الرئيسية / الآراء والمقالات / الدكتور أحمد جبران يكتب : اوراق من الذاكره…

الدكتور أحمد جبران يكتب : اوراق من الذاكره…

احمد جبران

أوراق من الذاكرة 

  الدكتور أحمد جبران

الزمان : أوائل الستينيات من القرن الماضي …
المكان : عمان

هذه المره لا اريد الاشارة الى يوم النكبة لأنه سوف يعكر اجوائكم ويعتقل فَرَحَتكم…
ولكن لنستذكر ان من اهداف العدو دائما المحاوله لتنكيل وتنغيص ايامك،وهو مايحاول عمله الان في القدس وفي غزه، ومن اجل ان تردها عليه وتعيد اليه الكره وتُفَوت عليه الفرصة وتضرب اهدافه عليك ان تكون مبسوط، وحتى ان تبالغ بفرحك امام عينيه، بهذه الطريقه يعود وذنبه مقصوع بين رجليه مثل الكلب الاجرب, افلا يعلمون ان اليوم ترجف الراجفة وتتبعها الرادفة ، افا لا يتدبرون ولقد جائتهم الطامة الكبرى والى الجحيم هي المأوى

دعونا ان نعود الى ماكنا قد هممنا ونوينا به …
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

عيد يا عيد!!!
اه ياعيد!!!
هل اسموك عيداً من الفرحة التي كنا نشعر بها عند ضرب مدفع الافطار لليوم الاخير من الشهر الكريم، اوالفرحة عند تحضير مائدة الافطار بالانواع التي مكننا الله بوضعها، والاجهاز على اخر حبات قطايف البايتات من البارحه.
في صباح اليوم الأول بعد صلاة العيد نبدأ رحلة زيارات الارحام من الخالات، لأن الاخوات كانتا دون سن الزواج وبجانبنا على مدار الاربع وعشرون ساعة، ولكن أول مانقوم به هو تقبيل ايادي الحاجه الوالده رحمها الله واسكنها فسيح جنانه والطلب منها الرضاء الدائم، وتقبيل ايادي ستي وسيدي، والاستعداد للترحيب واستقبال زيارات الاقارب.
وكانت احتفالاتنا في ايام العيد تختلف عن هذه الايام، كنا نرضى بالقليل ولم نكن طليبة بل طلاب وتلاميذ، شوية عيديه وماحدا يفكر بارقام عاليه، كانت العيديه تتأجج من قرشين ، ثلاثه، شلن ( خمسة قروش )الى بريزه ( عشرة قروش ) ان طارت وفي احسن الاحوال ، وتلحقها شوية حلو، وفي اغلب الاحيان تُسيطِرُ الغْرَيبه وراحة الحلقوم على الساحة لرخصهن و اوفرهن، ملابس من عيد إلى عيد دون استعراض ماركات تجاريه، لأننا مازلنا قبل زمن تلقى الصدمات الموجعة من الحملات الدعائية، لعدم بدءالبث التلفزيوني حتى عام الف وتسعمائة وثمانية وستون، ولكن الصداع النصفي يعود عند بدء القصف العنيف في اذاعة عمان مما يسمى حفلات العزف المنفرد على الرباب لعبده موسى وكأنه متجلي وضارب كيف على منصة قصر الاوبرا في فينا، وصدى صوت توفيق النمري، سميره توفيق ، سلوى، مضافة ابو محمود، اسحاق المشيني، والفطور ومادراكما الفطور !!!، ابعدوا عن مخيلاتكم التوست والكروسان والمدليناس والقهوة مع حليب والكبوتشينو وماشبه ذلك، في تلك الايام والحمد لله، الخبز المشروح مع الزيت والزعتر، الجبنه النابلسيه، احيانا بيض مسلوق، حمص مسبحة، فول مدمس، اقراص فلافل، أكم حبة زيتون والشاي المعطر بالمريميه، ولكن دائماً بصحبة المذيع مازن القبج، الالعاب في ذلك الزمان كانت معظمها صناعة منزليه، طابة شرايط، مافيش بلاي ستايشين ولا نينتيندو، ومع تمدد ساعات الصباح نبدأ ترحالنا الى مراجيح العيد المصنوعة من الواح خشبيه والتي لا تعرف للاناقة وللأمان إسماً، احياناً تتخللها معركة مع صغار الحاره بفرودة وبواريد من البلاستيك والذخيرة من الكبسون المْبَرِد( مرطب)، لوجوده في الدكان من سنة الله اعلم، حتى تنشطب وتنكسر بعد استعمال لا يزيد عن عشرة دقائق، وفي احسن الأحوال هذا ان زاد معنا فلوس نحتار بين حبة اسكيمو او صندوق العجب للاستمتاع بالرسومات التي يعرضها داخل شباك الصندوق ، ابو زيد الهلالي ، الزير سالم وعنتر بن شداد احياناً مع عبله واحيانا دون عبله ، وعلى بابا والاربعين حرامي وكمان قصص من الف ليله وليله .
وفي اليوم الثاني زيارة القبور، وتوزيع شوية حلو معمول، ومن الطبيعي كمان شوية غريبه او راحة الحلقوم و مما قدرنا الله عليه وقرأة الفاتحه على ارواح الذين تركونا وهاجروا الى دار البقاء، رحمهم الباقي عزوجل.
كل عام وانتم بالف خير
ودائيماً عيدنا عودتنا
وعيدنا القادم وبمشيئة الله يتزامن مع انتصار قدسنا الشريف عاصمة فلسطين الابديه

عائد الى القدس
( الدكتور احمد جبران)

٢٠٢١/٥/١٣

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : معضلات معبر رفح ودخول المساعدات

معضلات معبر رفح ودخول المساعدات بقلم : سري  القدوة الاثنين 18 آذار / مارس 2024. …

تعليق واحد

  1. محمد بكر ابو ليل

    ارجعتنا إلى الزمن البسيط الجميل العابق طهرا وشوقا وحنقا على المستعمر السارق لوطننا، في المقال دفئ الام وحب الاب والأهل مقالك اعادنا إلى مخيمات فجر الثورة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *