الإتفاق التركي الإسرائيلي و المفعول به
بقلم: ياسر الشرافي
منذ
عقود تطبق قاعدة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينجر في كيفية
التعامل مع الملفات الخارجية ، بأن تضع تلك الملفات الساخنة تحت اليد و يتم
إدارتها دون
الإتفاق التركي الإسرائيلي و المفعول به
بقلم: ياسر الشرافي
منذ
عقود تطبق قاعدة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينجر في كيفية
التعامل مع الملفات الخارجية ، بأن تضع تلك الملفات الساخنة تحت اليد و يتم
إدارتها دون الإقتراب قيد أُنملة من حلها ، حيث تصادر إرادة الشعوب
المقهورة إلى أبعد مدى ، حتى لو إقتربت تلك الملفات إلى مئة عام دون
الإستفادة منها ، حيث أصبحت هذه الإستراتيجية مسار لكثير من الدول ، في هذه
الأوقات تم وضع اللمسات الأخيرة لتتويج الإتفاق التركي الإسرائيلي ،
بإعادة العلاقات الدبلوماسية و الأمنية ، الإقتصادية و العسكرية إلى سابق
عهدها ، بعد أن إنقطعت تلك العلاقات بسب الإعتداء الإسرائيلي على سفينة
تركية كانت متوجهة إلى فلسطين بالتحديد لقطاع غزة ، لكسر الحصار المفروض
على على هذه البقعة الصغيرة ، فهذا الإتفاق بإستثنائه رفع الحصار عن غزة
شكل صدمة لبعض الفلسطنيين البسطاء ، الذين لا يعلمون عالم السياسة و
خباياها ، لأن علاقات الدول تُبنى على مصالح بعضها،و في أغلب الأوقات
تتجاوز المباديء و الأخلاق و الدين ، و تتطرق إلى مزيداً من الكذب و
النفاق ، حيث السياسة فنُ ممكن للحصول إلى ما تصبوا إليه تلك الدول ، يجب
أن تُمسك ببعض الملفات الساخنة ، فالقضية الفلسطينية منذ الإحتلال الصهيوني
لها كانت و مازالت تفتح شهية كثير من الأنظمة العربية و الإسلامية قبل
أمريكا و حتى إسرائيل نفسها، للتحرش بها و بل المتاجرة بها إلى أطول مدى
ممكن ، فهنا نتذكر الإتفاق الإيراني الأوروبي الأمريكي قبل عام ، و التي
كانت قضايا مثل حزب الله و قطاع غزة و اليمن لتحسين شروط إيران بالتفاوض،
لإغتنام أكبر فرصة في تأمين مصالحها الدولية و الأقليمية ، حتى دولة صغيرة
مثل قطر إستغلت القضية الفلسطينية في أسوء صورها ، حتى تنال تنظيم كأس
العالم لكرة القدم في عام 2022، و الآن يأتي دور تركيا لبسط موطن قدم في
فلسطين منذ غياب الخلافة العثمانية ، تحت شعارات مغلفة "الحرية لغزة و
الوفاء لفلسطين "، و ليست هناك اي ضيرُ اذا إختلطت دماء جزء من إخوتنا
الأتراك مع الدماء الفلسطينية على متن سفينة مرمرة ، من أجل سلب عقولنا و
قلوبنا و إعطاءنا بعض المال السياسي ، حتى نسبّح بحمدهم و نُغرق العباد و
البلاد بصورهم و سيرتهم العطرة ، و هذا لا يعيب تركيا أو أي لاعب سياسي على
الساحة الدولية ، بل يعيب من هو دائماً مفعول به ، لأن كل شعب من حقه أن
يفكر بمصالحه، و لكن نحن كفلسطينين أين نحن من مصالحنا ؟ ، لذلك وجب
الإطلاع على مرآتنا حتى نعرف حجم البأس الذي يسكننا ، و ما أقبح وجهونا
عندما نكون ذكور على بَعضُنَا ، و أقل من عاهرة لمن يختلي بها لليلة من أجل
جنيه أو شيكل أو دولار أو دينار أو على الدفتر!!!!