الرئيسية / الآراء والمقالات / أ.د. حنا عيسى يكتب : علامات فارقة

أ.د. حنا عيسى يكتب : علامات فارقة

الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات
الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات

“وأنا في الوطن كنت أبكي شوقاً للرحيل إلى المنفى وها أنا اليوم أبكي شوقاً للعودة إلى وطني “

بقلم دكتور حنا عيسى
عندما يدرك الناس أن الدولة تدار لحساب نخبة وليس لحساب أمة ، يُصبح الفرد غير قادر على التضحية من أجل الوطن وينصرف للبحث عن مصلحته الخاصة.رغماً عن ذلك ،فإن طريق الهجرة وعرةُ المسلك ، ومليئةٌ بالمنغّصات ، ومهما بقي الإنسان في بلاد الغربة فاسمه “غريب “، ولن يجد قلباً حنوناً ، بين الحجارة الصماء ، والأماكن الغريبة التي لن تألفه ..نعم ، يهاجر الناس من أوطانهم بسبب تفاقم القلق ، بسبب الإحساس المقيت بأنه مهما عملوا بجد فلن يأتيهم بنتيجة ، وأن ما يعمرونه في سنة قد يدمّره الآخرون في يوم .. لهذا السبب ، أبحث عن وطن شجاع لا يخاف أحداً ، لا يعطي معميه لقيد ،أو يحني ظهره لأحد،أو يربط اسمه بأحد،لا يخجل من أن يصارح كل الموهوبين بعظمتهم أنكم لا شيء دوني،أنا البداية والوجود .
 
 
 

الألقاب ليست سوى وسام للحمقى ، والرّجال العظام ليسوا بحاجة لغير أسمائهم

“لم أكن الأول على فصلي في المدرسة أبداً ، ولكن لا بد ان زملائي رأوا إمكانية ما لدي ، لأن لقبي كان آنشتاين” .. أتمنى أنْ أتمتّعَ دوماً بالحزم والفضيلة الكاملين ، حتّى أُحافظَ على ما أعتبرهُ أكثرَ الألقاب التي يُحسدُ المرءُ عليها ، ألا وهي لقبُ إنسانٍ شريف.. الباحثون على الألقاب ضعفاء ويفتقدون الثقة بالنفس أحياناً ..هناك مهن كثيرة مهمة لكن المجتمع لا يمنح أصحابها الألقاب .. بعض البسطاء تدهشك استقامتهم ، وبعض العلماء يدهشك اعوجاجهم ، فلا تكونوا دوماً أسرى للعناوين وعباداً للألقاب ..يقولون : أشقى الناس في هذه الحياة العقلاء ، ويقولون : ما لذة العيش إلا للمجانين ..لذلك ، ليست الألقاب هي التي تكسب المجد بل الناس من يكسبون الألقاب مجد ..فالمجتمع الذي يحترم الألقاب أكثر من الإنسان نفسه .. مجتمع ليس لديه أدنى درجات الوعي.
 
 
 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *