الفاشية في التطرف المذهبي
سعاد عزيز
التطرف هو التطرف سواءا کان
سنيا أم شيعيا، فالعبرة في مايتمخض عن تلك التنظيمات و الميليشيات التي تزعم إنها
تحمل السلاح دفاعا عن الاسلام و المسلمين
الفاشية في التطرف المذهبيسعاد عزيز
التطرف هو التطرف سواءا کان
سنيا أم شيعيا، فالعبرة في مايتمخض عن تلك التنظيمات و الميليشيات التي تزعم إنها
تحمل السلاح دفاعا عن الاسلام و المسلمين و ليس فيما تدعيه، وإن السعي لإسقاط طرف
و إعلاء آخر أو بتعبير آخر زکية و تنزيه طرف و رفض و إدانة طرف آخر في الوقت الذي
يلتزم کلاهما نفس النهج مع إختلاف التسميات و الانتماء الطائفي.
التنظيمات الارهابية
المتطرفة سنية کانت أم شيعية، والتي تدعي جميعها بأنها تدافع عن الاسلام و
المسلمين و تسعى لرفعة الدين و الذود عنه، فإننا نود أن نطرح سٶالا واضحا جدا وليس
هناك من أي لبس أو غموض فيه وهو: هل تضرر الاسلام و المسلمون و نالهم الضر و
الاساءة کما هو حالهم منذ ظهور التنظيمات و الميليشيات المتطرفة الارهابية؟ يقينا
إن الدور المسئ و الضار و السلبي الذي لعبته هذه التنظيمات و الميليشيات المتطرفة قد
تجاوز کل الحدود.
الملايين التي تهجر و تطرد و
تهيم على وجوهها في سوريا و العراق و اليمن، أليس کلهم مسلمين؟ الالاف التي صارت
طعما للأسماك في البحر المتوسط و غيره أو صاروا طعما للألغام، أليسوا مسلمين؟ من
الذي يجبرهم على الهروب بجلدهم و ترك کل شئ وراء ظهورهم؟ أليست التنظيمات و
الميليشيات المتطرفة السنية و الشيعية على حد سواء؟ أم إن البعض يحاول أن يقنعنا
بأن البعض لهم"صکوك غفران" أو"مفاتيح" لغرف في الفردوس الاعلى
الى جانب الحور العين؟!
مايدور في الفلوجة من مآسي و
مصائب يندى لها جبين المسلمين خاصة و الانسانية عامة، يثير الکثير من السخرية
الممزوجة بالالم، خصوصا عندما نجد تهافتا إيرانيا غريبا من نوعه للإنقضاض على
الفلوجة، وکأنها القدس التي ينادون منذ 36 عاما لتحريرها کذبا و زيفا و ضحکا على الذقون،
وعلى الرغم من کل الحيطة و الحذر المتبع هناك للإعتبار و الاستفادة
من"فضائح" مناطق محافظتي ديالى و صلاح الدين التي جرت بحق أهالي تلك
المنطقة و عدم تکرارها في الفلوجة و المناطق المحيطة بها، لکن لاينضح الاناء إلا
بالذي فيه، فمن يجري ضخ الحقد الطائفي في أغواره و إعداده على أساس المبدأ
الفاشي"مذهبك هو الاصح"، لايمکن أبدا أن يکون رسول سلام أو خير.
الحشد الشعبي الذي تطبل له
وسائل الاعلام الايرانية و من لف لفها، تکرر نفس ممارسات تنظيم داعش الارهابي بل و
حتى إنها تساهم في تکميل مشواره و منحه المبررات و المسوغات اللازمة للنفخ في أبواقه
الطائفية، بحيث إن الهوة و البون يزداد إتساعا بين أبناء الامة الاسلامية و
المستفيد الوحيد من ذلك هم أعداء الاسلام لکن المثير للسخرية إن طهران هي أکثر
إستفادة من أعداء الاسلام لإنها هي التي تٶجج و تغذي طاحونة الشر هذه.
suaadaziz@yahoo.com