الرئيسية / الآراء والمقالات / أ.د. حنا عيسى يكتب : الفكر التربوي العربي المعاصر يتأرجح بين موقفين !!

أ.د. حنا عيسى يكتب : الفكر التربوي العربي المعاصر يتأرجح بين موقفين !!

الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات
الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات

الفكر التربوي العربي المعاصر يتأرجح بين موقفين !!

(أ.د. حنا عيسى)
(أن تقوم ببناء أطفال أقوياء أسهل من ترميم رجال محطمين)
(نشكك في أخلاق الآخرين كما لو كنا ملائكة، أن نفترض فيهم سوء النوايا، وسوء التربية، وسوء الخُلُق. وعليه، فإن الفقير ليس بالضرورة من لا يملك المال، فهناك فقراء تربية، وعقل، وأخلاق. نعم، إن تربية الطفل يجب أن تبدأ قبل ولادته بعشرين عاما، وذلك بتربية أمه. فعند بكاء أولادي أو غضبهم وجدت أن أفضل طريقة لتهدئتهم هي حضنهم دون كلام أو نقاش أو معاتبة فقط حضن هادىْ آثره عجيب)
الفكر التربوي عند ابن خلدون
“الفكر التربوي عند بن خلدون له مساهمة فعالة في علم التربية والذي لم يكن معروفا كعلم أكاديمي مستقل مثل اليوم، وقد عملت دراسات كثيرة حول فكرة التربوي، ويمكن إجمال أفكاره التربوية في التالي:
أن العلم ينقسم إلى علمين علم نقلي وعلم عقلي.. التدرج في التعليم.. البدء بالمحسوسات والتدرج حتى الملموسات.. يكون تعليم الصبي بداية بعض سور القرآن الكريم وبعض الأشعار حتى تقوى ملكة الحفظ”.
 
إن التربية السليمة لا تفيد الفرد فقط بل تفيد المجتمع بأكمله، والتربية تكون بمعرفة الفرد ما هو الخير وتقديره إياه، وهو ايضاً المنطق الأساسي لتكريس قيم الأصالة في المجتمع في إطار مشروع حضاري متكامل.
 
والتربية قديمة قدم وجود الإنسان على الأرض. ففي المجتمعات البدائية لم تكن هناك مدارس على الإطلاق، وكان الأطفال يتعلمون من خلال خبرات القبيلة في الواقع البيئي، تلك الخبرات التي كانت تمارس يومياً حسب المواسم المناخية وأساليب الصيد والرعي والزراعة والحرف المختلفة. كما كان التعليم مرتبطاً بالطقوس والعقائد الدينية وأنماط العبادة التي كانت سائدة، بالإضافة إلى خبرات القتال دفاعاً وهجوماً، وخبرات حفظ البقاء غذاءً وشراباً وتناسلاً، وأخطار اتّقاء الطبيعة، والتكيف معها ومع الظروف الطارئة والمتغيرات البيئية.
 
والتربية مرت عبر التاريخ الإنساني بأطوار ومراحل كثيرة، وقام المربون خلالها بأدوار عديدة متشابهة أحياناً ومتناقضة أحياناً أخرى لتحقيق أهداف المجتمعات في حياة الأجيال الصاعدة ضمن إطار البيئات الثقافية والمعطيات المادية التي وجدوا فيها. ولقد كانت كل تلك الخبرات شفاهية وعملية تطبيقية واقعية إلى أن اخترع الإنسان الكتابة فبدأ حينذاك نوع جديد من الخبرات ووسائل نقلها مهدّت لظهور المدارس كمؤسسات متخصصة للتعليم والتدريب، والتوجيه والتثقيف والتوعية فيما بعد حسب تطور المجتمعات وأساليب عيش الأفراد ضمن هذه المجتمعات.
 
والفكر هو اسم لعملية تردد القوى العاقلة المفكرة في الإنسان، سواء أكان قلباً أو روحاً أو ذهناً بالنظر والتدبر، لطلب المعاني المجهولة أو الوصول إلى الأحكام أو النسب من الأشياء، وعرف الفكر التربوي، بأنه عبارة عن جزء من فكر إنساني مبدع، يتسم بالديناميكية والتطور المستمر في ميدان التربية ويستند إلى تاريخ المجتمع وفلسفته وثقافته وصفاته وحاجاته.
ان التربية السليمة مهمة جداً فإن لها تأثير ايجابي على الفرد والمجتمع ، كما ان التربية تعرف بأن يعلم الفرد بما هو الخير ويتقيد به، بالإضافة الى انه المنطق لتكريس قيم الاصالة بالأخص في المجتمع ، كما انه مع تقدم الزمن والعصور وتتابع الازمان والأجيال اصبح هناك تطور في الفكر التربوي ، وبدأ البحث في مضامين الفكر التربوي بالإضافة الى الاهتمام في الفكر التربوي وتطلعاته ، والبحث في اساليب الفكر التربوي وإغراضه ، كما ان في التربية الاجتماعية عدة مبادئ منها حق النفس ، وحق العقل ، بالإضافة الى حقوق اخرى ايضاً وهي حق العرض والمال والدين.
*خصائص الفكر التربوي العربي المعاصر:-
1- إذا كان حاضر الفكر التربوي العربي يشكل انحطاطا بالنسبة لماضيه التربوي ، فإن مستقبل هذا الفكر يجب أن يتحقق عبر العودة اللامشروطة إلى نقطة البداية قصد استدراك وتعويض ما ضاع في الفترة الفاصلة بين ذلك الماضي الحافل بالنظريات والاتجاهات التربوية ، حيث توجد تلك السلسلة من المباحث التربوية التي صاغها مفكرون أمثال : ابن خلدون والغزالي وابن سينا وابن سحنون والقابسي وغيرهم ، حول تعليم الطفل وتربيته وإعداده للمستقبل والحاضر التربوي المتأزم الذي يشكو من بعض القصور والنواقص وعلى رأسها الإطناب المعرفي الممل والحشو المعلوماتي الرهيب اللذان يميزان محتوياته وبرامجه على حساب الانتقاء الكيفي للمعارف والمعلومات وتدبيرها المعرفي الهادف. ويعود هذا الإطناب وهذا الحشو إلى كون أن هذه البرامج والمحتويات، حتى وإن لم تكن منقولة بالحرف عن مناهج وتربويات المجتمعات الغربية البعيدة كل البعد عن المشاكل والتحديات الحقيقية التي تواجه المجتمع العربي، فهي على الأقل منسوخة بطريقة مختزلة ومجتثه من السياق السوسيوتاريخي الذي أفرزها أو نسخت عنه.
 
2- التأرجح بين موقفين لإنشاء الفكر التربوي العربي المنشود وإخراجه إلى حيز الوجود. فمن جهة هناك موقف دعاة الأصالة والمحافظة على الموروث الفكري الحافل بالنظريات والاتجاهات التربوية القيمة. ومن جهة أخرى يوجد موقف دعاة المعاصرة والتلمذة على الغرب وذلك باستبدال اللغة والأساتذة والبرامج المحلية بالكفاءات والخبرات والأدوات الأجنبية. فالمطلوب هو تقليد الغرب ومحاكاته في تصوراته وممارسته التربوية قصد حرق المراحل واللحاق بركب الحضارة العالمية وتربوياتها الحديثة التي لا ترى في إحياء التراث التربوي أو إعادة اكتشاف فتراته الزاهرة الوسيلة المثلى للاستمرار في تألقها وازدهارها.
 
3- الفكر التربوي العربي ما يزال يتخبط في متاهات ودوائر لا متناهية من المشاكل والصعوبات التي تحكم على خططه واستراتيجياته بالتعثر وعلى جهوده ووعوده باليأس وعلى توجهاته وآفاقه بالانسداد. فرغم اختلاف الرؤى والتصورات وتباين الوسائل والطرق وتناقض المنطلقات والمرجعيات، فإن محددات هذا الفكر وبإجماع الكثيرين ما تزال تقليدية في محتوياتها ومضامينها، محافظة في أسسها ومبادئها، جامدة في أهدافها وغاياتها ورافضة لروح العصر ومقوماته المتطورة. فواقعه يبدو شديد التأزم.
 
 
 
 

ا عجب إذا تحولت الأحزاب من فكر يتزعم إلى زعيم يفكر

 
 
(كل أحاديث المرأة في فترة الخطوبة عن غرامها بالثقافة والفلسفة والفكر هي اكاذيب تكشفها حقائق اول اسبوع بعد الدخلة، حيث تبدأ أحاديث الفساتين والموضة وتسريحات الشعر. من هنا نعتبر ثمة هزيمة داخلية في الفكر العربي تجعل من الغرب المرجعية الوحيدة ومصدر المعرفة الأوحد. لماذا؟ لأنه، عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والأفاقون والمتفقهون والانتهازيون وتعم الاشاعة وتطول المناظرات وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر. ومرة أخرى نسأل؟ من أين يأتينا الفرح؟ وكل طفل عندنا كما قال نزار قباني، تجري على ثيابه دماء كربلاء.. والفكر في بلادنا أرخص من حذاء.. وغاية الدنيا لدينا: الجنس.. والنساء.. لهذا السبب، الادارة هي لعبة فكرية، وكلما فكرت بطريقة أفضل كلما حققت نتائج أعظم، لذا فكر جيداً وانتق من يفكر، واعمل مع من يفكر).

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *