الرئيسية / الآراء والمقالات / بسام صالح : بدون القدس لا انتخابات ابواب الاشتباك مفتوحة

بسام صالح : بدون القدس لا انتخابات ابواب الاشتباك مفتوحة

بسام صالح

بدون القدس لا انتخابات
ابواب الاشتباك مفتوحة
بسام صالح
تتنافس الاحزاب السياسية، في الدول المستقلة، من خلال العملية الديموقراطية والانتخابات، للوصول الى مراكز القرار، مجلس نواب او شيوخ، لتحقيق برامجها السياسية عبر هذه المراكز، وبدورية لا نظير لها، هناك انظمة تجري عملية الاقتراع كل اربع سنوات واخرى كل خمسة، وكذلك لانتخاب رئيس الدولة سواء كان انتخابه من البرلمان او من الشعب مباشرة ولفترة محددة بدستور البلد تتراوح بين 4 الى 7 سنوات، وهناك من يحدد ايضا عدم امكانية ترشح الرئيس لاكثر من دورة واحدة، وهذا كله تنافس ومعارك ديموقراطية تجري في بلاد تتمتع باستقلالها وسيادتها على اراضيها.
سألت احد الاساتذة هل هناك اسبقيات، ان جرت انتخابات تحت احتلال؟ وافادني انها جرت في مصر تحت الانتداب البريطاني، وكانت معركة لتثبيتها واقرارها والقبول بها. وحتى نحن في فلسطين ايام الانتداب البريطاني كانت لنا مؤسسات شعبية واتحادات وقرى تقوم بانتخاب ممثليها، وهذا بحد ذاته يسهل تسيير اعمال الناس واحتياجاتهم، وبنفس الوقت يريح الاحتلال من اعباء ادارية محلية. وحتى الرومان والامبراطورية الرومانية كانوا يقومون بتعين قنصل يمثل الامبراطورية في البلد الذي تحتله، مهمته حفظ الامان والولاء للامبراطورية وجلب الضرائب وارسالها الى روما، اما ادارة شؤون الناس فهذا امر يخصهم ومن يمثلهم.
اجراء الانتخابات في فلسطين المحتله، له مذاق اخر، فالانتخابات تحت احتلال استعماري احلالي استيطاني عنصري وحكومة ذات طابع فاشي، ونحن في مرحلة التحرر الوطني بحثا عن الاستقلال وتقرير المصير كدولة معترف بها تحت الاحتلال، يزيد من تعقيدات الوضع الفلسطيني، الانقسام بين الضفة وغزة الناتج عن الانقلاب على السلطة. ووضع دولي منهمك في مواجة جائحة الكورونا، وما قد تؤدي من تفاقم للصراعات الاجتماعية وتفجرها نتيجة لزيادة اعداد العاطلين عن العمل والمتتضررين من الاغلاق الشامل، وسبق ذلك رئاسة المعتوه ترامب لواحدة من الدول العظمى، وما حاول تمريره تحت مسمى صفقة العصر، وقدم فيها “القدس الموحدة” عاصمة لسلطة الاحتلال، وما تبعها من نقل للسفارة الامريكية، وقطع المعونات والعلاقات مع القيادة الفلسطينية وفلسطين التي رفضت صفقة العهر الترامبي، ناهيك عن هرولة من بعض العرب، للتطبيع مع سلطة الاحتلال.
اذن نحن لسنا في معركة التنافس الديموقراطي بالانتخابات، بل يجب توظيفها كمعركة للاشتباك مع المحتل وعلى كافة المستويات وبكل الوسائل المتاحة، سياسيا ودبلوماسيا وشعبيا، كانت القدس احد الامثلة على قدرة شعبنا وارادته وتمسكه بحقه وبحريته في عاصمة فلسطين، وكيف فرض على الاحتلال ازالة الحواجز من باب العمود. سلطة الاحتلال لا تريد الانتخابات الفلسطينية، وبالتحديد لا تريدها في القدس وعملت وستعمل على اعاقتها، بل ان مصلحتها ادامة الانقسام وابقاء الوضع على ما هو عليه.  ولذلك معركة مشاركة اهلنا في القدس هي معركة الكل الفلسطيني لما تمثلة القدس من حق تاريخي وقانوني وسياسي فهي قلب القضية ومحورها الاساسي مع حق العودة، وقد ححد الرئيس الفلسطيني باعلانه، باسم القيادة الفلسطينية، تأجيل الانتخابات، المطلوب عمله على الفور بتعزيز المقاومة الشعبية والعمل لتكون شعبية فعلا في مواجهة الاستيطان وقطعان المستوطنين، والتهجير والتهويد في القدس ومصادرة الاراضي، الرئيس فتح كل جبهات التماس مع الاحتلال وهذا هو ما يميز اليوم بين الوطني واللاوطني، ممن اعتقد او تخيل ان الانتخابات هي فقط مجرد تنافس على مقاعد وامتيازات دون افق وطني واسع مرتبط بمجمل القضية الفلسطينية وكيفية حمايتها والدفاع عنها. ومطلوب استمرار كافة الجهود باتجاه انهاء الانقسام واستعادة دور منظمة التحرير ومؤسساتها، لتعزيز حماية المشروع الوطني الفلسطيني.
المطلوب ايضا، تكثيف العمل الدبلوماسي والسياسي، واجراء نقلة نوعية في عمل سفاراتنا في الخارج، واهمية تعاونها مع الجاليات الفلسطينية وبدون الفوقية البيروقراطية، ضمن برنامج ينسق العمل بين العلاقة مع الدولة المضيفة، والاحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والشعبية التي تربطها علاقات جيدة مع الجاليات، وهي بذلك تصبح اداة ضغط على حكوماتها، سواء في اوروبا او غيرها، كي تقوم بممارسة الضغط على سلطة الاحتلال كي لا تعيق العملية الديموقراطية الفلسطينية خاصة في القدس.
بعد اعلان تاجيل الانتخابات، الموقف الاوروبي الذي اعلنه السيد جوزيف بوريل مفوض السياسة الخارجية مخجل، ومطالبته “بضرورة تحديد موعد جديد للانتخابات دون تأخير” وهو لم يمتلك الجراءة لممارسة الحد الادنى من الضغط على سلطة الاحتلال، حتى بالتلويح بتجميد اتفاقيات التعاون المشترك.
لسنا وحدنا، فقد تجلت وحدة شعبنا في الوطن والشتات وداخل الخط الاخضر بدعمها لهبة القدس، ومعها احرار العالم، وبارادة وتصميم شعبنا سنفرض على هذا المحتل المتغطرس ارادتنا وقرارنا وسننتزع حريتنا وحقنا واستقلالنا وتبقى القدس عاصمتنا الابدية. ابواب الاشتباك مع الاحتلال مفتوحة واللقاء والوحدة على ارض المعركة والمواجهة.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سليم الوادية

اللواء سليم الوادية يكتب : ياسامعين الصوت ،، الاباده الجماعيه في العالم

ياسامعين الصوت ،، الاباده الجماعيه في العالم بقلم سليم الوادية  عبر التاريخ الدول الاستعماريه مارست …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *