الرئيسية / الآراء والمقالات / سامي ابراهيم فودة يكتب : رحيل ايقونة الاسير الاول للثورة الفلسطينية

سامي ابراهيم فودة يكتب : رحيل ايقونة الاسير الاول للثورة الفلسطينية

سامي-إبراهيم-فودة

رحيل القائد والمناضل الوطني الكبير اللواء المتقاعد محمود بكر حجازي
(1936م-2021م)
بقلم:- سامي ابراهيم فودة
قال تعالى: “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا “صدق الله العظيم
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن وفدائي من مغاوير الثور الفلسطينية وأحد القامات الوطنية الفلسطينية الباسقة المناضل الكبير/ محمود بكر حجازي “أبو بكر” من أوائل طلائع الفدائيين الأحرار والأسير الأول من أبناء الثورة الفلسطينية المعاصرة وعضو المجلس الاستشاري لحركة فتح والذي شهدت له ساحات العمل النضالي بالتضحية والفداء في القدس ولبنان واليمن وغيرها,
بعد مسيرة حافلة من التضحيات والنضال ترجل القائد الفتحاوي أحد القيادات المتقدمة في حركة فتح المناضل محمود بكر حجازي والذي يعد في رحيلة خسارة كبيرة لفلسطين والذي افته المنية بعد صراع مع المرض عصر مساء يوم الاثنين الموافق 22/3/2021م عن عمر يناهز 85عاما ، قضاها مقاتلًا في صفوف الثورة الفلسطينية،

163765707_239858137845114_7367135663923975049_n
ولد المرحوم القائد المناضل الوطني الكبير/ محمود بكر حجازي “أبو بكر” في مدينة القدس عام 1936م عاش وترعرع في شوارعها وأزقتها وحاراتها ولازال له عائلة عريقة تعيش فيها حتى الآن ومنذ عودته إلى أرض الوطن لم يستطع الوصول إليهم أو العيش معهم للأسباب أمنية من طرف سلطات الاحتلال الصهيوني,
نشأ محمود بكر حجازي في كنف أسرة فلسطينية مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وكان شاهد بأم عينة على النكبة التي حلت بشعبنا الفلسطيني عام 1948م وشردت عائلته كباقي العائلات الفلسطينية تحت تهديد السلاح واجرام العصابات الصهيونية فهو متزوج وأب وله من الأبناء ثلاثة ذكور وثلاث من الإناث وهم / بكر-عمار- أنس- نيبال- لبنى- لانا .
محطات مضيئة في حياة القائد المناضل والأسير المحرر/ محمود بكر حجازي
التحق القائد المناضل الوطني الكبير/ محمود بكر حجازي بالجيش العربي الأردني في خمسينيات القرن الماضي وكان برتبة شاويش ومن ثم ترك الجيش وعمل عام 1960م في شركة ألمانية تدعى (زيبلين) حيث قضى حياته متنقلا ما بين القدس والعقبة.
التحق القائد المناضل / محمود بكر حجازي عام 1963م بتنظيم حركة فتح مبكرا قبل الانطلاقة ، حيث كلف بعد الانطلاقة بالقيام بتنفيذ عملية فدائية وهي تفجير أحد الجسور قرب بلدة بيت جبريل في أرضنا المحتلة عام 1948م وذلك بتاريخ 17/1/1965م أي بعد تنفيذ عملية نفق عيلبون ، حيث اشتبك هو ومجموعة مع قوات الجيش الإسرائيلي وقام بتأمين انسحاب أعضاء المجموعة الخمسة ، حيث أصيب هو بجراح وأعتقل على اثرها وتم اقتياده للتحقيق داخل أحد المواقع العسكرية الصهيونية.
تعرض المناضل ابو بكر لتعذيب ممنهج وضغوط نفسية كبيرة من أجل أن يعترف بمعلومات عن رفاقه في العملية ، إلا أنه ظل صامدا في التحقيق وحكم عليه بالإعدام أولا وتم استئناف الحكم ، حيث سقط حكم الاعدام وبقي في السجن لمدة ست سنوات وتم الافراج عنه يوم 28/2/1971م خلال عملية تبادل أسير على يد المقاومة الفلسطينية وهو الأسير الإسرائيلي (شموئيل فايزر) الذي كان قد أسر في عملية الحزام الأخضر. وجرت عملية التبادل في رأس الناقورة جنوبي لبنان بواسطة الصليب الأحمر الدولي.
بعد الإفراج عن القائد المناضل الاسير المحرر/ محمود بكر حجازي التحق بمؤسسة صامد في بيروت حيث عين مسؤولا عن معامل الانتاج والمشاغل في برج البراجنة وخلال الحرب الاهلية التي عصف بلبنان دافع عن وجود شعبنا في المخيمات الفلسطينية وشارك في التصدي للاجتياح.
انتقل القائد المناضل محمود بكر حجازي مع القوات التي غادرت بيروت عام 1982م اثر اجتياح لبنان من قبل القوات الاسرائيلية إلى اليمن ضمن قوات شهداء صبرا وشتيلا.
عين القائد المناضل محمود بكر حجازي في مؤتمرات حركة فتح الرابع عام 1980م في دمشق والخامس عام 1989م في تونس والسادس عام 2009م في بيت لحم والسابع عام 2016م في رام الله.
عاد القائد المناضل محمود بكر حجازي مع قوات شهداء صبرا وشاتيلا إلى أرض الوطن عام 1994م والتي تمركزت في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة ، حيث عين مسؤولا للعلاقات العامة في القوات.
أصبح عضوا في المجلس الاستشاري لحركة فتح.
انتخب القائد المناضل/ محمود بكر حجازي عضوا في المجلس الثوري للحركة خلال انعقاد المؤتمر السادس عام 2009م في مدينة بيت لحم
بعد انتهاء كرنفال المؤتمر السابع عام 2016م منح من السيد الرئيس/ محمود عباس أبو مازن وسام نجمة الشرف العسكري.
تقاعد القائد المناضل/ محمود بكر حجازي عام 2005م وانتقل للإقامة في مدينة رام الله.
نظرة الوداع الأخيرة ..
على رحيل الشهيد” القائد المناضل اللواء المتقاعد /محمود بكر حجازي
شيع جثمان المناضل الوطني الكبير اللواء/ أبوبكر حجازي بجنازة عسكرية في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله بمشاركة السيد الرئيس/ محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية وعدد من المسؤولين، والشخصيات القيادية في منظمة التحرير، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، وأفراد عائلته واصطف حرس الشرف أثناء وصول جثمان المناضل حجازي إلى مقر الرئاسة، وحمل نعشه على أكتاف الجنود، مرورا أمام ثلة من حرس الشرف، وعزف النشيد الوطني الفلسطيني وموسيقى جنائزية وألقى الرئيس والمشاركون نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه، ووضع على نعشه اكليلا من الزهور,حيث تم قراءة الفاتحة على روحه الطاهر ، ومن ثم نقل ليوارى الثرى في مأواه الأخير بمقبرة البيرة الجديدة.
نعى الرئيس محمود عباس أبو مازن إلى شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات وإلى الأمتين العربية والإسلامية، وإلى أحرار العالم، القائد الوطني الكبير، أحد قيادات حركة “فتح” المناضل محمود بكر حجازي
اللهم ارحم الشهيد المناضل اللواء المتقاعد محمود بكر حجازي واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً…

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *