدث لتطوير قدراتها البحرية وأتوقع أن ذلك لن يكون بعيداً، خصوصاً وأنها انتقلت من دولة مستوردة للطاقة إلى دولة مصدرة للطاقة وهي تعمل في كل الاتجاهات وعلى كافة الأصعدة إلى تعزيز مكانتها ووصولها إلى مركز الطاقة الرئيس في المنطقة وقد حققت إسرائيل خطوات مهمة في هذا الجانب.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *