الرئيسية / ادب وثقافة / سليم النجار يكتب : السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت الحلقة التاسعة عشر

سليم النجار يكتب : السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت الحلقة التاسعة عشر

المراة الفلسطينية

الحلقة التاسعة عشر
السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت
أشرقت شمس الصيف
سليم النجار
في ذلك النهار ، نهار هذه اللحظات اللواتي يأخذون الهوانم أطفالهن إلى مدرسة ام أيمن الحكومية في المنطقة الفاصلة بين حارة سوق الصباح وحارة جمال الزّعارة ٠٠٠ سيميت بإسم هذا الشاب لكثرة مشاكله ولا أحد يعرف من اطلق عليه هذا الوصف ؟
تغير المشهد ٠٠٠
أم سيمون احد هوانم سوق الصباح لها مواقف كثيرة اتجاه شؤون الحياة ، أذكر منها في مطلع السبيعنات من القرن الماضي ، بدأ صراع في لبنان بين الفدائيين والحركة الوطنية اللبنانية من جهة ، والكتائب من جهة اخرى ، زوجها يقرأ الأخبار بشكل يومي وبصوت مرتفع ، أم سيمون تنحاز للفدائيين الفلسطنيين ، عكس زوجها الذي كان ينحاز للكتائب على اعتبار أنهم مسيحيين ، وكان يحصل جدال بين الأثنين لدرجة الأقتتال ، سبمون الابن بدوره يصب الزيت على النار ، وصوت ابوسيمون جهوري يسمعه كل جيرانه ، خاصة شقته في الدور الثالث ، واصبحت هذه الحوارات طقس من طقوس حارة سوق الصباح ٠٠٠ وقتها قررت أم سيمون بعدم تناول التفاح القادم من لبنان وقالت لا اتناول هذا التفاح المملؤ بدم الفدائيين ، وبقيت على هذا الموقف حتى توفاه الله ٠٠٠
رائحة الموت ٠٠٠
سيجد القارئ الشغوف بالتجوال بين السطور مبتغاه ، فخبر سيرة علي ناصر ياسين مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت ، ابن يافا ، سيرة عطرة بين الفلسطنيين ، وهذه حالة نادرة ، شخصية فلسطينية عليها اجماع ٠٠٠
تجمهرت الحشود التي قدمت من كل الحارات الفلسطينية في الفحاحيل ٠٠٠ أمام منزل أبونضال في حارة سوق الصباح مسؤول تنظيم فتح في المنطقة العاشرة ٠٠٠ وكان اسمها الحركي منطقة عبدالقادر الحسيني ٠٠٠
هذه الجمهرة ٠٠٠ كأنها أمام مبارة بين نادي القادسية ونادي العربي ، فالفلسطنييون بشجعون نادي القادسية ، اما نادي العربي مشجعوه من الكوتيين ” الشيعة ” كون هذا النادي ملكية خاصة بهم ٠٠٠ هكذا كانت الرواية المنتشرة بين الفلسطنيين ٠٠٠
استيقظ ابونضال ذات صباح على صوت تلك الحشود لم يسأل عن زوجته ماذا يحدث ؟ مباشرة ذهب إلى الخزانة القابعة في غرفة النوم ، التي تركها قبل ثواني لممارسة طقوس النظافة الذهاب للحمام ، لكن الأصوات حرمته من هذه العادة ٠٠٠ وتناول مسدسه ٠٠٠ واطل من شباك غرفة الضيوف المطلة على الحارة ٠٠٠ وقال مدوياً لا نملك سوى هذا الوقت القصير ٠٠٠
صححكتهن هوانم الحارات ، وتلذذهن ، بمنظره وجلوسهن على درج امام عمارته ، ضربهن لكلامه عرض الحائط ، أثار جنونه ٠٠٠
قررنا البعض من الهوانم العودة لبيوتهم لعمل القهوة السادة ٠٠٠
أحدهن ترتشف القهوة واقفة ، تنظر بسخرية وتجاهل لكل العيون التب تتلص عليهن ، من قبل الرجال المحتشدين ٠٠٠ تلعب أصابعهم بحبات المسبحة ، عيونهم تحدق نحو تلك الفتاة المتمردة على فوانينهم تستمر أناملهم بالعد التي جهلت اين وصلت ، لسانهم تلهج بالتسبيح ، قلوبهم تخفق مع كل ضحكة ٠٠٠
يكبح ابونضال غضبه وغيظه ويعلن بشكل صارم ، وهو يتابع بنظراته خطوات الهوانم ، الذي بدأ يختفي صوت ضحكتهن تدريجياً ٠٠٠
أن من قام بإغتيال الشهيد علي ناصر ياسين احد عناصر المجلس الثوري التابع لأبونضال ٠٠٠ ومنعاً لللبس اشهر ابونصال مسدسه ٠٠٠ اندفع جسده إلى اليمين بتلقائية وعنف واصطدم رأسه بالقائم المعدني المثبت على الشباك المطل على الحارة ، اختطلت الصور أمام عينيه ، وامتزجت آخر فكرة في ذهنه الزواج من صبية لا بتجاوز عمرها عشرون عام مع الدم السائل من المؤخرة مد يده محاولة يائسة للإمساك بأي شيء تحسباً للإنعطاف غير المتوقعة ٠٠٠ خرج سؤال تكتيكي من عجوز ٠٠ من اخبرك بما ذكرت ؟!

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

د. ادمون ملحم

أنطون سعادة والمشروع الحضاري

أنطون سعادة والمشروع الحضاري   كتب د ربيع  الدبس  عن «مؤسسة سعادة للثقافة» في بيروت، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *