الرئيسية / الآراء والمقالات / هديل وائل زقوت تكتب : ظلمٌ مبطن بصنع أيدينا

هديل وائل زقوت تكتب : ظلمٌ مبطن بصنع أيدينا

هديل زقوت

ظلمٌ مبطن بصنع أيدينا

بقلم الكاتبة/ هديل وائل زقوت
 
 
 
يمضي الصيف كله، والخريف الذي يليه، قبل أن ينجلي غبار ميادين القتال، بعد أن توقفت العمليات العسكرية، عن قواعد اللعبة السياسية الجديدة في المنطقة بشكلٍ هش.
 
هل يحق لنا أن نغرق بالوحل ونصمت أم نقاوم كل هذا الظلم ونحن نتابع المشهد الفلسطيني علي الصعيد الباكي والمبكي بما يحدث في كل معركة فهو القلب النازف في كل قضية من المجريات وبالحقيقة هو ليس كذلك بل تحول لمستنقع بكل معنى الكلمات وفي ظل التخلف بهذا الضياع للوطن ومن يدعون القيادة هم السبب الحقيقي فلا نميل للتصديق بكل ما نسمعه من هنا وهناك سواء بالداخل أم بالخارج من يغرد بكل فترة ويقدم المبادرات المتراكمة من عمر الانقسام ولا حل يذكر لأنه لم تتوفر المصداقية بأحد والكل يريد أن يفوز بالكرسي لوحده، ومعاناتنا هي شعارات في وقت المهرجانات والمناسبات ومن يكرم نفسه ويوظف كل الإمكانيات والأقلام للدفاع عن الشخص الظاهر بالإعلام وما أكثر النجوم المحلقة بعقول الظلام والافتراء على بعض وصل حد الدهشة والمرض كما يسمي بعلم النفس “الشيزوفرينيا” وهذا ينطبق علي الكثير ولا ندعيه بأحد معين وجميع من يتابع يعلم بهذه الأسماء كلٍ بإسمه وفخامته مع حفظ الألقاب بكل من يخطب بنا ويسمعنا ما لذ وطاب بصب الزيت علي النار وهذه الحالة تعبر عن الشعب وبكل حر يعيش ويشعر بهذا الألم المستمر من التشتت والفرقة بين جناحين الحرية في غزة والضفة ورأسنا في القدس عارية ومباحة للعدو وباقي الجسد يصرخ من كل مكان ولا أحد يسمع تلك الصرخات فالجميع يتحدث بالسياسة ويحلل بين هذا الموقف وهذاك وما تشمله التصريحات بالحب لشعبنا وتقديم المساعدات لأهلنا في غزة بالذات ولا نعلم من أين نبدأ ومن نشكر كما يحصل بكل زيارة وشيك مقدم ليبقى الصراع بين الإخوة متصدر الإعلام والمناكفات بمن هو الأفضل ومن يخلف الرئيس وعلي العرب التدخل سريعاً كما ينادون ويحاولون فرض الأجندات علينا بتقديم التنازلات كما يطلب منهم بتحريك الملف وفق ما يخصهم وليس كما كان بالقرار المستقل قبل اغتيال ياسر عرفات الذي رفض الانصياع والتكبر الغربي بعدم الإنصاف ولو على حدود 67 وكان تفكيرهم بهذا الوقت بأن من يخلفه سيقدم تنازلات كبري وبصدق لم يحصل ذلك ولم يحصل أبداً مهما حاولوا التغيير والتدخل لأن القضية هنا محسومة ولا يوجد من يتجرأ على الإمضاء بحل شامل لقضيتنا والاتفاقيات السابقة هي مرحلية وعلي الأرض انتهت واستمرارها هو جزء لتسيير الحياة المدنية فقط مع التحفظ على أي تنسيق يتم مع العدو وليس دفاعاً عن أحد لكننا نترك الأمر للمحللين وكيف يرون من كان بالأمس نقيض أصبح اليوم صديق وحليف يدافع وضد أي تبرير ومساومة وجميع الفصائل صامتة فهي المتفرج الدائم على ما يحصل بالقتل والتهويد لأرضنا فنحن منشغلون في رسم الخطط كيف نسقط هذا ونرفع هذاك فهو يصب في مصلحتنا ويدعون الذكاء بنصب الشباك لبعض في كل تحالف مبطن وهو الأسوأ من أي تنسيق مع عدونا طالما تغّيب الحق والضمير وهذا الكلام لا يعجب أحد فالكل متفق في علم السياسة أن المصلحة فوق الجميع والمقصود بها هي الحزبية والعنصرية وعبادة الشخصية بتكريس من يدفع أكثر وهنا نتجاهل التاريخ لكل من له تجارب بالحكم والقيادة لشعبنا سواء من فصيل أو فكر يستحدث نفسه بتقديم الوجه الحسن وهو يمجد لتمزيق الشعب لنرى العجب الحقيقي، ومعاناة غزة التي لا توصف بكلمات ولا بمقال ولا بمليون كتاب يعبر عن الآلام الساكنة بكل انسان عاش على الظلمات من وراء هؤلاء المدعيين وهم بلا رحمة ولا انسانية، ومن يتخد الإسلام واجهة لتحقيق مآربها وحلمها بالبقاء علي سدة الحكم واقامة الإمارة الخاصة بها لو ساعدتها الظروف والمعادلات الإقليمية بفرض السيطرة أكثر كما زرعوها بالكثير من البلدان العربية تحت المسميات والتسهيلات اللوجستية من المخابرات الأمريكية وغيرها بصنع الأدوات العربية ونحن لا نختلف كثيراً ولكن هناك أسباب عدة تدفع بأن يبقى هذا الصراع راقي علي أرض فلسطين بين الأشقاء والفصيلين الكبيرين ومن يتبعهم ويؤيد بقاء هذا الوضع علي حساب الشعب والوطن وصراعنا الأصيل مؤجل ولم نعد نراه ولا نشعر فيه فكل ما يحدث هو من قرار فردي وغير مركزي حتي لا يدفعون الثمن البغيض بالخوف على كراسيهم الوهمية وهم يغفلون بأن لا حق يرجع دون المقاومة الشرعية وبكل ما نملك بأيدينا وهذا حقنا المقدس ويجب أن يدرس لهم قبل أن يرسموا كيفية الوصول لسدة الحكم ونحن ندفع أرواحنا ثمن بكل يوم من مشاهد القتل المتكرر بين فترة وأخرى من رجل لمرأة لطفل وغير الاعتقالات والمصادرة للحقوق بما يمارسه هذا الكيان المغتصب لأرض فلسطين بكل ما تملكه من خيرات وقدرات بطمس العقل وتحريك الساحة بالريمونت كونترول علي بعد ودون علم لكثير من قطاعات شعبنا كما هي الطائرات الزنانة فوق رؤوسنا تصيبنا بالضجة ولا نعرف أين تصور وماذا تتابع بكل وقت ليل ونهار وهنا الرسالة متشابهة حتي نعلم ما يحدث من كل ضجة وسجال لا يفيد ولا يحل أي مشكلة بقدر ما يعمق الجرح بداخلنا ولو تكلمنا وشرحنا المعاناة لكل بيت لم تتسع الصفحات ونتمنى من بعض الأقلام بالبقاء أحرار ولا تنساق دفاعاً بين التبرير والخداع ف راية الوطن معروفة وبجميع الألوان المحببة، وليست دعوتنا هنا للحروب بقدر ما هي رسالة محبة وتحفيز للبندقية الصادقة لتختار الهدف الصواب وقت ما تراه مناسب لنؤكد للعالم أجمع بأن الحق لا ينسى مهما طال العمر بنا نبقى بالقلوب الثائرة والاحترام لبعضنا البعض.
 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

كاتب ومحلل سياسي 

دكتوراة في القانون العام جامعة محمد الخامس المغرب 
محاضر في جامعة الأزهر - فلسطين

إبراد إبراهيم ابراش يكتب : الانتصار الذي تسعى له حركة حماس

الكاتب إبراهيم ابراش الانتصار الذي تسعى له حركة حماس بعد أن ساعدت حركة حماس إسرائيل، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *