الرئيسية / الآراء والمقالات / الدكتور/ جمال أبو نحل يكتب : “يَا أبَنَاء فِلَسَطَيِن اِنَتَخِّبُوا لِلتَشَريِعي: الصَادَقَ الأَمَينَ”

الدكتور/ جمال أبو نحل يكتب : “يَا أبَنَاء فِلَسَطَيِن اِنَتَخِّبُوا لِلتَشَريِعي: الصَادَقَ الأَمَينَ”

147831992_251320356432817_938119524588275743_o
الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل


خير ما أبدأ مقالي هذا هو توجيه نصيحة لجميع الأخوة، والأخوات في فلسطين من المُرشِحْيِن أنفسهم على القوائم لخوض انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني من كل الأحزاب، والتنظيمات، والمُستقلين، من أبناء، كافة أطياف الشعب الفلسطيني، والمزمع اجراءها في 22 مايو القادم 2021م، نقول لكم جميعًا: تذكَّروا، ولا تنسوا بأن المسؤولية أمانة، حتي تنجون من العذاب يوم القيامة، وهنا نُذَّكِّرْ بِالحديث الصحيح عن النبي صل الله عليه وسلم حينما طلب الصحابي الجليل أبا ذر الامارة فقال له النبي عليه أفضل الصلاة والسلام:” يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليهِ فيها”.. ولذلك على كل إنسان منا، وخاصة أولى الأمر، والنُهى أن يتفكر في قول الحق سبحانه وتعالى: “يوم تشهد عليهم ألسنتهم، وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون”؛ فلا تكونوا ممن يقولون ما لا يفعلون، ولا تَكَّذِبوا بتقديم برامج وردية غير واقعية لِلشعب، لأن ذكري الماضي الأليم، بعد انتخابات المجلس التشريعي المنصرف المنصُرم عام 2006م كانت حنظلاً، مُراً عَلقمًا، مُرة، ومريرة، وقاحلة، جفاف، وجرداء، جدباء على الشعب، وخضَراء، ورغيدة، وسعيدة، ومليحة خاصةً على قادة من رفع شعار: “الإسلام هو الحل”، ورفعوا شعار لقائمتهم الانتخابية للمجلس التشريعي عام 2006م، هو: “الإصلاح، والتغير”، فما وجد أغلب الناس في غزة إلا خَراباً، وتدميراً، لا اصلاحًا، وتغيرياً!؛ و يا ليثهم طبقوا الشعار المرفوع فعلاً لا قولاً فقط !؛ وحبذا لو عملوا بِِشكل صحيح، وطبقوا الشعارات التي رفعوها، وقاموا بتطبيق الشريعة الاسلامية، وأقاموا العدل بين الناس، و يا ليثهم ربطوا حجر أو حجرين على بطونهم مثل الشعب الذي تضور جوعًا نتيجة الحصار الخانق، ولكن للأسف كانت الحقيقة مغايرة، أمام أعين الناظرين من العب في غزة؛ ولقد كان المنظور غير المأمول!؛؛ فأغلب نواب التشريعي من الأخوة عن حركة حماس من أصحاب شعار “الاصلاح، والتغير”، لا توجد فقير بينهم ، وركبوا السيارات الفارهة، وبنوا العمارات الفخمة، وأصبح منهم من له أرصدة في البنوك، وقالوا: “هي لله”، وكنا نرجو أن يكونوا الأمر كذلك! ولكن ما شاهدناه هو منصب وجاه، وهيلمان وسلطان، وحتي في الغناء تلمس الَكِْبرَ، ” إحنا الأكابر، واحنا كبار البلد”!؛ إلا من رحم الله!؛ ثم لم، ولن تجد أي نائب من كتلة حماس السابقة الاصلاح، والتغير في المجلس التشريعي السابق، ابنه فقير، أو من غير عمل، هذا إن لم يكن غنيًا، ويلعب بالمال لعباً، ولبعضٍ منهم مشاريع، وشركات واستثمارات، وتجارة خاصة!؛ وأما باقي الناس فحالهم تحت الصفيح الساخن، والجوع القاتل، والحصار الغادر، والمرض الدائر، والموت الهادر، والقهر العابر، والشباب الغزيِ يُهُاجر، وعن وطنهِ يُغادر، وحتي الأطباء منهم من ساَفر، للمهجر؛ بل وصل الحال ببعض الناس في قطاع غزة أن تسمع منهم من يتمني عودة الاحتلال من شدة الفاقة، والفقر المدقع!؛؛ ومن يمثل الشعب قالوا مال حماس لحماس، بل قال نائب في التشريعي من كتلة الاصلاح والتغير السابقة للتجار حينما احتجوا على زيادة الضرائب:” الضريبة التي نزيدها ونفرضها على السلع هي على المستهلك من العب، وليس عليكم!!؛ و يا حسرتاه و يا أسفاه على من المفروض أنه يدافع عن الشعب ويمثل الشعب ولكنه قهر الشعب ونهبه؛؛ ولازلنا نعيش أثر الاصلاح، والتغير منذ خمسة عشر عامًا، شاب فيه الشباب قبل المشيب، ورأينا شيء رهيب، وعشنا سنواتٍ عجاف، كان أغلب الشعب يعُصَّرُون، ويَمُوتون، وبعضاً منهم يهُاجرون، ومنهم من ينتحرون، والنواب لا يهتمون بل ركبوا أحسن السيارات، والجيبات، ونالوا ومن يحبون أكبر المناصب، ولو أنك انتقدتهم، واختلفت معهم حقدوا عليك، وأذوك، وسبوك، وأهانوك، وربما ضربوك قتلوك وما رحموك!!؛ والله أنني لست متربصاً بكم، ولا حاقدًا عليكم، وأحب الخير لكم، وأنا لن أتكلم عن تاج رأس الأمة كلها من كل أبطال النضال، والجهاد المقاومة، من الأحياء، أو الشهداء الأبرار، لأنهم جميعًا أكبر، وأعظم منا جميعًا، وأنا أقل شئنًا من أن أتكلم عن هؤلاء الرجال الأبطال العُظماء، وخاصة الشهداء؛؛ ولكننا هنا ننتقد كل اللصوص، والفاسدين السارقين خيرات الوطن، والمواطن، وخاصة من المتسربلين بشعار الدين زوراً!؛ نقول لهم إن الدنيا زائلة، وكلنا راحلون، ورحم الله من أهدي إلى عيوبي، وإن كان الكلام قاسيًا عليكم اليوم في الدنيا فهو أفضل ألف مرة من الحساب في القبر، أو يوم المشهد العظيم، فويلٌ يومها لمن سرق، ومَرقْ، وكذب، وما صدق؛ فلقد وجدنا فيكم اعوجاجًا، ونظرةً حزبية حاقدة، عمياء لمن ليس من حزبكم، وجَمَاعتكم، وحتي، وإن كان تقي نقي، وحافظ للقرآن، وصلى بالليلِ، والنهار، وصام، وقام، ولكنهُ ليس من جماعة الإخوان، فلا يمكن أن تقدمُوه ليكون هو الإِمام!!؛ وذلك لأنه ليس من الإخوان، فهل هذا هو عدل الإسلام يا كِراَم!؛ أم أن هذا من صُنع اللِئام، وحزبية مقيتة مميتة فلا مجال للكَلام!.
لقد قرأت بتمعن قراءة فاحصة لبرنامج حركة حماس السابق لقائمة الاصلاح، والتغير الانتخابية في عام 2006م، فَكان برنامجاً بهِ قولاً عَظيمًا جميلاً، وجليلاً، مكوناً من أكثر من أربعة عشر بندًا، وكل فقرة فيه هي أجمل من أختها!؛ ولذلك سحرت أعين الناس، وأطَربتهُم؛ وجَلتَهُم لانتخابهم؛ فلقد جاؤوا ببرنامج مثالي إنشائي نَصي، وقولي رهيب، وكأنهُ سِّحْرٌ عظيم!!؛؛ ولكن الحقيقة، والنتيجة الفعلية، كانت صادمة للناس، ومغايرة تمامًا للكلام، والواقع، وحتي لمِنُاصريهم، وكل ما في البرنامج هو فقط قيل، وقال، ويقول؛ من غير نتيجة!؛ فكان من نتاج حكمهم خمسة عشر عامًا في غزة، أن ساد السواد، بدل السؤدد، وكان الضياع، والظلم، والاعتقالات السياسية، والتنكيل واهانة المعارضين لهم، وأنا شخصياً لي تجربة بذلك ومن غير أي ذنب اعتقلت في سجن المشتل، ومن بعدي ابني عُدي سجن أربعة شهور ظلماً، وعدواناً في سجن حماس بغزة، ولقد ذهبت لكل قياداتكم، وفي كل حَدبٍ وصوب فلم أجد نصيراً، بل قال لي أحد كبار القوم منهم:” ألم تكن تكتب مقالات وتنتقدنا!؛ فكنت ممن دفع الثمن غاليًا ليس من الاحتلال فقط بل من ذوي القربي!؛ ولكي أكون منصفاً وأنا من كبار كوادر حركة فتح في غزة، لم أجد نصيرًا حتي من قيادة حركة فتح الذين توجهت إليهم، ومنهم أعضاء في المجلس الثوري، الخ..، فلم أجد أي نصير لمساعدتي في الافراج عن ابني الذي قبع ظلمًا في سجونهم، ولم يفرج عنه الا بعد كفالة لحكومة حماس “” الإسلامية قولاً لا فعلاً””؛ بلغت الكفالة أكثر من الف دينار أردني، ظلماً، فلن أنسي هذا الأسي، فما بالكم بمن قطعت رجله منهم، أو من قتل ابنه أثناء الانقلاب الأسود!؛ وفي عصر حكم حماس ارتفعت أسهم، وأموال ومناصب ورتب عسكرية لمن لهم محسوبية، وخفضت أخرين، وأسوأ من كل ما سبق هو حين اسُتبيح الدم الفلسطيني بالاقتتال الداخلي!.
لقد عاني سكان قطاع غزة من عدوان الاحتلال، وحروب طاحنة؛ دفع فيها الشعب الكثير الكثير، ودخل الشعب في أزمات تتلوها أزمات، منذ تولي حماس سدة الحكم في قطاع غزة، وحتي اليوم لازالت الكهرباء تقطع تقريبًا نصف يوم عن سكان قطاع غزة، ورأينا أن حكومة حماس، وبمساندة ودعم من أعضاء التشريعي التابعين لهم بغزة، ” كتلة الاصلاح والتغير: ولكن لهم، ولصالحهم، ومصالحهم”!؛ اشتغلوا جباية الأموال من الناس ومن التجار، الذين خسر الكثير منهم تجارتهم، وأودعوهم في غياهب السجون، وكانت أزمات تتلوها أزمات، منها انقطاع السولار، والغاز، والكهرباء، وارتفاع وغلاء الأسعار، وانتشار الأوبئة والأمراض، وكله على حساب المواطن، وقد فرضوا الضرائب الباهظة على الناس، وأما عن المعابر الحدودية، والسفر، فحدث ولا حرج، فلقد أصبح من يريد السفر يحتاج إلى تنسيق، وصفحات تنسيق رشوة علنية معلنة حتي على صفحات التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وصارت المساعدات الكثيرة التي دخلت قطاع غزة بعد العدوان من الاحتلال نراها فقط بالعين إما تُباع في الأسواق، والبعض الأخر توزع حسب تزكية أمير المسجد، حسب الانتماء الحزبي! فهل هكذا يكون الاسلام هو الحل يا نُواب حماس؟!؛ فلقد عاني الشعب ولا يزال من زيادة البطالة، فلا عمل للخريجين، ولا للعمال، وقد تراجع وتدني مستوى التعليم، وبدلاً من بناء المدارس، وتقليل عدد الطلاب في الصفوف كما قالوا في برنامجهم الاصلاح والتغير فلقد وصل عدد الطلاب في الفصل خمسين طالب وقد كان قبل ذلك لا يتجاوز عدد الطلاب في الفصل الواحد 35 طالبًا!!؛؛ وكله تحت شعار “الاصلاح والتغير”، وأصبحت الجباية للبلديات تذهب لهم، والجباية على السجائر تجمع لآل البيت منهم وكله في حب الاصلاح والتغير، وصارت أزمات تضخم الاسعار، وتقلص الناتج المحلي، وفرض ضرائب باهظة علي السيارات، وزيادة المخالفات على السائقين، ولو قلت لهم لما كذلك تفعلون، “كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، لقالوا لك:” يا علماني يا كافر، يا منافق؟؟ فالتهم جاهزة، وكأن الله لم يهدي غيرهم، وتري الانغلاق الفكري يحفهم ويلفهم، ولذلك خرجت بعض الجماعات التكفيرية من رحمهم!!؛؛ كل هذا في زمان “الاصلاح والتغير”!!؛؛ حيثُ تفسخ النسيج المُجَتَمعِي، وعاش الشعب في غزة الثالوث الشيطاني الفقر، والمرض، والجهل، ولف كل ذللك وتغلف بالظلم، والقهر، الذي كسر الظهر، ولقد جف حبر العَلم، والعلماء، وقل الدواء، والطب، والأطباء، وزاد الداء، وساد الفقر المدقع، والعناء، وبالمقابل زاد عندهُم الثراء!؛ في الوقت الذي أصبحنا نري التسول يتصاعد، ويزداد في عهد الاصلاح والتغير، وتري بعد كل صلاة من ينادي من الناس يمد يده طلباً للمساعدة، ويطلب المعونة؛ ولن ننسي انجازات مسيرات العودة!!؛؛ والتي خلفت جيش من شباب فلسطين الأبطال بلا أرجل، وفقدوا أطرافهم، وفي النهاية تتوقف المسيرات لدخول الدولارات القطرية من البوابة الشمالية مختومة ومعدودة من الاحتلال!!؛؛ وإن من قال الاسلام هو الحل لم يدفع للجرحى والشهداء رواتب!!؛؛ بل رواتبهم وكافة أسر الشهداء والجرحى تصرف من السلطة الوطنية؛ ما سبق هو جزء من انجازات برنامج الاصلاح والتغير الذي كان لمرشحي قائمة حماس عام 2006م!؛ وكأن كل ما قيل من البرنامج الانتخابي كان اطلاق نار في الهواء الطلق، وكفُقاعَات الماء؛ ووجد الشعب العكس من هذا البرنامج الانتخابي الرائع في مضمونة القولي!؛ وأما في التنفيذ الفعلي فعلى مدار سنوات الانقسام، وحكم حماس لغزة كان معكوساً، ولم يلامس الواقع كما قالوا: “عن محاربة المحسوبيات والوساطات والفئوية في التعيينات والترقيات في كافة المؤسسات العامة، وإعادة صياغة سياسة التوظيف العام بما يضمن تكافؤ الفرص لكافة أبناء الشعب الفلسطيني على قاعدة الكفاءة، والحيلولة دون استخدام المنصب للمصلحة الخاصة، وضمان حق المواطن في تقديم الشكاوى إلى الجهات المعنية دون المساس الخاصة أو العامة حماية و توفير الأمن لكل مواطن، فلا يتعرض للاعتقال التعسفي أو التعذيب أو الانتقام صون الحريات النقابية، والمحافظة على استقلال النقابات، والابتعاد بها عن كل أشكال الهيمنة محاربة المخدرات والمسكرات والفساد بكل أشكاله بالثقافة والتوعية والتربية وتفعيل القانون؛ ولن أطيل عليكم في الرد عن كل بند سبق؛ ولكن نسألهم من سحق الحريات؟، ومن استباح حرة الدم الفلسطيني؟، ومن في عصره دخلت المخدرات وحبوب الترامادول المخدرة من الأنفاق لقطاع غزة، ومن الذي أغرق غزة بها؟ ولم تكن زمن السلطة الوطنية وحركة فتح، ففي زمن السلطة لم تكن مخدرات بهذا الشكل المخيف في غزة، ولم يكن فقر مدقع، ولم تجد مرضي سرطان بهذا الحجم المخيف، ولا سوء في التعليم كما الحال الان، ولم يكن زمن فتح والسلطة الوطنية قبل الاصلاح والتغير عام 2006 كهرباء تقطع، ولا شعب يتوجع، ولا أموال تنهب، وضرائب كثيرة تفرض، وناس فوق الريح والسحاب من الثراء، وناس تحت الحضيض، ولم يودع التجار والمعارضين في السجون، ولم تري من يقتل من غير تهمة أو محاكمة عادلة، ولم يكن زمن فتح، والسلطة منافذ مغلقة ولا تنسيق بألاف الدورات للسفر!؛ فلم يكن ذلك إلا زمن ما يسمي الاصلاح والتغير، فهو كان كذلك!؛ تغير وغني لهم، واصلاح لبعضٍ من أصحاب عروشهم، واتساع، وانتفاخ كروشهم، وبعض الناس ينتحرون من شدة الفاقة والجوع والبطالة والظلم!؛ والمصيبة أن بعضهم يعتقدون أنهم ملائكة تمشي على الأرض ومن يعارضونهم شياطين يجب رجمهم وقتلهم!!؛؛ لذلك سحقاً لهذا الاصلاح، والتغير، الذي حول الشعب من الأفضل إلي الأسوأ، ومن الخير للفقر، وقلب الموازين رأسًا على عقب، وناهيك عن التدخلات في بعض شؤون الدول العربية، وامتلاء المحاكم بغزة في قضايا كثيرة، وتحسب المحاكم كأنها صنم، لا هم لها في اصلاح ذات البين، حتي لو بقيت القضية معلقة عشرين سنة، المهم جباية المال!؛ وكأن كل ما يهمهم هو كيفية زيادة الموارد المالية للحكومة الربانية الاصلاح، والتغير، وحال المحاكم تزيد الأمور تعقيداً، وكل ما يهمهم هو كيفية حلب المواطن، ادفع بالتي هي أحسن أو تدخل السجن، وتذهب للمستشفى فيجب أن تدفع، وفي المدرسة رسوم وفي كل مكان فرضوا رسوم الاصلاح والتغير، بل حتي على الطلاق وفوق ما هو خربان ديار جعلوا فيه دفع رسوم بالدينار والدولار، واما عن الغاز والسولار المصري، ومال السجائر التي ربما لم تعد حرامًا كلها تذهب لهم، وأما الشعب بعد هذا الاصلاح، والتغير منهم من أصيب بالأمراض المزمنة الخطيرة من شدة الزعل، ومنهم من انتحر، ومنهم من هاجر، ومنهم من أدخلتموه السجن، ومنهم من صار مريض نفسي، ومنهم من يتكفف الناس تحت خط الفقر، ومنهم من مات بالجلطة القلبية أو الدماغية من شدة الظلم، والقهر والفقر، ومما رأي من أيام نحسات سوداء في زمن الاصلاح، والتغير، وإن الاسلام هو الحل، والاسلام بريء من كل كذاب، ومخادع؛ ونري الأن في غزة الموُلات التجارية تعج بجماعة الاصلاح، والتغير، وكأن البلد لهم، والمال لهم، وكل شيء امتلكوه، وحتي الأرض اقتسموها بينهم، وطوُبوها، ووزعوا كل شيء على مزاجهم، واتبعوا أهوائهم، وقد حل الفساد الأخلاقي، والرشوة، والمحسوبية زادت في غزة، ربما هذا كلام يغضبهُم كثيرًا؛ ويقُولوا لماذا لم تتكلم عن فتح، وعن السلطة وعن المقاومة، وعلى من وضع قدمه فوق رأس جنود الاحتلال، وليس العكس كما نسمعهم يقولون!؛ نعم نحن لا ننكر أنهُ يوجد أخطاء، فلسنا ملائكة، ولكن فتح العاصفة والقيادة لم ترفع شعارات هلامية، كلامية، وهمية غير واقعية، ولم يقولوا للشعب سنأخذكم للإصلاح، والتغير، ولكن النتيجة كانت عكس ذلك تمامًا!؛ والسلطة لم ترفع شعار كلامي فقط كما فعلتم وهو: الاسلام هو الحل، ولكنكم لم تعملوا به ولم تطبقوا شرع الله، على أرض الواقع؛ والشعب لم يجوع في عهد السلطة التي تنعتوها بالنفاق والكفر!؛ وكذلك الشعب ضاع، وأغلبه جاع في سنواتكم العجاف وزمن الاصلاح والتغير!؛ وأغلب قياداتكم وأولادهم أصبحوا أثرياء، وشبعوا حتي التخمة؛ ولم تقول السلطة للشعب في غزة: سوف نجعل ثمن اسطوانة غاز الطهي بثلاثة دولار، كما قالت قائمة الاصلاح والتغير التابعة لحركة حماس في انتخابات 2006م للمجلس التشريعي، ولكنهم ما صدقوا!؛ وللعلم أن جرة الغاز 12 كيلو تكلف تعبئتها بالغاز المصري الأن هذا المبلغ ثلاثة دولارات، ولكنها تصل المواطن في غزة التي هي تحت حكم حماس بثمن أضعاف مضاعفة عن هذا المبلغ فهل هذا هو الاصلاح والتغير لديكم؟!؛ لبئس هكذا اصلاح، وتغير سيء!!؛؛ ومن المعلوم أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار؛ ولذلك على من يرفع شعار الدين، والجهاد، والمقاومة، والعدل، والصدقة والانِّفَاَقْ أن يعمل به، وأن يطبقه، ليكون واقعاً ملموساً على الأرض، قال تعالى:” كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”!؛ ونرد علي من يفعل ذلك في هذا الحديث النبوي الشريف الصحيح: قال رسول الله صلى الله عليه وأله، وسلم قال: ( أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة :عالم ومجاهد وغنى ، قال عليه السلام : يؤتى بالعالم يوم القيامة فيقال له ماذا عملت فيما علمت ؟ فيقول : يا ربى نشرته في سبيلك، فيقال له : كذبت إنما علمت ليقول الناس فلان عالم، وقد قيل خذوا به الى النار ” والعياذ بالله ” ، يؤتى بالمجاهد فيقال له ماذا عملت فيما أنعم الله من قوة ؟ فيقول : يا ربى قاتلت في سبيلك ، فيقال له : كذبت إنما قاتلت ليقول الناس فلان مجاهد ، … خذوا به إلى النار ، يؤتى بالغنى فيقال له ماذا فعلت فيما أنعم الله عليك من مال ؟ فيقول : يا ربى أنفقته في سبيلك ، فيقال له : كذبت إنما فعلت ليقول الناس فلان كريم … ) وفى كلٍ من هؤلاء الثلاثة يقال لكل واحد منهم ( وقد قيل)، فيا دعاة الاصلاح والتغير، والإسلام هو الحل كنا نرجو من الله أن يكون فعلاً هذا الكلام وتلك الشعارات واقعًا مُعاشًا بين الناس في فلسطين وخاصة في غزة التي حكمتموها 15 عاماً؛.
أعلم أنكم تنقمون منا لأننا نقول كلمة الحق، وأن هذا مقالنا يُزعلكم!؛ ولكن أن يزعجكُم اليوم في الدنيا هو خيرٌ لكم، لتُحاسبوا أنفسكم، وتكون، وقفة مع الذات، لنا، ولكم، لأن محاسبة أنفسنا اليوم أفضل ألف مرة من أن تُحَاسَبوا يوم القيامة بسبب الشق على الرعَية؛ والحديث معلوم: ” من نوقُش الحساب عُذِّبْ”؛ لذلك نقول رسالتنا للشعب الفلسطيني أنتم اليوم، والقضية الفلسطينية برمتها أمام مفرق طرق خطير، وصعب، لميلادٍ عسير ليس باليسير فتخيروا، وتفكروا من تختاروا، ومن يمثلكم في المجلس التشريعي، قبل أن لا ينفع الندم، ” فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ”؛ وخير من يحمل القضية الفلسطينية لبر الأمان هي حركة فتح وشعارها العاصفة ورقمها الانتخابي “36”، لأنها تتبني المرحلية في التحرير، وفتح تقول كل فلسطين لنا، من بحرها لنهرها، ولم تعترف كحركة بالاحتلال ولا يزال شعارها العاصفة الكفاح المسلح، وهي صاحبة المشروع الوطني وأم الجماهير تقبل الجميع، وتفتح ذراعيها للجميع لإكمال مسيرة تحرير فلسطين.
الباحث والكاتب الصحفي، المحاضر الجامعي، والمفكر العربي، والمحلل السياسي
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر
رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
dr.jamalnahel@gamil.com
 
 
 

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *