الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : وزراء الخارجية العرب يطالبون بالتوصل لتسوية عادلة في قضية سد النهضة

علي ابو حبلة يكتب : وزراء الخارجية العرب يطالبون بالتوصل لتسوية عادلة في قضية سد النهضة

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

وزراء الخارجية العرب يطالبون بالتوصل لتسوية عادلة في قضية سد النهضة
علي ابو حبلة

دعا الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد في الدوحة ، الثلاثاء الماضي ، مجلس الأمن لعقد جلسة لبحث قضية سد النهضة الإثيوبي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق عملية تفاوضية فعالة تضمن التوصل إلى اتفاق في إطار زمني محدد. وجاء في البيان الختامي للاجتماع ، الذي عقد بطلب من مصر، إن الأمن المائي لمصر والسودان هو جزء أساسي من الأمن القومي العربي، رافضًا المساس بحقوقهما في مياه نهر النيل.

ودعا المجلس تونس واللجنة التي شكلها بتاريخ 23 حزيران/ يونيو من العام الماضي، لمتابعة تطورات الملف والتنسيق مع الأمم المتحدة، إلى تكثيف جهودهما في التواصل مع مصر والسودان حول الخطوات المستقبلية بالنسبة لهذا الملف.

من جهته، أعلن وزير الخارجية القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني، أن علاقات بلاده مع مصر «تسير في اتجاه إيجابي».وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد طلب من ممثلي الدول العربية المجتمعين في الدوحة، دعم بلاده في مواجهة أزمة سد النهضة الإثيوبي.

ويذكر ان الخلافات بين كلا من مصر والسودان مع اثيوبيا وصلت إلى ذروتها في ما يتعلّق بالأزمة التي سيولّدها تخزين المياه في بحيرة سدّ النهضة من دون اتفاق وتبادل للمعلومات والبيانات بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، إلّا أن الدول الثلاث عادت خطوة إلى الخلف، بعدما بدا بعضها على شفا تحرّك عسكري، خصوصاً في ظلّ التدريبات المشتركة والمكثّفة بين مصر والسودان خلال الشهور الماضية، والتنسيق الدبلوماسي غير المسبوق منذ سنوات لوقف القرارات الإثيوبية المنفردة. وجاء التراجع الأخير من دون إعلان مباشر وصريح، من أجل تهدئة الأوضاع. وتَمثّل ذلك في قيام وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بالتنسيق مع نظيرته السودانية، بجولة على الدول الأفريقية ودول حوض النيل بشكل خاص لشرح وجهة النظر المصرية. وهو ما سبقه امتناع الجانب الإثيوبي عن استكمال عملية تعبئة الممرّ الأوسط لبحيرة السدّ بمقدار 30 متراً كما كان مقرّراً من قبل، بسبب ضيق الوقت ومشكلات تقنية أعاقت تنفيذ المخطّط الأصلي، والذي بدأ متأخّراً عن موعده في نيسان الماضي، قبيل موسم الفيضان بأقلّ من شهرين.

ولم تنجح أديس أبابا في تعبئة الممر الأوسط لبحيرة السد سوى لأقلّ من 10 أمتار، ومن ثمّ لن تتمكّن من تخزين 12 مليار متر مكعّب في الملء الثاني كما كان متوقّعاً، وسط تقديرات بأن الكمّية الجديدة التي سيتمّ تخزينها لن تتجاوز 4 مليارات متر مكعّب فقط، وهو ما يجعل إجمالي السعة التخزينية في بحيرة السدّ، بعد اكتمال الملء الثاني، نحو 9 مليارات، الأمر الذي يعني أن لا أضرار كبيرة ستلحق بكمّيات المياه المتدفّقة إلى مصر والسودان، مقارنة بالكمّيات المتوقّعة من الأمطار خلال موسم الفيضان الحالي.

بناءً عليه، فان هناك فسحه من الوقت للتوصل إلى اتفاق بين الأطراف كافة إذا خلصت النوايا وبذلت الأمم المتحدة مجهود في ذلك حيث ستُرحّل فكرة التحرّك العسكري المصري إلى العام المقبل، حيث يمكن إعادة النظر فيها إذا ما فشلت المفاوضات بشكل كامل. وفي هذا الإطار، تقول مصر إن بالإمكان استهداف السدّ من دون الإضرار بالسودان، على العكس من التصوّر السابق باستحالة هذه الخطوة في حال تخزين 17 مليار متر مكعّب في بحيرة السدّ الملاصق للحدود السودانية.

ويعود التراجع الإثيوبي الأخير إلى أسباب عديدة، من بينها مشاكل في التمويل، وضغوط أميركية من جانب إدارة جو بايدن، فضلاً عن الأزمات الداخلية التي تحيط بحكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد. وفي مقابل خطوة أديس أبابا، تراجعت الخرطوم، هي الأخرى، عن التحرّك نحو تدويل الأزمة والخروج من إطار المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي بشكل كامل، والتي فشلت في جميع جولاتها وعُلّقت حتى إشعار آخر، علماً بأنه يُتوقّع استئنافها في غضون الأسابيع المقبلة. أمّا القاهرة، فما زالت مصره على موقفها ودعوتها وزراء الخارجية العرب لاجتماع طارئ لبحث الملف والتنسيق مع الأمم المتحدة، وهو مسعى مصري إلى تكثيف الجهود في التواصل مع مصر والسودان حول الخطوات المستقبلية بالنسبة لهذا الملف ، و خطوة التراجع الإثيوبي والقبول باتفاق مرحلي على الكمية التي سيتمّ تخزينها العام الجاري، بما يضمن الدخول في مفاوضات طويلة من أجل الاستقرار على أمرَين رئيسيَن: الأول آلية تخزين المياه، والثاني آلية يتمّ الاحتكام إليها في حال وقوع الخلافات، مع تأكيد الدور العربي و الأفريقي والاممي في المفاوضات.

 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *