رجائي عبد الله الشطلي - إعلامي
مواجهة // توحدوا وتحاصصوا أو استقيلوا يرحمنا ويرحمكم الله
يبدوا أن سنوات الانقسام ، بكل ما حملته في طياتها من معاناة لأبناء شعبنا وتراجع لقضيتنا المركزية ، لم تكن كافية لفصائلنا وقيادتها ،كي يغلبوا المصلحة العليا للوطن علي مصالحهم الحزبية والشخصية الضيقة ، وهذا تجلي بوضوح مع فشل بل إفشال العملية الديمقراطية والتي كانت من المفترض أن تتم ، ربما لو تمت لأسست لمرحلة جديدة من العمل كشركاء في القرار والعمل ، كان يمكن أن يبني عليها وتنميتها ، فنظام التمثيل النسبي المعمول به في الانتخابات المحلية يعطي فرصة لمشاركة حزبية أوسع في دائرة صنع القرار في البلديات والمجالس المحلية ، وهذا أهم ما ميز هذا النظام الانتخابي ، ولكن يبدوا أن بعض الفصائل لم يرق لها ذلك ، فهي لا تؤمن بالشراكة بل وأدمنت الإقصاء .
كم تمنيت نجاح هذه الانتخابات ، والتي ستكون فيها الفصائل مجبرة علي العمل كشركاء شكلاً ومضموناً ، حينها سيتسنى لنا تقييم تجربة الشراكة ، هذا المفهوم العصري الغائب أو المغيب منذ زمن بفعل فاعل ، فان نجحت هذه التجربة ستعيد لنا الثقة بأنفسنا وبقضيتنا وبفصائلنا ، وستكون أنموذج نطبقه في كافة المجالات خدماتية كانت أم سياسية ،
طالما انه فشل أو بالا حري تم إفشاله ، هنا أتمني علي أبناء شعبنا ومثقفيه وفنانيه ومعلميه وأطباؤه وعماله ، بالضغط علي الفصائل وتشكيل رأي عام فاعل وضاغط من اجل تطبيقه الآن وقبل فوات الأوان ، فلا خيار أمامنا كفلسطينيين سوي أن نتحد ، وطالما أن الوحدة الوطنية باتت كسراب في صحراء قاحلة ، نبحث فيها وحولها ولكن دون جدوى ، وما أن نصل إلي نقطة ما ، لا نجد شيء ونبدأ بالبحث من جديد .
إذاً ما العمل ؟ وكيف الخروج من هذا الواقع ؟
لابد من تحرك شعبي واسع للمطالبة بالمحاصصة بين الفصائل ، بإجبارها علي الانضواء تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية ، بتوزيع المقاعد داخلها علي كافة الفصائل بالتساوي دون النظر إلي حجم الفصيل وكتله ، وكذلك بالمجلس الوطني الفلسطيني ، علي أن يتم عملية تدوير لرئاسة المنظمة والمجلس الوطني مرة كل عامين لكل فصيل ، وبهذا نضمن أن يجلسوا جميعاً تحت مظلة واحدة وعلي طاولة واحدة ، ليتخذوا قراراً واحداً ، سواء بالاتفاق أو التصويت ، وليعقدوا تحالفاتهم المختلفة للموافقة أو رفض أي قرار ، علي أن تلتزم جميع الفصائل بالقرارات حتى وإن كانت لا تتوائم مع مواقفها ، مع احتفاظ كل فصيل بحقه في إعلان موقفه المؤيد أو الرافض لأي قرار ، ولكن يبقي القرار ملزماً للجميع .
وإن كان هذا الطرح صعب التنفيذ بسبب تقاطعه مع بعض من لهم مصالح شخصية ومنافع حزبية ، وان كان فيه من السلبيات القليل ، ففيه من الايجابيات الكثير ، أهمها أن قرارنا سيكون واحد وموحد يجتمع عليه الجميع ،وفلسطيني بامتياز ، حينها سنتخلص من المزايدات والشعارات الوطنية الرنانة وبيع الوطنية وإلقاء التهم بالخيانة والعمالة جزافاً، حين نكون بعيدين عن صنع القرار ، ومدافعين شرسين حين نكون في مركز القرار .
توحدوا و تحاصصوا أو استقيلوا يرحمنا ويرحمكم الله