الرئيسية / الآراء والمقالات / د. عبدالرحيم جاموس يكتب / حركة فتح تمثل الماضي والحاضر والمستقبل الفلسطيني..!

د. عبدالرحيم جاموس يكتب / حركة فتح تمثل الماضي والحاضر والمستقبل الفلسطيني..!

6666
حركة فتح تمثل الماضي والحاضر والمستقبل الفلسطيني..!
بقلم د. عبدالرحيم جاموس
 
جريدة الصباح الفلسطينية
 
 
 
 
 
تلك هي حقيقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من لم يدرك هذة الحقيقة يخطأ دائما في توصيف الواقع الفلسطيني ، منذ ان إنطلقت حركة فتح في الأول من يناير من عام 1965م كانت التعبير الأمثل عن الوطنية الفلسطينية بكل ابعادها القومية والدينية والإنسانية ، نعم لقد صاغت نفسها كفكرة ثورية وطنية قومية وانسانية عبقرية كل من نافسها وجد نفسه في نهاية المطاف في خنادق الآخرين ولم يستطيع الإستمرار في تحديها و الصمود امامها لكنه قد يخلق لها بعض الصعوبات والمشاكسات والمعاكسات في محاولة منه للنيل من وهجها او بريقها او حتى العمل على اضعافها على امل ان يصادر بعض من دورها في القيادة والريادة او حتى في تقديم الأفضل من حنكتها ودرايتها وسياستها وحتى الحلول في مكانها في قيادة الشعب الفلسطيني ، لكن الفشل كان حليف كل اولئك ولم يجدوا في نهاية المطاف سوى مظلة فتح ليستظلوا بها ويسلموا لها بمكانتها وبدورها النضالي الريادي القيادي والعمل و والدوران في فلكها النضالي والسياسي .
رغم كل ما تعرضت له حركة فتح عبر مسيرتها من تحديات عظام وجسام من قبل العدو اولا ومن دول اقليمية ودولية وقوى سياسية ذات امتدادات اقليمية او دولية عابرة للدول وللقارات ، لكن فتح بقيت صامدة في وجه كل العواصف وكل الاعاصير السياسية والتغيرات والتبدلات في مواقف وتحالفات الكثير من الآخرين الذين سعوا على مدار عقود للنيل منها ومن مكانتها وقدرتها ، لتثب حركة فتح انها حركة الشعب الفلسطيني الأكثر تعبيرا وانسجاما مع تطلعات شعبها الفلسطيني الصامد في الوطن و في خارجه على امتداد كوكب الأرض …
هذا لا يعني ان اوضاع فتح الداخلية كانت هادئة دائما وتخلو من من التنافس والحراك … بل العكس تماما كانت هي اقرب الى الحركة الدؤوبة والحراك والتنافس الداخلي من اي تنظيم سياسي آخر قد حاول ان يوازيها او ينافسها في العمل والكفاح والعطاء ، تلك ميزتها الديناميكة الحركية النابعة من طبيعة فكرتها الوطنية العبقرية وامتداداتها القومية والإنسانية ، ومن طبيعة تكوينها المتنوعة والمتعددة ثقافيا وسياسيا على قاعدة من الوحدة الوطنية الصلبة ، الشيء الذي فرض في داخلها نهجا حراكا ونهجا ديمقراطيا فريدا قلما تجده في داخل اي حركة سياسية فلسطينية اخرى او غيرها ، ذلك ما اعطى لها افقا واسعا ومنحها قدرة سياسية ابداعية فريدة في صياغة السياسات والبرامج النضالية الأكثر توافقا مع اهداف ومتطلبات واحتياجات نضال الشعب الفلسطيني ومتطلبات قضيته العادلة والعمل المستمر على انتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية لكن ليس بالضربة القاضية كما يتوهم البعض وإنما بالنقاط نقطة تلوَ اخرى لتمهر بكفاحها جملة الإنجازات الوطنية الفلسطينية مهما صغرت ، في سياق رؤيا كفاحية طويلة النفس تعكس فلسفتها الثورية في ديمومة الإشتباك مع العدو الرئيسي وتقديم التناقض معه على كافة التناقضات الثانوية الأخرى التي تعترض مسيرة كفاحها الطويل المعتمدة على اسلوب كفاح حرب الشعب الطويلة الأمد بمختلف الوسائل الممكنة لتحقيق اهدافها الإستراتيجية .
لقد مرت حركة فتح في منعطفات ومنحنيات وتحديات عديد عبر مسيرتها الكفاحية وعبرت منها دائما وهي اكثر اصرارا على التمسك بنهجها وسياساتها واكثر تمسكا بأهدافها الوطنية سواء منها المرحلية او الإستراتيجية ..وبقيت الصورة واضحة امامها كما بقيت شبكة اصدقاءها متماسكة وقوية تمكنها من مواجهة العدو الرئيسي وشبكة تحالفاته الظاهرة والمستمرة .
لقد تعرضت حركة فتح لثلاثة عشر محاولة انشقاقية عبر مسيرتها الطويلة وتعرضت لهزات عديدة ، فتساقط من تساقط من صفوفها ، ذلك بفعل قوى اقليمية ودولية او نتيجة لسوء قراءة من البعض في تقدير للواقع فلسطينيا وعربيا وللمشهد السياسي المحيط بها برمته… ، كل تلك الهزات والإنشقاقات والمحاولات قد باءت بالفشل الذريع و انتهت وآلت الى زوال… وبقيت حركة فتح تواصل نضالها وكفاحها وتثمر إنجازاتها الإنجاز تلو الإنجاز على طريق تجسيد الحلم الوطني الفلسطيني في العودة والحرية وتقرير المصير وبناء المستقبل الفلسطيني الذي انطلقت من اجله ، ففتح امس واليوم وغدا لايضيرها من عاداها او من تخلى عن السير في ركبها الوطني …فالدماء تتجدد في عروقها وشرايينها دائما وستبقي فكرتها الوطنية العبقرية الجامعة جاذبة ومحشدة لجماهيرها الفلسطينية والعربية على الدوام تمنحها الديمومة والإستمرار في نضالها وكفاحها .
قد يصعب على البعض فهم هذة الخصوصية التي تتمتع بها حركة فتح وهذا امر طبيعي ، لكن هذا البعض لن يرى في بدائلها المطروحة في ساحة الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني بديلا عنها ، كما جميع من تساقطوا من صفوفها او انسلخوا عنها يستمرون في اجترار ماضيهم في فتح ويستمدون من وهجه بعض الشعاع ليضفوا على انفسهم بعض المكانة والقوة والعزة التي فقدوها بمغادرة فتح .
لذا نقول ان فتح ستبقى هي الفكرة العبقرية التي تمثل خيار الماضي والحاضر والمستقبل الوطني الفلسطيني لشعبها ولن يتقدم عليها اي خيار آخر ، حتى يحقق الشعب الفلسطيني اهدافه الوطنية في العودة والحرية والإستقلال وبناء دولته الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس .
يرونه بعيدا ونراه قريبا وإنا لصادقون .
د. عبدالرحيم جاموس
 
الرياض15/03/2021 م
Pcommety@hotmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *