الرئيسية / الآراء والمقالات / الدكتور/ جمال أبو نحل يكتب : أَحَسَنَ تَكَويِّنْ

الدكتور/ جمال أبو نحل يكتب : أَحَسَنَ تَكَويِّنْ

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين رئيس الاتحاد العام للمثقفين العرب بفلسطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
رئيس الاتحاد العام للمثقفين العرب بفلسطين

أَحَسَنَ تَكَويِّنْ

الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو  نحل
نحن من نكون في هذا الكُون، وإلى متي الركُون، والسكُون للحياةِ الَدُنيا؟!؛ فلا تُكثروا الظُنون فيما هُو مكنُون، من التَكُويِنَ لأن الله عز وجل خلقنا في أحسن تكُوين، وبقُدرة العليم القدير، قال تعالي: “فقدرنا فنعم القادرون”؛ إن التفكر في هذا الكون، وفيما خلق الله عز وجل فيهِ، وفي اختلاف الليل، والنهار، وفي خلق الإنسان لهو عبادة عظمى لا تقل أهمية عن الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، لأن هذا التفكر، والتذكُرَ، والتفكير يهذِّب النفس البشرية، ويجعل الإنسان أكثر تواضعاً أمام عظمة الخالق سبحانه وتعالى، ويزيد المؤمن إيماناً، وتسليماً لله عز وجل؛ فعندما يدرك الإنسان المُسلم أصله من الطين، ثم النطفة التي لا تكاد تُرى، يزداد تواضعاً ويتخلص من غروره وتكبره، يقول تعالى:  ” يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ”، والإنسان العاجز هو الذي لا يتفكر، ولا يتدبر في كيف خُلق، وإن العين، والجيم، والزاء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على الضَّعف، والآخر على مؤخَّر الشيء، فالأول عَجَزَ عن الشيء يَعْجِزْ عَجْزًا، فهو عَاجزٌ، أي ضَعيف، وقولهم إنّ العجزَ نقيضُ الحَزْم؛ لأنه يَضْعُف رأيُه، وإن الإنسانُ هو بنيانُ الله في أرضهِ ملعونٌ من هَدمهُ””؛ قال سبحانه وتعالى: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ” وقال سبحانه وتعالى:” وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ”، وتحث الآية الكريمة السابقة الإنسان على التدبر، والتفكر، والتمعن في خلقه لإدراك إعجاز الله سبحانهُ في ذلك، ومن مظاهر هذا الإعجاز ما يلي: العين البشرية: أكدت الدراسات الحديثة بأن كل إنسان يمتلك مجموعة نسيجية خاصة به بحيث يكون من المستحيل أن تتشابه مجموعتان نسيجيتان إلى حد التطابق لدى فردين مختلفين، ومنها قزحية العين فعلى الرغم من وجود مئات الملايين من الناس على كوكب الأرض فمن المستحيل أن تتطابق أو حتى تتشابه إلى حد كبير قزحيتان لشخصين مختلفين حتى إن كان أحدهما قد فارق الحياة قبل زمن طويل؛ فسبحان من خلف فأبدع. ولو تكلمنا عن انقسام الخلايا، فهو يبدأ الإنسان من خلية واحدة مخصبة ثم تنقسم هذه الخلية إلى عشرات الخلايا المتخصصة، والمختلفة عن الخلية الأصلية في وظائفها وتكوينها، فتتطور فيما بعد إلى أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة، أما بعد انتهاء تشكل الجسم البشري فيقتصر انقسام الخلايا على إنتاج خليتين متشابهتين ومتطابقتين للخلية الأصلية، التي تنمو فتصبح خلايا الإنسان ما يزيد على 100 ترليون خلية، والتي بدأت جميعاً من خلية، واحدة فقط؛ فسبحان الله؛ وأما عن قوله سبحانهُ: ﴿ الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام ﴾، فمعني غيض الأرحام، والذي تم ذكِرُه  في القرآن الكريم في عدة مواضع، بمعنى موت، وسقوط الجنين في مراحل الحمل الأولى، وجفافه وتلاشيه حتى يصبح رقيقاً كالورقة قبل سقوطه من رحم أمه، بالإضافة إلى جفاف السائل المحيط به، والمشيمة المغذية له تدريجياً مع موت الجنين، وتأمل في اعجاز الله سبحانه وتعالى في خلقه جسم الانسان، ومدي دقة وظائف كل عضو من أعضاء هذا الانسان اذ أن تسعين في المئة من المعلومات التي يتلقاها الانسان تمر من خلال عينيه، ويرمش الانسان مدة كل ثانية او ثانيتين، ولو حسبنا مجموع الرمشات في اليوم يكون الانسان اغمض عينيه نصف ساعة يومياً، كما ان قدرة العين عالية في تغيير العدسة وتغيير التركيز الف مرة مع تركيز الضوء، وعندما يقرأ الانسان تنعكس هذه الصورة على الشبكية بالمقلوب ولا يعرف كيف يحولها المخ الى صورة معتدلة، أما الدموع، وهذه الدموع فهي اضافة تعبيرها عن الاحاسيس، مادة معقمة تطهر العين وتغسلها، أما جلد الانسان فهو معجزة حقيقية اذ أن سمك الجلد بحدود نصف انش، وهناك الفا فتحة في كل انش، وفي جسد الانسان مليونا فتحة،  وتتكون الرئة الواحدة من مئتي مليون حويصله هوائية تقوم بمهام تبادل الغازات، بينما يضخ الدم من القلب إلى أصابع الرجل في 18 ثانية، وينبض القلب بمعدل 70 مرة في الدقيقة ويضخ الفي غالون دم يومياً بمعدل 55 مليون غالون دم خلال عمر الانسان، حسب  قول العلماء من جهابذةِ الأطباء، ويقولون عن القلب أنه أكثر الآلات في هذا الكون كفاءة، ويضم جسم الانسان أكثر من ستمئة عضلة تشكل أربعين في المئة من وزنه؛ وفيه ايضاً اكثر من مئتي وستة عظام تشكل اكثر من ثمانية عشرة في المئة من وزنه، وتسمح الغضاريف بحركة العظام، فيما تحوي المفاصل سائلاً يعتقد العلماء أنه أفضل سائل ملين على وجه الكون، وفي يد الانسان 25 مفصلاً قادرة على انجاز 58 حركة مختلفة، وتعرف اليد بأنها افضل آلة متحركة على وجه الارض؛ أما أعجب ما في خلق الانسان فهو في تكون الجنين عبر مراحل مختلفة في الرحم. وبعد اكتشاف المجهر في القرن السابع عشر من قبل “لينوهوك” تمكن العلماء من وصف المراحل الاولية من تطور جنين الدجاج؛ وأما مراحل تطور جنين الانسان فعرفت في القرن العشرين، وفي العام 1491 تمكن “ستارتير” من وصف نظام تطور جنين الانسان، وهو التطور الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم منذ قرون عدة. من البويضة: وهي أكبر خلية في جسم الانسان، تخرج من المبيض، ولدى المرأة نصف مليون بويضة لا يخرج منها في حياتها الا أربعمئة، وتتحرك البويضة في قناة فالوب، واذا لم تخصّب خلال ثلاثة أيام فإنها تموت، وعندما تتخصب هذه البويضة في قناة فالوب تتشكل النطفة، والتي تبدأ الانقسامات داخلها ولكن دون تغيير حجمها، فتنقسم الى خليتين ثم أربعة ثم ثمانية…، وهكذا، تحوي بداخلها كل المعلومات عن الانسان، وهي لا زالت في قناة فالوب، وتستمر حركتها مدة خمسة أيام الى أُسبوع، وهي تنقسم ثم تكبر حتى تصل الى الرحم. العلقة: عند تخصيب البويضة يتهيأ جدار الرحم لتتعلق به النطفة وعندئذ تسمى علقة، حيث تبقى 260 يوماً في الرحم الى أن يولد الانسان، وتتشكل حول العلقة المشيمة ما يزيد الظلام عليها، وبعد العلقة تتكون المضغة، ثم تتشكل العظام، ثم يتكون القلب، قبل أن يتشكل اللحم حول العظام، كل ذلك خلال أربعة اسابيع، وخلال هذه المدة تكبر الخلية المخصبة عشرة آلاف مرة، وعندها تبدأ المرأة  تشعر بالحمل، وكلهُ بأمر الله جل جلاله، وتحوي المضغة (في الاسبوع الرابع من عمر الجنين) جزئيين: جزء خشن فيه تجاعيد يتخلق الى جنين، وجزء لا يتكون منه الجنين، وهو الجزء الذي يسقط مع المشيمة، أي أنه لا يتخلق قال تعالى: «هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه»!؛ يقول سبحانه: «إنّا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيرًا»، وقال تعالى: «ألم يكن نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والانثى»، ويقول سبحانه وتعالى: «يخلقكم في بطون أُمهاتكم خلقًا من بعد خلق في ظُّلُمَتٍ ثَلثَ ذلكم ربكم له الملك لا اله الا هو فأنّى تصرَفون»، وتفسير هذه الآية الكريمة، والله أعلم، أن الظلمات الثلاث هي: جدار البطن الخارجي، وجدار الرحم، والغلاف المشيمي؛؛ وإن خَلْق الانسان في هذا التطور، والتكوين  إعجاز رهيب، وشيء لا يستطيع من يراه إلاّ ان يسلم بأن هناك خالقاً، وإن ذلك لا يمكن أن يكون صدفة، يقول العالم: “رينارد نلسون”: «بعد أن تتبعت بالصورة تَخَلق الجنين منذ بدء تكوينه، ومن قبل ذلك من المني، والبويضة أو قبل خروج البويضة من المبيض، وحتى خروجه من رحم أمه، فأنا لا استطيع الا أن أُقِّر وأعترف بأن يد الله هي وراء كل خلية من خلاياه»، “فتبارك الله أحسن الخالقين”؛ ويقول الله سبحانه وتعالى: «ونقر في الارحام ما نشاء الى أجل مسمى»، ويقول سبحانه، وتعالى: «فقدرنا فنعم القادرون»؛ ويقول جل جلاله: «هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورَا، إنا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرَا، إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كَفورَا»، صحيح لقد أتي على الانسان حين من الدهر، والزمان لم يكن مذكورَا، وحين كان نطفة لم يكن شيئا مذكورا وقبل أن تتشكل النطفة لم يكن شيئا يُذكر!؛؛ “فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ”؛ ولو تساءل أحد لماذا لون دم الانسان أحمر؟، فالإجابة إن جميع الفقاريات إضافة إلى الطيور والأسماك والزواحف لون دمها أحمر ويعود ذلك إلى مادة الهيموغلوبين الموجودة في الدم، وهي عبارة عن بروتين يحتوي على حديد ويقوم بربط الأكسجين في الدم وينقله عبر الجسم، وبالمقابل، فإن اللون الأزرق هو ما يميز لون دم الحشرات والعناكب والرخويات مثل الأخطبوط، والسبب يعود إلى أن الدم لا يحتوي على الهيموغلوبين، بل يحتوي على ما يعرف بالهيموسيانين، وهي صبغة دموية نحاسية تقوم بحمل الأكسجين إلى الدم، علماً بأن الهيموسيانين لونه أبيض ولدى ارتباطه بالأكسجين يتحول إلى اللون الأزرق، ولو أردنا التعرف سريعًا لمحة بسيطة على كبد الانسان، فالكبد يصنف  ضمن الغدد الموجودة في الجسم، بالتالي يعد أكبر غدة حجمًا، ومن أهم وظائف الكبد هو دوره في إنتاج العصارة (Bile) الضرورية لعملية الهضم، و وتتكون العُصارة من أملاح وكوليسترول وماء ومادة البيليروبين، وهذه العصارة تساعد الأمعاء الدقيقة في تحليل الطعام وامتصاص الدهون، والكوليسترول وبعض الفيتامينات، و يلعب الكبد دورًا في عملية تخثر الدم، وحمايته الانسان من التجلط، والجلطات، ويعمل الكبد على استقلاب الدهون، والكربوهيدرات، واستقلاب مادة البيليروبين والتي تنتج عن عملية تحليل الهيموجلوبين، وهي مادة مهمة لعمل الكبد ووظائفه، ويعمل الكبد على تخزين المعادن والفيتامينات، الحديد والنحاس، وفيتامين ألف، ودال، وياء، وكاف و12، الخ..، ونختم بالدماغ لأن تكوين الإنسان لو كتب فيه كُتب، ومجلدات فلن نستطيع؛ فَيُعتبر الدماغ البشري واحد من أكثر الأعضاء أهميةً في الجسم البشري، وأكثرها تعقيدًا، ويُعتبر الدماغ البشري الأكبر بين جميع أنواع الفقاريات مقارنة بوزن الجسم ويزن قرابة ال ١.٥ كغ حيث يشكل ٢٪ من وزن الجسم، ويكون دماغ الرجل أكثر وزنًا من دماغ الأنثى، ويحتوي على مليارات العصبونات والألياف العصبية التي تتواصل فيما بينها بواسطة تريليونات، وسائل التواصل فيما بينها، المخ: الجزء الأكبر في الدماغ وينقسم إلى قسمين، ويكونان منفصلان عن يعضهما بواسطة شق يُسمى شق بين نصفي أو الشق الطولي، ويتكون كل قسم من عدة مناطق تُسمى الفصّ، وكل فصّ يقوم بوظيفة معينة، وهذه الفصوص هي ما يأتي: القص الجبهي، والقص الجداري، والقص الصبغي، والقص القذالي؛ وأما المُخيخ: ويقع في مؤخرة الدماغ أسفل الفص القذالي. الدماغ البيني: ويقع في قاعدة الدماع ويتكون من عدة أجزاء هم: المهاد، وتحت المهاد، وفوق المهاد. جذع الدماغ: ويقع عند مقدمة المخيخ ويتصل بالنخاع الشوكي ويتكون من ثلاث مناطق أساسية هي: الدماغ المتوسط، والبونز، والنخاع المستطيل؛ وأما عن وظائف الدماغ أي أجزاء الدماغ يتحكم في الشهية؟ وكما تم الذكر سابقًا فإن وظائف الدماغ تكون مختلفة من جزء لآخر حيث تحتفظ كل منطقة بوظيفة معينة؛ لذلك سيتم ذكر وظائف الدماغ بناءًا على كل جزء كما يأتي: القص الجبهي: يعتبر أكبر الفصوص الموجودة ويوجد في مقدمة الدماغ كما يشير اسمه، ومسؤول عن تنسيق السلوكيات العليا في الدماغ مثل مهارات الحركة، وحل المشكلات، والتخطيط، والحكم على الأمور، والإنتباه، كما يتحكم أيضًا بالعواطف، والانفعالات، والقص الجبهي: ويقع خلف الفص الجبهي، ويقوم بتنظيم وتفسير المعلومات الحسّية القادمة من أجزاء الدماغ الأخرى. الفص الصبغي: ويقع على جوانب الرأس في نفس مستوى الأذنين، ويقوم بتنسيق وظائف محددة مثل الذاكرة البصرية، والذاكرة الشفوية (فهم اللغة)، وتفسير العواطف والانفعالات؛ وأما وظيفة الفص القذالي: وموجود خلف الدماغ، ومسؤول عن قدرة الشخص على القراءة وإدراك الكلمات المطبوعة بالإضافة إلى الرؤية. المخيخ: وهو مسؤول عن المهارات الحركية الخفيفة مثل الحركات الخفيفة أو الصغيرة وخاصًة تلك التي تتضمن حركة اليدين والقديم، كما هو مسؤول أيضًا عن محافظة الجسم على وضيعة الوقوف، والتوازن. المهاد: وهي تمثل محطة وصول الإشارات للدماغ، وهي مسؤولة عن الوعي، والنوم، والذاكرة، فوق المهاد: يعمل كوسيلة ربط بين المركز المسؤول عن العاطفة بالدماغ وأجزاء الدماغ الأخرى. تحت المهاد: ومسؤولة عن التوازن في الجسم عن طريق تنظيم درجة الحرارة، والتحكم في الشهية وإفراز الهرمونات، وأما الدماغ المتوسط: يساعد على التحكم في حركة العين، ومعالجة المعلومات البصرية والصوتية. الجسر: ويتكون من مجموعة من العصبونات التي تساعد على الاتصال مع مناطق مختلفة من الدماغ، ويحتوي على بدايات الأعصاب الدماغية. جذع الدماغ: ويعتبر المركز المتحكم بوظائف القلب الرئتين، ويساعد على تنظيم وظائف أخرى مثل التنفس والبلع والعُطاس؛؛ فسبحانك ربي ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، فلو تجمدت، وتجلطت نقطة دم في الدماغ لتسببت بمصائب كثيرة للإنسان، فإن الله عز وجل لطيفٌ ورحيمٌ بعبادهِ، خيره للعباد نازل، وشرُهم إليه صاعد، رحمتهُ وسعت كل شيء، فعلينا أن نكون من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، وأن نحي الثقافة والعلم، والتفكر والتأمل والتدبر في مخلوقات الله، وفي خلق الإنسان أكبر عظة، فعلينا أن نُمعن النظر طويلاً، قال تعالى:” وفي أنفسكم وتكررت الآية نفسها بقوله سبحانه: وفي أنفسكم أفلا تبصرون، وفي أنفسكم أفلا تتفكرون، وفي أنفسكم أفلا تعقلون، “أفلا تشكرون”؛ وختامًا بالحديث الصحيح الذي ينخلع له القلب، فعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال : (إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، وَلَبَكَيْتُمْ  كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ””؛ فيا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، ويروي قس بن ساعدة: “والذي نفسي بيده لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ألا وإنها الجنة أبدا أو النار أبدا”، وعن أمُ المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها: أن رسول الله صل الله عليه وسلم:  “دخل عليها يوما فزعا يقول:” لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب”؛ فإن كان هذا الحديث الصحيح هو قبل أكثر من ألف، وأربعمائة عام فكيف نحن اليوم!!؛ ونحن أغلبنا لا يزال في غفلة كبيرة، وقد أنستنا الأيام النعم العظيمة التي أنعم الله جل جلاله به علينا، “” وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها””، والله إن الصحة لهي نعمة عظيمة لا يعرف قدرها إلا من يعاني من المرض حتي لو ملك كل أموال الدنيا، وأصيب بصداع دائم، أو شلل نصفي رعاش فلن يستطيع أن يُناول نفسهُ كأسًا من الماء ليشربهُ، فلنرجع إلى الله نسألهُ سبحانهُ لنا ولكم جميعًا طيب المقام، وحسن الخاتمة والختام، ودخول الجنة السلام بسلام..

الباحث والكاتب الصحفي، المحاضر الجامعي، والمفكر العربي، والمحلل السياسي
الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو  نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، و رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
رئيس الاتحاد العام للمثقفين والأدباء العرب بفلسطين
Dr.jamalnahel@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *