الرئيسية / الآراء والمقالات / احسان بدرة يكتب : القائمة المشتركة بين الرفض والقبول

احسان بدرة يكتب : القائمة المشتركة بين الرفض والقبول

64757621_2512533945426112_3461501760902791168_n
القائمة المشتركة بين الرفض والقبول
بقلم/ إحسان بدرة
 
منذ خمسة عشر عاما ونحن نعيش في مشهد تراجيدي تتوج بالانقسام ومعاناة وأوضاع كارثية في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تفتت فيهم الهوية الوطنية والمناطق الجغرافية حتى هذه اللحظة.
 
ورغم كل هذه الأوضاع تدور في الكواليس حديث عن قائمة مشتركة بين حركتي فتح وحماس وهذا الكلام من وجهة نظري ضرب من الخيال والاستهتار واستهبال وإن صح هذا الحديث فهذا يعتبر إنكار للمسؤولية التاريخية والأخلاقية وبل أكثر من ذلك التعدي على حرية الجماهير في اختيار المرشحين وإلغاء الحق والقرار الحر للمواطن في الاختيار الحر والقائمة المشتركة تعمق أزمة الفلسطينيين وتعمل على تعزيز الانقسام والانفصال سياسياً وجغرافيا وتشتيت الهوية الوطنية هي كذلك استخفاف في الرؤى السياسية أي باختصار طريقة ووسيلة للخروج من الأزمة بين فتح وحماس .
 
وهنا لا بد إيجاد بدلائل للخروج من المأزق السياسي الموجود من 15 سنة تكون بعيد عن نظام المحصاصة بين قطبي الوطن حل يشارك فيه الكل الفلسطيني يخرج من عباءة الانقسام وتكون نتائج الانتخابات الفيصل في تشكيل حكومة وطن من كل الطيف السياسي الناتج من صندوق الانتخابات أما مبدأ القائمة المشتركة فيها نوع من حرمان المواطن الاختيار الحر للفصيل الذي يريد انتخابه.
 
فيخيار القائمة لا يعبر عن المأزق الفلسطيني لذلك يجب الذهاب إلى خيار التنافس بين القوائم بين الأفكار والبرامج السياسية التي تلبي مطالب الوطن و المواطن بدلا من دمجها في قوائم هي بالأصل مأزومة وهي السبب في الأزمة القائمة.
 
ونحن نريد انتخابات ديمقراطية تكون وفق مبدأ التنافس في إطار المشروع الوطني من أجل التغيير الجاد وإشراك المواطنين في فرصة مسألة الحكومة والمحاسبة ليعرف كل طرف حجمه الحقيقي على الأرض ويتحمل وزر ما ارتكبه من أخطاء وخطايا بحق الوطن والمواطن.
 
وهنا فالقائمة المشتركة لم تعطي فتح ولا حماس النسبة الكبيرة من نتائج الانتخابات بل على العكس فسوف تضعهما في خصومة مع النصف الفلسطيني وإدارة اللعبة السياسية تصب في مصالحهما.
 
والدخول في قائمة مشتركة شكل من أشكال الإجباري في الاختيار وبنية النظام السياسي ويكون بمثابة قميص فصل على مقاس الطرفين وتحقيق نظرة فوقية لنصف المجتمع الفلسطيني.
 
هنا سؤال ما قيمة الانتخابات إن لم يكون فيها تنافس ؟
 
النتيجة استثمار في ضياع موارد مالية وهدر للوقت وفقدان مبدأ المحاسبة والمسألة عما حدث في الفترة الماضية و يكون لتمرير مزيد من الانقسام وفق تطبيق مبدأ التقاسم الوظيفي وتبيض صفحة الانقسام بالتالي فرض أمر واقع جديد والإفلات من المساءلة والمحاسبة على حقبة تاريخية لا يزال يدفع ثمنها عموم الفلسطينيين.
 
* ناشط سياسي واجتماعي تربوي

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *