الرئيسية / تحقيقات و حوارات / الأسير ثائر كايد حماد يكتب : معركة القدس والشيخ جراح

الأسير ثائر كايد حماد يكتب : معركة القدس والشيخ جراح

القدس

معركة القدس والشيخ جراح

كتب: الأسير ثائر كايد حماد

إن القدس دوما هى شرارة كل إنتفاضة وحرب؛ وتثبت دوما ان شعبنا الفلسطيني هو الحامي والجدير بالدفاع عنها .
لقد زاد الإحتلال وبالغ فى تماديه واجراءاته التهويدية فى الآونة الأخيرة بحق القدس، ودنس المسجد الأقصى المبارك، وكذلك الإعتداءات المتواصلة ضد أهلها فى شهر رمضان متجاوزا بذلك كل الحدود والحرمات .
فهب الفلسطينيون بكل مكان وكان تصدي أهلنا له بالمرصاد .
وكانت أيضا المقاومة له بالمرصاد وسيدة الموقف ولها كلمة الفصل بوضع حد لتلك الإنتهاكات .
إن ما قام به أبناء شعبنا من مقاومة عسكرية وشعبية متسمة بشمولها الجغرافي لفلسطين التاريخية الأثر الكبير؛ مما أحدث صدمة هائلة غير متوقعة لمنظومة الإحتلال وأجهزته الأمنية، كونها تفاجأت من عظمة الوطنية الفلسطينية التى تفجرت فى وجهه بكل مكان.
وروح الشباب الفلسطيني، رافقه أيضا قدرات المقاومة الصاروخية التى أصبحت اكثر دقة وكثافة وتدميرا وإتساعا حتى غطت سماء فلسطين التاريخية بصواريخها .
إن ما حدث، كان متناقضا مع تلك التقارير الاستخباراتية الأمنية الإسرائيلية التى كانت تقدمها للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، والتى كانت تقول: بأن اهل فلسطين فى الداخل المحتل قد تم طمس هويتهم وإذابتهم، والآن تحول الكثير منهم لعالم الجريمة كون الاجهزة الأمنية الصهيونية تعمدت دوما عدم ملاحقة أى جريمة لطالما الجريمة بين فلسطيني وفلسطيني، وهذا لم يكن عبثا بل ضمن مخطط استعماري تم إعتماده والعمل عليه على مدار سبعة عقود من الزمن .
أى بعد النكبة وإقامة الكيان الصهيونى .
لكن ما شاهدناه من أحداث فى اللد ويافا والرملة وعكا وام الفحم وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية من أحداث مقاومة شعبية ضد الإحتلال ونصرة للقدس، عبر عن إسقاط خطة التهويد والأسرلة، والتخطيط الممنهج لطمس الهوية الفلسطينية لكل مواطني فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ .
إن الذين صمدوا أثناء النكبة وحتى يومنا هذا، وكان قدرهم ان يعيشوا تحت حكم إسرائيل العنصري الفاشي والنازي والفرض عليهم العيش المشترك القسري، جميع تلك السياسات والجرائم لم تنسهم قضيتهم الأولى فلسطين ومعاناة النكبة الأولى .
ورغم كل ذلك ها هم ينتصرون للقدس .
وحين اعتقد الإحتلال بأنه نجح فى إذابة الهوية الفلسطينية لفلسطينيي الداخل المحتل، نقل التجربة ذاتها فى اوساط ابناء القدس، والضفة الغربية، وتحديدا الإشتباكات المسلحة التى وقعت بين العائلات والتيارات التنظيمية، والتي كان للإحتلال دورا رئيسيا بها .
لأنه كان فى بعض الأحيان يجري إتصالات مع احد الأطراف المتقاتلة ويدعو لحسم الطرف من أجل التعامل معه حتى وصل الأمر بهم للإتصال مع أفراد يملكون بنادق خاصة ويوجه لهم تحذيرا بأن لا تستخدم تلك البنادق إلا فى تلك الخلافات الداخلية او لإطلاق النار فى الأفراح فى السماء.
تلك الأساليب الإستخباراتية هدفها توفير أرضية لحرب اهلية فى الضفة الغربية .
لانه كان يدرك بان هناك بركان قد ينفجر فى أى لحظة لكن كان مستبعدا بأن يكون الإنفجار فى وجهه، وكان الهدف من ذلك تفريغ الشعب من طاقاته، بعيدا عنه، كى يستبيح الأرض بالإستيطان دون ان يجد مقاومة .
لكن ايضا عاد مرة أخرى وفشل هذا الجهد والمخطط الإستخباراتي، وسقط كما سقط فى الداخل المحتل، حين تفاجأ الإحتلال من أبناء الشعب الفلسطيني فى كل مكان بان ينتصر للقدس، ولحي الشيخ جراح، وثبت أن الفلسطيني صعب تغييره وتفريغه من مضمونه النضالي، مهما مورس عليه من مؤامرات وضغوطات .
وهناك العديد من الأساليب الخبيثة ومن صنع الإحتلال وإستخباراته .
إن معركة القدس الأخيرة التى شملت كل فلسطين التاريخية؛ إستطاعت إعادة الإعتبار للقضية الفلسطينية ووضعها على الخارطة العالمية من جديد، وكذلك أثبثت للقاصي والداني بأن القدس خط أحمر فعليا وليس لفظيا .
وكذلك سلاح المقاومة فى غزة، هو أيضا خط أحمر وعلى الجميع أن يدرك أننا ما زلنا نقاتل الإحتلال الغاشم .
ولم تنكسر المقاومة رغم هول الضربات بل بقيت على استعداديتها الأولى وبذات الوتيرة حتى الدقائق الأخيرة.
لكن فشل الإحتلال فى تحقيق أهدافه العسكرية وحيث قام بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتعمد هدم اكبر عدد من البيوت معتقدا ردع المقاومة.
ولكن فى النهاية تحقق الإنتصار على آلة القتل الصهيونية .
وعلينا ان نحافظ على هذا الإنتصار ونستثمره .
وهذا الإنتصار جاء نتيجة معركة متكاملة جغرافيا ولهذه المعركة أبعادا هامة جدا على مستقبل الإحتلال
وعلى الإحتلال أن يدرك معنى هذا جيدا .
وكى نحافظ على الإنتصار ودماء الشهداء والجرحى يتوجب علينا مزيدا من الوحدة والتلاحم، فى المعركة السياسية القادمة لتحقيق الإنتصار السياسي للقضية الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني الذي أبدع فى ميدان المقاومة والتضحية .
فوحدة الموقف والمطلب والتنفيذ لهذه المعركة هي حاجة ضرورية كون المعركة لم تنته بعد ..
وأخيرا، إننى أرى وأقرأ ان يوم التحرير أصبح قريبا جدا ونهاية الوجود الصهيوني بات قاب قوسين او أدنى .
وفي الختام، التحية لشعبنا الفلسطيني فى كل مكان، والتحية للمقاومة العسكرية والشعبية على حد سواء .
الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى .
الحرية للأسرى والصبر والسلوان لذوي الشهداء .
من الأسير ثائر حماد”قناص فلسطين” .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

received_7520320228035389

حوار قبل الاستشهاد مع الشهيد… الأسير المحرر / عوض غالب السلطان

الشهيد … الأسير المحرر / عوض غالب السلطان. ارتقى شهيدا في القصف الصهيوني الغادر على مخيم …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *