الرئيسية / الآراء والمقالات / د.سالم سرية يكتب : هزيمة الخامس من حزيران

د.سالم سرية يكتب : هزيمة الخامس من حزيران

د.سالم سرية  :اكاديمي وكاتب (فلسطين)
د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب (فلسطين)
هزيمة الخامس من حزيران – الجزء الأول –
د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب(فلسطين)
يقال أن الهزيمة يتيمه والنصر له الف أب .وهكذا نشرت آلاف الكتب حول هزيمة67 تعددت فيها رؤى الأسباب الذاتية والموضوعية لها كل حسب منهجه .ووجدت من المناسب ان اضع النتائج الكارثية التي حلت بالأمة قبل الأسباب لأن فيها هول الكارثة التي يجب ان تبقى حية في الذاكرة بعد مرور 53 عاما عليها .
نتائج الهزيمة :
1- يتضح أن هزيمة حزيران أضافت لإسرائيل ما يعادل ثلاثة أضعاف ونصف من مساحتها التي كانت عليها يوم الرابع من يونيو/حزيران 1967.فقد كانت مساحة شاسعة (69347 كم2) تلك التي استولت عليها (إسرائيل) في تلك ألحرب وإذا قارناها بما استولت عليه عام 1948 وأقامت عليه دولتها (20700 كم2)
2– اضطر ما بين 300 و 400 ألف عربي بالضفة الغربية وقطاع غزة على الهجرة من ديارهم، وخلقت مشكلة لاجئين فلسطينيين جديدة تضاف إلى مشكلة اللاجئين الذين أجبروا على ترك منازلهم عام 1948. كما أجبرت قرابة مائة ألف من أهالي الجولان على النزوح من ديارهم إلى داخل سوريا.
3- فتح باب التسويات السلمية على مصراعيه بدءا من قرار 242 حتى اتفاقية اوسلوا وأخرجت مصر من حلبة الصراع العربي الصهيوني .
أسباب الهزيمة :
1- الرؤية الناصرية :.وهذه الرؤية عبر عنها محمد حسنين هيكل في كتابه”الانفجار -1967وكتابه( عام من الأزمات-2002 )علما ان هيكل هو الذي صك مصطلح النكسة (وهو مصطلح مضلل )ومعه عشرات الكتاب مثل امين هويدي وطه المجذوب وغيرهم . وهذه رؤية تبرر الهزيمة وتعزوها الى اسباب عسكرية وإعلامية وان عبد الناصر بريء منها كيف لا وهو الذي تنبأ بأن العدوان سيقع في 5 حزيران وان المشير عامر وطاقمه يتحملون حصرا المسؤولية عن الهزيمة.ولتعزيز تبرئة عبد الناصر من الهزيمة ربط العديد من المفكرين المصريين (منهم لطفي الخولي في كتاب :حرب يونيو بعد 30 سنة)بين هزيمة 67 وحرب اوكتوبر 73 حيث اعد مستلزماتها عبد الناصر بعد انتحار عبد الحكيم عامر ومحاكمة طاقمه.
2- رؤية اليسار الليبرالي المتأمرك : وهذه الرؤية تعبر عن نفسها في كتاب (تشريح الهزيمة (لمجموعة من الكتاب المصريين ) وتقول ان الهزيمة حدثت بسبب ديكتاتورية النظام وغياب ألديمقراطية وبنية النظام القائمة على حكم الجيش وأجهزة ألأمن التي قمعت المثقفين المبدعين وتسببت في انتصار ثقافة النظامين السعودى والإسرائيلى وان أمريكا بريئة من المشاركة فى ألحرب وإسرائيل لم تكن تخطط للحرب والنظام الناصري فشل وأفلس قبل المعركة وأن وجود المشير”عبد الحكيم عامر”على رأس القوات المسلحة وهو لا يستحق رتبة مشير وجرت ترقيته فى إطار عمل سياسي لتأمين النظام من الانقلابات العسكرية.
3- الرؤية الشيوعية للهزيمة : اعتبر التيار الماركسي العربي بكافة الوانه ومفكريه (صادق جلال العظم في (نقد الفكر الديني) .. . الخ )أن الدين (الإسلام ) هو المخدر الذي شل العقل العربي وغيب رؤيته عن الواقع العربي .ووصل الإسفاف ببعضهم للقول انه حتى أم كلثوم لعبت دورا في هذا التخدير !! كما ان الهزيمة كانت هزيمة للبنية الطبقية البرجوازية الصغيرة لنظامي الحكم القوميين في كل من مصر وسوريا.ولو كان الحكم للطبقة العاملة ما هزمنا !! .وفي كتاب النقد الذاتي بعد الهزيمة يشير صادق جلال العظم الى ظاهرة التخلف الحضاري والتكنولوجي للعرب .وضرورة تجاوزه لتحرير فلسطين وكيف ان دولة صغيرة مثل اليابان قد هزمت روسيا القيصرية الكبيرة جدا والمتخلفة في عام 1904 ويشن حملة عنيفة على العقلية القدرية وظاهرة العقلية الفهلوية للأنظمة ويصل الى استنتاج مفاده الاستفادة من التجربة الفيتنامية المسلحة بالماركسية اللينينية وزج طاقات المرأة المغيبة في المعركة.
4- رؤية الإسلام السياسي : ان اكثر ما عبر عن هذه الرؤية كتاب (في اعمدة النكبة -صلاح الدين منجد -)حيث يقول : ( لقد تخلى العرب عن ايمانهم بالله فتخلى الله عنهم ) .لقد كانت رؤية ألإسلام السياسي للهزيمة فيها الكثير من الشماتة بالنظام الناصري واعتبرت ان الهزيمة انتقام الهي وجزاء رباني لقمع عبد الناصر للإخوان المسلمين في مصر الذي توج بإعدام سيد قطب .وبالتالي وبالضد من الشيوعيون اعتبروا ان الابتعاد عن الدين هو سبب الهزيمة.
التكملة في الجزء الثاني

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *