الرئيسية / الآراء والمقالات / ​ د. سالم حسين سرية يكتب ابعاد الأغنية الشعبية الفلسطينية

​ د. سالم حسين سرية يكتب ابعاد الأغنية الشعبية الفلسطينية

د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب (فلسطين)
د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب (فلسطين)

⁠ابعاد الأغنية الشعبية الفلسطينية _ ج3_

⁠ د. سالم حسين سرية :اكاديمي وكاتب(فلسطين)
⁠⁠البعد التراثي في الاغنية الشعبيه
⁠ تتعدد أشكال الأغنية الشعبية بتعدد المناسبات والمواقف التي نظمت من أجلها، فنجد أغاني الزفاف، وأغاني الحصاد، وأغاني الختان، وأغاني الرثاء… وغيرها مما تعج به الحياة من مواقف.ومن ابرزها الزجل الشعبي.(18)
⁠⁠يتكون الزجل الشعبي الفلسطيني من طيف واسع من الفنون الغنائية المتنوعة الأغراض والأوزان والألحان، مع اختلاف في طرق النظم والصياغة؛ فهو يتكون من عشرة أجزاء رئيسية، وكل جزء منها يحتوي على أبواب متنوعة. والأجزاء التي يتكون منها الزجل الشعبي هي:
⁠⁠1- العتابا 2- الميجنا3- المعَنَى،4- القرادي .5- القصيد أو الشروقي 6- الجوفية 7- المربع
⁠⁠8- المثمن 9- الفرعاوي 10- المخمس- .
⁠⁠وسنتحدث ادناه عن بعض هذه الاجزاء:
⁠ 1- العتابا: ما من شيءٍ يُمكِنُه ان يستفز ذاكرة الفلسطينيين في بلادنا، مثل ما يمكن لشعر العتابا أن يفعل. أو لِـنَـقُـل إنّ هذا اللونَ من الشعرِ المحكي يظلُّ أحد أبرز ألوان أدب التذكّر، الذي يدلّنا بعاميّتِهِ على كلّ ما يتصلُ بالناس وهواجسِهم، الزمان والمكان، الأرض والإنسان، الشوق والحنين والحب، الخوف والغضب ، وكل ما لامس الإحساس والحواس طوال العقود التي انطوت.
⁠⁠قيل: العتابا من العتاب والتعتب، أي ما يقع في اللوم والتأفف، فكان مطلع بيت العتابا بالأووف الممدودة تعبيراً عن اللوعة والألم. أما عن نظم العتابا ووزن البيت، فيعتمد على فنٍ بديعيٍّ هو الجِناس، فالبيتُ مكوّنٌ من أربع شطرات، الثلاثة الأولى منها تنتهي جميعُها بنفس المفردة من حيث اللفظ، إلا أنّها تختلف في معناها. بينما تنتهي الشطرة الرابعة وهي خاتمة البيت غالباً بحرف الباء أو الألف المكسورة، والباء لأنّها الباب، وهي باب الخروج من البيت ودخول البيت التالي. لذا، فإنّ العتابا هي أبياتٌ، وليست قصائد، إذ أنّها محكومةٌ في جِنَاسِها الذي يصعب نظمُه في قصيدةٍ طويلةٍ ومن ذلك الفن، قولهم في بيت عتابا فلسطينيّ) 19).
⁠⁠عليكي يليق فستانِكْ وشالِكِ
⁠⁠وغرامي جابِكْ لْقلبي وشالِكْ
⁠⁠وإذا الواشي أجا وْعنّي وشا لِكْ
⁠⁠قُليلو للأبد نِحْنا حْبابْ
⁠⁠وبيت آخر :
⁠⁠الا يا ذيب بكاني عويلك
⁠⁠علواه ينمزج ويلي ع ويلك
⁠⁠وانت يا ذيب بالفلا مضيع عويلك
⁠⁠وانا يا ذيب ضيعت الاحباب
⁠⁠وبيت عتابا آخر (20) :
⁠ يا قلبي ما عاد بدي نحلهم
⁠⁠الغرام الي نحل قلبي ناح الهم
⁠⁠ومن كثر ما لسوع جسمي نحلهم
⁠⁠عسلهم مرمر وما طاب
⁠⁠2- الميجنا (21):
⁠ يقال إن أصل العتابا من فنون الميجانا. وهذا قول شائع ومنتشر بين جميع العاملين في الزجل الشعبي، وربما عرفت الميجانا قبل العتابا.
⁠⁠أما بالنسبة لمعنى كلمة ميجنا، فكثرت الآراءحولها حيث يقول الكاتب مارون عبّود أن أصل الكلمة” يا ما جانا” أي ما أكثر ما أصابنا في حين يرجع أنيس فريحة الميجنا الى أصل سرياني منحدر من “نجن”اي اللحن والغناء، ويذهب البعض الى انها مشتقة من لفظة” الميجنة” بالفصحى وهي المدقّة التي يستخدمها مبيّض الثياب.والقصة الشعبية تقول أنه كان لأمير عربي ابنتان: عتابا و ميجنا.أحبّت عتابا شابا مات قبل أن تتزوّجه فأمضت حياتها تبكيه عاتبة على والدها الذي تسبّب لها بالاسى. وفي محاولة للترفيه عن اختها نظمت لها ميجنا بيوتا شعرية تنتهي بال”نا” التي توحي بالفرح بدلا من الباء الحزينة، الجامدة.
⁠⁠والميجنا التي تأتي قبل أو بعد العتابا تسمّى “الكسرة”
⁠⁠. من هنا يقال: ” غنّوا العتابا واكسرو لا الميجنا”،
⁠⁠و كسّر بالعامية تعني عزّى وهوّن.
⁠ . والميجانا عبارة عن بيت من العتابا ولكنها تختلف عن العتابا في أنها تختم بحرف “نا” بدلاً من الباء الساكنة، كما أنها تختلف عن العتابا في طريقة الأداء والغناء، فالميجانا بطيئة الأداء وهادئة أكثر من العتابا، كما أن الميجانا عادة ما تنتهي ببيت يردده الجمهور مثل:
⁠⁠- يا ميجانا يا ميجانا يا ميجنا، الله معاهم وين ما كانوا احبابنا
⁠⁠ومثال على الميجانا:
⁠⁠يا ميجنا ويا ميجنا ويا ميجنا
⁠⁠زهر البنفسج يا ربيع بلادنا
⁠⁠أوف.. أووف
⁠⁠يا با باي
⁠⁠الشعب قال أنا بفخر بعيدي
⁠⁠ومهما تكون أوطاني بعيدِه
⁠⁠ومين اللِّي لأوطاني بعيدي
⁠⁠غير التّضحية ودمِّ الشباب
⁠⁠أوف
⁠ يا خيِّ فُرقِة الأوطانْ مُرّة
⁠⁠ولهذا قد شربنا كؤوس مُرّة
⁠⁠بحبِّ اشُوفْ بلدي بَسْ مرَّة
⁠⁠تكون محَرَّرة وراحُوا لِغْراب
⁠⁠وعادة ما يتبع الميجنا بيت من العتابا يلتزم بتصريفاته بقافية بيت الميجنا كما في البيت الآتي:
⁠ يَا ريمِ الوادْ ما أجَمْلَ وُرودَك
⁠ عَليْنا وِالهوىِ ينْفَح وُرودَك
⁠ بِرمْشِ العين قوُم وِاقرا وُرودَك
⁠ وْعَلِّمْ كل أمة مِنِ الكْتاب
⁠⁠3-القصيد أو الشروقي(23):
⁠⁠القصيد هو كل شعر شعبي منظوم بمعنى مقصود، والبعض يسميه “الشروقي”. ويقال أن هذه التسمية جاءت من أن هناك عاشقاً هجره أحبابه، واتجهوا شرقاً، فراح يودعهم بهذا النوع من الشعر، ومنذ ذلك الحين انتشر هذا اللحن وسمي بالشروقي. .
⁠⁠والشروقي عادة ما يتحدث فيه الزجال عن قصة أو حادثة معينة بقصد توعية الناس. وعادة ما تتضمن قصائد الشروقي بعض الحكم والأمثال السائرة بين الناس:.
⁠ فَلاّحْ تِحْت الزتُونةِ نَايم ومرْتاح،
⁠ وْصوتِ البَلابل تْغني والغناء نوْاح
⁠ وتْقول يَا فَلاح الوَطَنْ كُلوّ رَاح،
⁠ قوْم واصحَى وْشوف الزرع والبستان
⁠ وِالكرِم وِالعنَبْ وِالرُّمان وِالتفُاح
⁠ قُوم واصْحى وْشوف الزرع والبستان،
⁠ وتفَرَجْ بْعينَك وشوفِ إنوّ الوَطنْ منهَوب،
⁠ الأرض تِبكي شَعبها وْظُلم هَالعدوان
⁠⁠، وَصَفّا علينا حُكم، ونحيا بْوَطَنْ مَسْلوب
⁠⁠4-الفرعاوي(24):
⁠⁠فرع من فروع الزجل الشعبي، وهو الشعر الميداني وشعر الحركة والمسيرة، سواء أكان في الزفة أو في السهرة. “.
⁠⁠وعادة ما يغنى هذا النمط من الزجل في الزفة أو السهرة، ويأخذ منها وقتاً طويلاً. وأهم شروط الفرعاوي: وجود الجمهور الذي يردد ما يقوله الزجال من فرعاوي وطلعات فرعاوية؛ لأنه لا يمكن للزجال أن يغنى الفرعاوي بدون جمهور كاف؛ حيث يقف صف طويل متراصّ من رجال القرية والضيوف؛ ويقف الشاعر أو الزجال في مقابل الصف، مردداً الشعر الفرعاوي والجمهور يردد ما يقوله أو اللازمة الخاصة به.
⁠⁠ومن نماذج من الفرعاوي:
⁠⁠اللازمة التي يرددها الجمهور (المطلوع
⁠⁠وين دَرْبِ الحَبايِب يا يُمّا وين
⁠⁠الزجال: راحُو عَنا وَابْعَدوا اليومِ بِسَنْتين
⁠⁠الجمهور: وين درب الحبايب يا يما وين
⁠⁠الزجال: طَوَلُوا عَلْينا الغَيبة أيامِ طوال
⁠⁠حَالي عَلى فُرقتهم مَا هُو حال
⁠⁠باله يا طيرِ الطاِير ودّي مِرْسال
⁠⁠لِحبابٍ سافَروا ما بَدْري وين
⁠⁠الجمهور يردد بعد كل شطرة:
⁠ )وين درب الحبايب يا يما وين(
⁠⁠الزجال: وعَ دروبِ الحَبايب لامِشي مِشوْار
⁠⁠لامشي عَليهم ليلة وليلةِ وِنهار
⁠⁠طَوَلوا عَلي الغيبة ما دْري شو صار
⁠⁠حَمَّلوني جَفاهُم عُمُرْ وِسْنين
⁠⁠الجمهور يردد بعد كل شطرة:
⁠⁠وين درب الحبايب يا يما وين
⁠⁠5-القرادي (25):
⁠ والقرَّادي هو شعر الغناء والطلعات الجميلة. ويتميز بالموسيقى السهلة الشعبية التي من السهل على الجمهور ترديدها والسرور بها؛ حيث يقوم الزجال بقول الشعر ويردد الجمهور من بعده لازمة محددة سهلة الترداد.
⁠⁠والقرادي عادة ما يغنى بعد السهرة أو في الصباح قبل الزفة؛ لأنه لا يغنى خلال الزفة أو السهرة؛ بل يغنى عادة والناس جلوس والزجَّال يجلس بينهم ويردد أشعاره.
⁠ ومثال على هذا النمط ما يلي:
⁠⁠يبدأ الزجال بقوله:
⁠ يا دَلوَعه الْ بِالوادي حْرَقْتي قَلبْ الصَيادي
⁠ لوْ قَالوا كافِر بِالحُب بْقُول الحُبْ عبادِي
⁠⁠يردد الجمهور:
⁠ لو قالوا كافر بالحب بقول الحب عبادي
⁠⁠الزجال:
⁠ كِلْماتِك عَ شْفافِك هَمسْ صَحْيتِ الْميَت مِن الرَمس
⁠ ما بَدّي أطلع عَالشَمس نورك يا حِلوه زيادي
⁠⁠يردد الجمهور:
⁠ لو قالوا كافر بالحب بقول الحب عبادي
⁠⁠الروزانا (26):
⁠⁠هنالك عدّة روايات حول أصل هذه الاغنية.
⁠⁠ويروى عن حسناء اسمها روزنة أحبت شابا لكن أهلها زوّجوها بغيره، فغنّى لها حبيبها هذه الاغنية.ويحكى ايضا ان فتاة عراقية في مدينة الموصل كانت تتبادل أحاديث الحب مع أحد أقاربها عبر كوّة في جدار بيتها. أهل الموصل يسمّون هذه الكوّة روزنة، وتعرف في بغداد بالرازومة.فلمّا علمت أم الفتاة بأمرها، أقفلت الكوّة وقالت: ع الروزنا ع الروزنا كل البلى بيها
⁠⁠فردت الفتاة على أمها: شو عملت الروزنا حتى تسدّيها
⁠⁠الحكاية الثالثة تقول ان الروزانا هي باخرة ايطاليةغرقت في طريقها الى بيروت فألحقت خسارة كبيرة بـ أحدهم فقال:
⁠⁠ع الروزنا ع الروزنا كلّ البلى فيها شو عملت لنا السنة الله يجازيها
⁠ . أبو الزلف:
⁠⁠الذّلف….. هو الانف الجميل،
⁠⁠أمّ الذلف….. هي الحسناء الجميلة،
⁠⁠وأبو الذلف …..هو الشاب الوسيم.
⁠⁠من حيث البنية، يبدأ أبو الزلف بعبارة
⁠⁠” هيهات يا بو الزلف عيني يا موليّا
⁠⁠”، وأحيانا يستبدل كلمة ” بو الزلف” ب ” ام الزلف”.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : 200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل

200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل بقلم  :  سري  القدوة الخميس 25 …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *