الرئيسية / الآراء والمقالات / د.سالم سرية يكتب : هزيمة الخامس من حزيران 2

د.سالم سرية يكتب : هزيمة الخامس من حزيران 2

د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب (فلسطين)
د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب (فلسطين)
هزيمة الخامس من حزيران -الجزء الثاني.
د.سالم سرية:اكاديمي وكاتب (فلسطين)
 
أرجع باحثون ومؤرخون الهزيمة إلى الخلل في موازين القوى والدعم العسكري اللامحدود من قبل الولايات المتحدة للكيان ألصهيوني ونقص الأسلحة المتطورة لدى الجيوش ألعربية لكن هذا السبب لا يصمد أمام حقيقة أن جيوش دول الطوق امتلكت من الأسلحة السوفيتية ما يكفي لهزيمة الكيان الصهيوني.
وربط فريق آخر الهزيمة بالضربة الاستباقية التي نفذها العدو الصهيوني ضد مصر وسوريا والأردن والتزام مصر بنصيحة السوفيت بعدم البدء بالحرب.وهذا سببا واهن لأن مصر لم تكن لديها معلومات استخبارية عن مطارات العدو او معسكراته .اذ ان قيادة القوات المسلحة المصريه قد كانت مشغولة مع الفنانات (ثلاثة من القيادات تزوجوا فنانات)
وأرجع فريق آخر الهزيمة لغياب الخطة العسكرية العربية لخوض الحرب ولعدم وجود قرار سياسي بالحرب رغم قعقعة السلاح وإعطاء الرئيس جمال عبد الناصر الأولوية للتنمية دون وضعها في خط مواز مع الاستعداد للحرب
5- الرؤية القومية الثورية : واهم من يظن ان معركة 5 حزيران قد كانت وليدة التحركات المصرية او عمليات فتح او غيرها حيث كشفت الوثائق الإسرائيلية بأن العناوين الرئيسية لخطة الهجوم الإسرائيلي على مصر قد وضعت منذ عام 1957 وأن رئيس الكيان الصهيوني ألأسبق عزرا ويزمن هو الذي وضع خطة ضرب المطارات المصرية وأجرى تدريبات مسبقة منذ ذلك التاريخ لتطبيقها . وهدفها كان وأد المشروع القومي التحرري برمته الذي كان يدعو له عبد الناصر.وبغض النظر عن التجربة الناصريه وما انتابها من أخطاء وخطايا كارثية (الفردية ,وغياب الديمقراطية ,وغياب عبد الناصر عما يجري في القوات المسلحة وعجزه عن ازاحة عبد الحكيم عامر عن قيادة القوات المسلحة والذي كان يجب ان يعزل منذعام 56 او على الأقل عام 61 بعد ان خرج قادة الانفصال من مكتبه .وبعد ان ثبت بشكل قاطع تعاطيه للمخدرات آنذاك ثم انتحر بعد الهزيمة بجرعة فائضة (الشافعي في شاهد على العصر ).فالكيان الصهيوني قد ادرك منذ وقت مبكر ان مصر بثقلها السكاني والعلمي والحضاري تقض مضجعه وتقلق وجوده في ظل قائد قومي يدعو للوحدة والتحرير .ويتساءل المرء انه لو ترسخت الوحدة بين مصر وسوريا على أسس علمية وشعبية عام 1958(او الوحدة الثلاثيه في الستينات بين مصر وسورية والعراق ) أما كان من المستحيل ان تحدث نكبة حزيران ؟.إذن هنا ندرك ان أعداء الوحدة (الشيوعيين والإسلام السياسي والأنظمة المرتبطة بالغرب ) هم حتما أعداء التحرير كما ان اعداء التحرير هم بالضرورة اعداء العروبة وأعداء الوحدة القومية لذا قلنا وسنبقى نقول أن (فلسطين طريق الوحدة والوحدة طريق فلسطين وكل محاولة للفصل بينهما انما هو اضعاف للوحدة وإساءة للتحرير ) فلا يجوز ان ننتظر الوحدة حتى نتجه للتحرير ولا يجوز ان نعيش بوهم ان ابناء فلسطين (او سوريا )قادرين على تحرير اراضيهم بإمكانياتهم الذاتية ..وبنفس الوقت لا يعني هذا ان يبقى ابناء فلسطين متفرجين على التهام الغول الصهيوني لأرضهم قطعة قطعة .ان النضال الوطني الفلسطيني يجب ان يبقى شمعة القدح والشرارة المتوقدة لتحقيق البركان القومي مهما طال الزمن ومهما كانت التضحيات .ان النضال الوطني الفلسطيني بكافة اشكاله يبقى مرهونا بإيقاع الوضع القومي برمته فيستعر زخمه كلما تعافى الوضع العربي من امراضه (الخنوع والتشرذم والتواطؤ ) ويراوح مكانه كلما تشظى الوضع القومي وغرق في المياه الآسنة للتسويات السلمية والتطبيع .فهل يعقل المناداة بتطبيق معاهدة الدفاع العربي المشترك قبل الهزيمة بأيام ؟وهل يعقل ان تطالب مصر بمساعدات عسكرية فورية من السوفيت قبل الهزيمة بأيام ؟ إن الهزيمة قد كانت للعقل العربي المسطح والفهلوي والانفعالي الذي استسهل امكانيات العدو وعقله المركب في التخطيط والتدريب والتنفيذ .(وعكس ذلك حدث في اقتحام خط بارليف في 73 – والتفاصيل في كتاب مذكرات سعد الدين الشاذلي حول الإعداد لحرب اوكتوبر )وعندما تم زج جزء يسير من امكانيات الأمه في حرب اوكتوبر وعلى عجالة (دعم العراق والجزائر وبعض الدول العربية الأخرى ) وتم حماية دمشق من السقوط كاد النصر ان يتحقق لولا خيانة السادات الذي ارادها حرب تحريك وليس حرب تحرير .لذا استفاد العدو من نتائج حرب اوكتوبر وانقض على العراق ودمره وأعدم رئيسه وأمعن بتدمير سوريا وكبل مصر (كامب ديفيد وسد النهضة .. الخ )وعزز العقلية القطرية للأنظمة وجعلها تغوص في وحل التسويات للقضاء على اي توجه قومي يفكر يوما بالتحرير أو الوحدة وكبل القيادة الفلسطينية في شباك اوسلو التي باتت لا تواجه العدو الصهيوني وأمريكا فقط وإنما اتباعهم العرب ايضا كقوى ضاغطة للاستسلام .ان الأمة العربية أمة حية والهزيمة قد تتحول الى انتصار اذا استفادت من دروس الانكسار وكما قال همنغواي : يمكن للإنسان ان يهزم ولكن لا يمكنه ان يقهر .فهناك نقاط مضيئة كثيرة في صراعنا مع اعداء الأمة بعد عام1967تؤكد ان هذه الأمة لن تقهر ومنها معركة الكرامة وحرب اوكتوبر والانتفاضات الفلسطينية وعمليات النحر الفردية التي لم تتوقف في فلسطين اضافة لتحرير غزة وصمودها . . . الخ وأخيرا وليس آخرا حرب ال 8 سنوات (وليس 8 ايام كحرب 67) التي انتصر فيها العراق على ايران على جبهة عسكريه امتدت على حدود 1485 كم مع ايران ومساحتها تقدّر بـ 1648195 كيلو متراً مربّعا اي تقريبا اربعة اضعاف مساحة العراق ( مساحة العراق438,317 كيلومتراً مربعاً .).وعدد سكان ايران 39 مليون نسمه آنذاك (عام 1980 ) اي ثلاثة اضعاف سكان العراق في ذلك الوقت .
ان الرؤية القومية الثورية لمستقبل الأمة انما هي رؤية علمية وليست طوباوية وهي رؤية تفاؤلية قابلة للتحقيق (التحرير والوحدة ) ولو كان العراق متوحدا مع سوريا لما فكرت ايران باحتلاله ولو لم يكن اليمن الشمالي موحدا مع الجزء الجنوبي لأصبح الجزء الشمالي لقمة سائغة في فم ايران منذ زمن بعيد لذا بقي الجزء الجنوبي قاعدة الانطلاق لتحرير الجزء الشمالي من براثن ايران .والله غالب على أمره

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *