الرئيسية / الآراء والمقالات / د. مروان محمد مشتهى يكتب : أزماتنا كيف نديرها؟

د. مروان محمد مشتهى يكتب : أزماتنا كيف نديرها؟

مروان محمد مشتهى

أزماتنا كيف نديرها؟
د. مروان محمد مشتهى
 
يعتبر مفهوم الأزمة من المفاهيم الواسعة الإنتشار في مجتمعنا المعاصر ،وتمس بشكل أو بأخر جميع جوانب حياتنا بدءاً بالأزمات التي تواجه الأفراد مروراً بما تواجهه المؤسسات والهيئات الدولية .
 
فالأزمة حالة طارئة وعارضة وتعتبر فترة حرجة و حالة من عدم الإستقرار تؤدي إلي الإخلال بالوضع القائم وتؤدي غالباً إلى نتائج غير مرغوب بها مما يتطلب العمل الفوري على احتوائها بكل الوسائل المتاحة والممكنة .
 
نستطيع القول أن الأزمة تتميز بأنها نقطة تحول إلى الأفضل أو الأسوأ ، يستلزم فيها اتخاذ قرارات سريعة وصائبة فورية في ظل حالة من عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ بالأحداث القادمة ،حيث أنها حالة غير عادية يقل فيها درجة التحكم والسيطرة على الأحداث والمواقف وتهدد تحقيق الأهداف المرسومة .
 
لا يمكن الحديث عن الأزمات دون التطرق إلي مراحل تطور الأزمة للوقوف علي ماهيتها وكيفية التعامل السليم معها فهي تبدأ:
أولاً : مرحلة الميلاد : يجب على متخذ القرار في هذه المرحلة أن يكون صاحب خبرة وبصيرة لإفقاد الأزمة مرتكزات نموها والقضاء عليها في مهدها .
 
ثانياً : مرحلة النمو والإتساع :
وتنشأ تلك الحالة نتيجة لعدم معالجة مرحلة الميلاد في الوقت المناسب مما أتاح الفرصة للأزمة من التوسع والنمو .
 
ثالثاً: مرحلة النضج :
تعتبر تلك المرحلة من أخطر مراحل الأزمة وتقع المسؤلية المباشرة للوصول إلى تلك المرحلة على متخذ القرار لعدم تداركه الموقف في المرحلتين السابقتين ومعالجته للأزمة في حالة المهد والميلاد، ففي هذه المرحلة تصل الأزمة إلي أقصى قوتها وتصبح السيطرة عليها شبه مستحيلة ولابد من الصدام معها وغالباً ما تطيح تلك المرحلة بالرؤوس الكبيرة في المؤسسات والهيئات ،لعدم تعاطيهم مع الأزمة في الوقت المناسب والقرار المناسب .
 
رابعاً: مرحلة الإنحسار والإختفاء :
تصل في هذه الحالة الأزمة إلى فقدان قوة الدفع المولدة لها بشكل شبه كامل ،حيث تتلاشى أثارها وأسبابها وينتهي الحديث عنها .
 
تقع على عاتق متخذي القرار مسببات الأزمة كسوء الفهم من خلال معلومات تصل إليه من المحيطين قد تكون مبتورة أو غير دقيقة وقد يكون سوء الإدراك في استيعاب المعلومات وسوء تقدير الموقف ويعتبر كذلك سوء تقييم وتقدير حجم الأزمة من المسببات الرئيسية لها .
 
قد يكون من الأسباب المعتبرة للأزمة من خلال الإفراط بالثقة بالنفس من قبل متخذ القرار بقدرته على إنهاء الأزمة في الوقت الذي يحدده أو تقليل وسوء تقدير قوة أطراف الأزمة المقابلة وأدوات الضغط التي يمتلكونها.
 
تبرز في ظل تلك الأحداث والظروف الطارئة (هذا بيت القصيد ) شخصية القائد والمدير ومتخذ القرار من خلال خبرته وكفاءته في إدارة الأزمة والخروج منها بأقل الأضرار وعدم الإنتظار عليها للوصول إلى مرحلة النضج ففي هذه الحالة يعتبر قائداً فاشلاً هو بحد ذاته جزاءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل ،يجب استبداله فوراً والعمل الجاد والفوري على إصلاح ما يمكن إصلاحه والاستفادة والتعلم من الأزمة الحالية و تقييم الأمور والاخفاقات لمعالجتها في أزمات مستقبلية من خلال معالجة جوانب القصور الموجودة .
 
حياتنا أزمات ، نعيش في حالة عدم إستقرار ،فالثبات مستحيل في حياتنا المعاصرة والتغيير هو سمة العصر ، فمن اتسم بالمرونة والتعاطي مع الحياة بكل تجلياتها ومتغيراتها ارتفع وحافظ على مكانته وميزته التنافسية واستطاع تحقيق أهدافه ،وعلى النقيض من ذلك من انتهج التشدد والصعوبة ولم يتعاطى مع التغيرات والأزمات والأحداث ستلتهمه الأيام وسيصبح حتماً جزءاً من الماضي .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *