الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
لا تتدخل فيما لا يعنيك
د. مروان محمد مشتهى
سلوك عقيم ، مراقبة الآخرين ، التدخل في خصوصيات الغير ، توجيه الأسئلة المحرجة بقصد إهانة الآخرين ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذا المقام(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
فنصف الراحة في عدم مراقبة الآخرين ،ونصف الأدب في عدم التدخل فيما لا يعنيك ،ونصف الحكمة في الصمت ،فتتبع أسرار الآخرين وأعمالهم وأرزاقهم وحركاتهم وسكناتهم سلوك ذميم و مرفوض يجب التخلص منه فوراُ.
يجب امتلاك فن التعامل مع مثل هؤلاء بكل حزم وقوة ،تخلص من تلك الفئة السلبية فوراً، فالشخص الذى يستفزك يستنزف طاقتك وأعصابك ، فعليك المحافظة على هدوئك قدر الإمكان، فكلما حافظت على هدوئك أكثر، حافظت على قوتك أكثر عند التعامل مع تلك الشخصيات السلبية المتطفلة ،فإذا ذهب الهدوء ذهبت طاقتك ووقعت في شرك هؤلاء.
هناك طريقة سهلة عند التعامل مع تلك الشخصيات المستفزة ،لا تركز معه عندما يحادثك ،لا تعطه الأهمية ،فكر فى أى موضوع أخر وهو يحاول أن يفرغ سمومه وسلبيته ، يمكنك استخدام الإيماءات المتذمرة ولغه الجسد التي توحي للمتدخل لأن يفهم أن تدخله مزعجاً وغير مرحب به، حاول أن تشغل نفسك بالهاتف المحمول أو النظر إلى شيئ آخر كعلاج للموقف.
في تلك الحالة ستنقلب المعادلة والحوار إلى صالحك فوراً ،سيثور عندما تسأله ماذا كنت تقول؟ أو عندما تعقب على كلامه بطريقة هادئة جداً ،أو أن تتكلم في موضوع مختلف تماماً.
لا تسمح لأحد أن يقترب منك بطريقة تجعله يتدخل في أدق تفاصيل حياتك ، فلكل منا مساحة خاصة يحتفظ بها لنفسه ولا يسمح لأحد أياً كان موقعه ومكانته من التدخل بها، ولنستعين علي قضاء حوائجنا بالسر والكتمان كما أخبر الرسول عليه السلام.
فاكتم عن الناس ذهبك وذهابك ومذهبك ، فتقع على عاتقك المسؤلية هنا عندما تتحدث عن مالك عند من لا مال له ،وعن صحتك وقوتك عند أصحاب الأمراض والأسقام ،وعن سعادتك عند أصحاب الحظ القليل من الدنيا.
يقول الشاعر في هذا السياق: فإذا أردت نجاحاً أو بلوغ مُننْ …فاكتم أمورك عن كل حافٍ ومنتعلٍ .
فمن حسن الخلق والأدب عدم التدخل في شئون الآخرين ،
ودع الخلق للخالق ،ولا تتصيد الأخطاء فكلنا عيوبٌ وللناس أعين وكلنا عيوب وللناس ألسنُ .
