الرئيسية / الآراء والمقالات / ناهض زقوت يكتب : النملة والفيل في القرن الحادي والعشرين.. قصة

ناهض زقوت يكتب : النملة والفيل في القرن الحادي والعشرين.. قصة

77777777

النملة والفيل في القرن الحادي والعشرين.. قصة
ناهض زقوت
 
تحاول نملة أن تتطاول على الفيل، وأن تضع رأسها بمساواته، وأن تقف إلى جانبه ندا بند، فدخلت أنفه.
 
الفيل في الماضي ترك للنملة الحبل على الغارب تصول وتجول، وتحكي في الإعلام وتصرح في شتى صنوف المعرفة، فقد كان الفيل داعمها ومساند لها، ولا يجرؤ حيوان على مراجعتها، فهي صديقة الفيل.
 
ركب الغرور النملة، وفي ليلة جلوس مع صبيانها قالت: لقد حان الوقت لكي يكون لنا جزء من ميراث الفيل، فهو طوال سنوات يدعمنا حتى كونا ثروة تضاهي ثروته، ولدينا امتيازات لا تقل عن امتيازات أي صبي من صبيان الفيل، فلماذا لا يكون لنا مكان إلى جانب صبيان الفيل، نحمى أنفسنا، ونحمي ثروتنا.
 
أسفر اجتماع صبيان النملة على طلب اللقاء مع الفيل، وعرض الأمر عليه فهو حبيبهم وداعمهم … وكان اللقاء في ساعات المساء، جلسوا الصبيان بقيادة النملة في صالون الاستقبال في انتظار دخول الفيل عليهم .. بعد ساعة جاء الفيل بكل هيبته وصولجان الملك على رأسه، تحيط به حاشيته من الجانبين، حين رأوه هبوا واقفين ورؤوسهم مطأطاة إلى الأرض، فقال لهم اجلسوا، فأنتم من عظام الرقبة، ونظر نحو النملة وقال: عساكم بخير هل ينقصكم مال؟، فنحن لكم دافعون!!.
 
قالت النملة: الخير كثير بفضل دعمكم، وقد شيدنا العمارات، وفتحنا الكافيهات، وشيدنا البارات، لكي تدر دخلا على نضالنا في توسيع تجارتنا.
 
قال الفيل: إذن في ما هذه الزيارة الجماعية، وقد تعودنا أن تكون الزيارة فردية في شخصكم أيتها النملة.
 
قالت: دام عزكم، صبياني يسعون إلى أخذ مكانتهم إلى جانب صبيانكم في تمجيد حكمكم، فهم صبيانكم.
 
فقال الفيل: أيتها النملة لم نرفض لكم في الماضي طلبا، ولكن الآن اختلف الميزان، دع صبيانك في البارات يلهون، أما أنت فقد نجد لكم مكانا قريبا.
 
فقالت النملة: صحيح أن كل هؤلاء صبياني، ولي عليهم سلطان، وهم لن يرفضوا توجيهات عزكم.
 
فقال الفيل: إذن تعالي أيتها النملة فادخلي في أنفي لكي تصبحي قريبة مني، وتعلوا مكانتكم على صبياني.
 
انبسطت النملة وصبيانها على توجيهات الفيل، وقامت من فورها ودخلت في أنف الفيل، وغادر صبيانها المكان إلى البارات يحتفلون بأنهم أصبحوا جزءا من صبيان الفيل.
 
كانت النملة تجلس في أنف الفيل، وتستمع لكل النقاشات التي تدور بين الفيل وصبيانه، واكتشفت أن ثمة من صبيانه من يرفض وجودها بينهم، وأنها كانت أداة في تبرير المواقف حازت على ثمن مواقفها، إلا أنها اكتسبت النفور الشعبي، ووجودها قد يؤثر على تطلعاتهم المستقبلية، وطلبوا من الفيل أن يخرجها من أنفه، فهي لا تصل إلى هذا المستوى العالي، والفيل بكل جبروته لا يستطيع أن يخالف صبيانه، فهم الداعمون والمساندون لحكمه.
 
قام الفيل إلى أقرب سلة قمامة وعطس بشدة، واستنشق وألقى ما في أنفه في سلة القمامة.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سليم الوادية

اللواء سليم الوادية يكتب : مسيلمه الكذاب ونتنياهو الاكذب ،،

ياسامعين الصوت ،، بقلم  اللواء سليم الوادية  مسيلمه الكذاب ونتنياهو الاكذب ،، زمن الرسول محمد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *