الرئيسية / الآراء والمقالات / دكتور سالم سرية : الأسرى ويوم الارض

دكتور سالم سرية : الأسرى ويوم الارض

151632953_5330524196988375_7382758064906992291_n

الأسرى ويوم الارض  
بقلم / د.سالم سرية:اكاديمي وكاتب (فلسطين) .  
لا شك ان الاسرى هم من لبوا نداء الارض (وطبعا قبلهم الشهداء الابرار) وهذا يستدعي ان نذكر ونستذكر هؤلاء الابطال الذين كانوا مشاريع شهادة والآن يعانون ما يعانون في زنازين الاحتلال.انهم اطفال ونساء ورجال ميامين يقاومون بصدورهم العارية بنادق الاحتلال وسياط جلاديه بصبر ايوب عليه السلام
تُحدّثنا الحقائق القادمة من فلسطين أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال عام 2019 قد وصل إلى ما يقارب من ( 7040 ) أسير فلسطيني يتوزّعون على 23 سجناً ومعتقلاً ووفقاً لأحدث إحصائيات (هيئة الأسرى والمُحرّرين )الصادرة عام 2018 ، فإن من بين الأسرى (48) أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما بشكل متواصل، وهؤلاء يُطلق عليهم “عمداء الأسرى”، وأن (29) أسيراً منهم اعتقلوا منذ ما قبل عام 1993، و (25) أسيرا منهم  مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن، وهؤلاء يُطلق عليهم الفلسطينيون مُصطلح “جنرالات الصبر” ، و(12) أسيراً هم “أيقونات الأسرى” وهم من مضى على اعتقالهم أكثر من ثلاثين عاماً بشكل متواصل، وأقدمهم الأسير كريم يونس المُعتقل منذ ما يزيد عن (37) عام وأبرزهم الأسير الفلسطيني عبد الله البرغوثي” وهو صاحب أعلى حُكم في العالم  67 مؤبّداً ومُعتقل منذ العام 2003   .ومن  بين الأسرى الفلسطينين  حوالى  350 طفلاً و(62) أسيرة بينهن (21) أمّاً، و(8) قاصرات   و(500) معتقل إداري و(1800) مريض بينهم (700) بحاجة إلى تدخّل عِلاجي عاجل منهم 30 أسيراً مصاباً بالسرطان  ، والشلل النصفي، والفشل الكلوي… الخ، 37 منهم في حالة الخطر الشديد،  وخريطة هؤلاء الأسرى كالتالي: 400 أسيراً من قطاع غزّة -700 أسير من القدس وأراضي الـ48 – 5900 أسير من الضفة الغربية المحتلة أما الأسرى الإداريون فقد ارتفع عددهم في الشهور الأخيرة وفقاً للمصادر الفلسطينية  إلى : 500 معتقل إداري.أما شهداء الحركة الأسيرة فبلغ  217 أسيراً فلسطينياً منذ العام 1967 حتى نهاية عام 2018، منهم 75 استشهدوا نتيجة القتل العمد، و7 نتيجة إطلاق النار عليهم مباشرة، و62 نتيجة الإهمال الطبي، و73 نتيجة التعذيب . وفي سياق التأريخ لدور الأسرى العرب في مسيرة الصراع  يشير رياض الأشقر – وهو الناطق باسم مركز أسرى فلسطين –   إلى أن دماء الأسرى العرب اختلطت بدماء الأسرى الفلسطينيين حيث ارتقى عدد منهم شهداء خلال مسيرة الحركة الأسيرة، بينهم الأسير المصري “حسن السواركة” من العريش والذي ارتقى في سجن عسقلان نتيجة التعذيب في عام 1972، كذلك الأسير السوري “عمر شلبي” الذي سقط في سجن عسقلان نتيجة التعذيب بينما ارتقى بعد التحرّر الأسير “سيطان الولي”  من الجولان، نتيجة الأمراض التي أصيب بها في سجون الاحتلال، والأسير المُحرّر ” هايل أبو زيد”  الذي عانى من مرض السرطان خلال فترة اعتقاله وأضاف الأشقر إن من بين الأسرى العرب الذين يقضون أحكام بالسجن المؤبّد مدى الحياة ، منهم الأسير  الأردني ” مرعي صبح أبو سعيدة ” ومحكوم بالسجن المؤبّد 11 مرة ، ومُعتقل منذ عام 2004 ، والأسير الأردني “منير عبد الله  مرعي” 5 مؤبّدات، والأسير الأردني ” هشام أحمد كعبي” 4 مؤبّدات” .ويعاني الأسرى داخل سجون الاحتلال من أبشع الانتهاكات، سواء من خلال إدارة مصلحة السجون، أو من خلال سياسة الاحتلال. والقوانين التي تقدم في الكنيست ضدهم، وضد عائلاتهم، تهدف إلى المزيد من التنكيل بهم والتضييق عليهم.  إن الأسرى الفلسطينيين ما زالوا متمسكين بالأمل، فهم أصحاب ظاهرة سفراء الحرية، “النطف المهربة”، الذي هو في حقيقة الأمر ابتكار جديد لصناعة الحياة من داخل زنازين الموت، حيث يؤكدون على حقهم في الحياة وممارسة حقوقهم المشروعة والمكفولة على أكمل وجه من خلال المبادرة إلى بناء أسرة كريمة لهم خارج الأسر. وقد وصل عدد أطفال “النطف المهربة” من داخل سجون الاحتلال خلال نهاية 2018 الى 68 طفلا بينهم “17” طفلا أنجبوا خلال 2017، وكان آخرهم ابن الأسير سائد صلاح من جنين والمحكوم بالسجن 27 عاما. وتتعرض الأسيرات الفلسطينيات، منذ لحظة اعتقالهن على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي للضرب والإهانة والسب والشتم؛ حيث تمارس بحقهن كافة أساليب التعذيب، سواء النفسية منها أو الجسدية، كالضرب والحرمان من النوم والشبح لساعات طويلة، والترهيب والترويع  و تستمر عمليات الضغط والترهيب بحقهن حتى بعد انتهاء فترة التحقيق، وانتقالهن من أقبية التحقيق إلى غرف التوقيف؛ حيث تسعى سلطات السجن جاهدة إلى ابتكار السبل لإذلالهن وقمعهن والمساس بكرامتهن من خلال اقتحام غرفه…

 يوم الارض ما هو ولماذا ؟؟
د.سالم حسين سرية  :اكاديمي وكاتب(فلسطين)
عندما يذكر يوم الارض يتبادر للذهن انه يوم الارض العالمي (22نيسان) المتعلق بالحفاظ على البيئه .ولكنه في الحقيقه يوم اخر ومناسبة فلسطينيه جليلة وفي تاريخ اخر انه يوم الارض الفلسطيني .
انه يوم اعلان الاضراب العام يوم30 اذار من عام 1976 حيث اقدم العدو الصهيوني على مصادرة نحو21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل ومنها عرابة، سخنين، دير حنا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات الصهيونية في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب. وفي هذا اليوم أضربت مدن وقرى الجليل والمثلث إضراباً عاماً، وحاول العدو كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين وجيش الاحتلال ، وكانت أعنف الصدامات في قرى سخنين وعرابة وديرحنا. ,وقد بلغت حصيلة أحداث يوم الأرض ستة من الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى أرض الوطن وسقطوا دفاعاً عن حقهم وأرضهم . علماً بأن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 48-72 أكثر من مليون دونم من أراض القرى العربية في الجليل والمثلث إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) قد تم تخصيصها للمستوطنات الصهيونية .ومسلسل قضم الاراضي لا زال يتواصل لبناء المزيد من المستوطنات ووصل عدد المستوطنين في الضفه الغربية الى اكثر من نصف مليون مستوطن .
اذن يوم 30 اذار من كل عام اصبح ذكرى واستذكار ليوم الارض يوم انتفض شعبنا في مناطق ال48 دفاعا عن الارض  .فهي ذكرى يتم احيائها كل عام داخل الوطن المغتصب وفي الشتات بالمسيرات والفعاليات الاعلاميه والفنيه .كما انها استذكار متجدد لمعنى الانتماء للارض والتضحية من اجلها .هذا الانتماء الذي مسخ مفهومه  ند بعض المتأسلمين واعتبره انتماء للجغرافيا بينما هو انتماء للحضارة وللتاريخ وللجغرافيا.فالصلة التي تربط الانسان بوطنه تشبه صلة الانسان بوالديه فهل هذه الصله يمكن تلخيصها بكلمات !!!!!   انها صله نفسيه وروحيه عدا عن كونها صله بيولوجيه .فصلة الانسان بارضه لها ابعادها الزمانيه والمكانيه والروحيه والحضارية والتاريخية وهو ارتباط شائك ومعقد ومتعدد الابعاد وليس ارتباط مكاني وجغرافي كما يدعي بعض اقطاب الاسلام السياسي. والدليل على زيف ادعائهم هذا سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، يعز عليه ترك مكة حينما هاجر منها فنظر إليها نظرة المحب المشتاق وقال مودعاً : “والله إنك لخير أرض الله، وأحبُ أرض الله إلي ولولا أني أُخرجتُ منك ما خرجت” (رواه الترمذي). وعن ابن عباس قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: “ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك” (رواه الترمذي)وهذا الإمام الشافعي رحمه الله يذكر موطنه غزة ويشتاق إليها:
واني لمشتاق إلى أرض غزة وإن خانني بعد التفرق كتماني
سقى الله أرضاً لو ظفرت بها كحلت بها من شدة الشوق أجفاني
اذن يدعونا الاسلام الحنيف الى حب الوطن والتضحيه من اجله . انه شعور غريزي في النفس الانسانيه .فالارض هي محور الصراع ولا بديل عن ثرى فلسطين الطاهر في اي بقعة في العالم .فمنها اسرى الرسول العربي الكريم (عليه الصلاة والسلام ) وتضم في حناياها سيدنا المسيح ومراقد الانبياء وكل المقدسات,وتبقى الارض عنوان الكرامة العربية التي تنتهك كل يوم وعلى ارضها يتقرر المصير العربي بمجمله .فالارض هي الام وهي الاب ولا خيار للانسان باستبدال امه وابيه.
ان الشعب العربي الفلسطيني وهو يستذكر يوم الارض الفلسطيني فانه يستذكر كل شبر عربي سلخ من جسم الامه العربيه  ويدعوا الى تحريرها فقدسية الارض واحدة وان اختلف لون الاحتلال وتبريراته..

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *