بإنتظار تأسيس جبهة موحدة لمواجهة المشروع الايراني
سهى مازن القيسي
المشاهد الدموية و المفجعة التي تتکرر و بصور مأساوية
و کارثية في سوريا و العراق و اليمن بالقدر الذي باتت تهدد فيه الدول الاخرى في
المنطقة، ذلك إن هذه المشاهد
بإنتظار تأسيس جبهة موحدة لمواجهة المشروع الايراني
سهى مازن القيسي
المشاهد الدموية و المفجعة التي تتکرر و بصور مأساوية
و کارثية في سوريا و العراق و اليمن بالقدر الذي باتت تهدد فيه الدول الاخرى في
المنطقة، ذلك إن هذه المشاهد التي تنعدم فيها أبسط المعاني و القيم الانسانية،
يشارك و يساهم في صياغتها و صنعها المتطرفون الدينيون الذين هم مشحونون بفکر ظلامي
إجرامي إقصائي معادي للإنسانية و للتسامح و التعايش السلمي بين المکونات المختلفة
للشعوب، وهو فکر يسعى للتغطية على الفکر الاسلامي الوسطي المعتدل الذي هو أساس و
جوهر الاسلام الحقيقي و الواقعي.
موجات القتل و الاغتيالات و المجازر و
الابادات الانسانية بسبب عوامل و أهداف دينية و طائفية محضة، هي موجات لم يکن لها
من وجود خلال العصر الحديث ولم يکن هنالك من غلو و تطرف و حقد و کراهية على خلفية
العوامل و الاسباب الدينية و الطائفية قبل مجئ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية،
ذلك إن هذا النظام المخادع و المعادي للإنسانية و تحت يافطة مشبوهة إسمها"الصحوة
الاسلامية"، بدء بالنفخ في الافکار و التوجهات الظلامية المعادية للإنسانية و
قام بإنشاء شبکات واسعة من المتطرفين و الارهابيين مهمتهم هي بث الذعر و الخوف من
خلال ممارساتهم الارهابية و ذلك من أجل فرض النهج القمعي الاستبدادي الذي جاء به
نظام ولاية الفقيه.
مايجتاح المنطقة من عمليات تطهير و إبادة
و إنتقام، إنما هي في الحقيقة أبجديات منطق التطرف الديني الذي يحمل لواءه النظام القائم
في طهران و مايجري في حلب و المدن السورية الاخرى و اليمن، إنما يعکس تجسيد هذا المنطق
الدموي المعادي و المتعارض مع المنطق المتسامح للإسلام الواقعي وإن قادة إيران الذين يحلمون ببناء إمبراطورية دينية
مترامية على حساب شعوب المنطقة، يعلمون علم اليقين بأن شعوب المنطقة ترفض العودة
الى الوراء و تطمح بالتقدم و الرقي، ولهذا فإن هذا النظام ومن خلال الجماعات و
التنظيمات الظلامية الارهابية المجرمة يسعى لفرض نهجه على شعوب المنطقة.
إقامة جبهة بين القوى الوطنية لشعوب
المنطقة بالاضافة الى ممثلي الشعب الايراني و المتمثلين في المقاومة الايرانية، من
أجل مواجهة و مکافحة التطرف و الارهاب المصدر إليها من جانب خفافيش طهران، صار
ضرورة ملحة يجب التأکيد عليها دائما خصوصا وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية
مستمر في نهجه الاجرامي دونما إنقطاع و إن تجاهله و عدم التصدي له يعني السماح له
بأن يعيث في الارض فسادا و إفسادا و قتلا و دمارا بإسم التطرف الديني، وحري على
القوى الوطنية و التقدمية أن تفرض المنطق الانساني المتسامح الذي يٶمن بالتعايش
السلمي بمختلف أنواعه لأنه الطريق الوحيد لضمان السلام و الامن و الاستقرار في
المنطقة.