
ذكرى استشهاد المقدم مجدي شفيق الأنصاري ( علي الزئبق )
بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 1/10/2015م
يعتبر الشهيد المقدم / مجدي الأنصاري أحد الأركان الأساسية لقوات الـ17
منذ تشكيلها في لبنان وحتى تاريخ استشهاده الواقع في 1/10/1985م خلال
الغارة الإسرائيلية على
ذكرى استشهاد المقدم
مجدي شفيق الأنصاري ( علي الزئبق ) بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 1/10/2015م
يعتبر الشهيد المقدم / مجدي الأنصاري أحد الأركان الأساسية لقوات الـ17
منذ تشكيلها في لبنان وحتى تاريخ استشهاده الواقع في 1/10/1985م خلال
الغارة الإسرائيلية على مقرات القيادة الفلسطينية في ضاحية حمام الشط
بالعاصمة التونسية.
مجدي شفيق الأنصاري من مواليد يافا عام 1943م، كان
والده يملك مدرسة خاصة بالمدينة، وعلى أثر النكبة التي حلت بالشعب
الفلسطيني وهجرته من أرضه قسراً، هاجرت أسرته إلى القاهرة عام 1948م
واستقروا في ضاحية مصر الجديدة، أنهى دراسته الأساسية والإعدادية في
القاهرة، ومن ثم التحق بالمدرسة الصناعية، بعد هزيمة حزيران عام 1967م انضم
إلى حركة فتح عن طريق إقليم القاهرة، والتحق بدورة الصاعقة التي عقدت في
مركز أنشاص، بعد انتهاء الدورة حضر إلى الأردن وفرز ليعمل في قوات المليشيا
في عمان، حيث عين نائباً للمسؤول العسكري وقتذاك فؤاد البيطار في جبل
عمان، بعدها نقل إلى الرصد الثوري عام 1969م وكان كادراً أساسياً في جهاز
الرصد، شارك في الدفاع عن الثورة الفلسطينية خلال أحداث أيلول الأسود عام
1970م، بعدها غادر إلى لبنان حيث تم تعيينه من قبل الشهيد/ أبو حسن سلامة
مسؤولاً عن ضباط أمن السفارات في قوات الـ17، بالإضافة إلى عمله الخاص ضمن
العمليات الخارجية حيث قام بالعديد من العمليات الناجحة في تلك الفترة،
وعرف بمطاردته لرجال الموساد الإسرائيلي حيث انطلق يطاردهم ويوقعهم في
شراكه دون أن يستطيعوا مسه أو حتى تحديد مكان إقامته، وكان بالنسبة للعدو
شبحاً لا أحد يدري متى يظهر، ولا متى يختفي.
في بيروت كان على رأس
كوادر القوة "17" المخصصة لحراسة الأخ / أبو عمار حيث كان يلازمه مع بقية
الشباب يحرسه بالقلب والعين، وكان في بيروت يعتبره الأخ أبو الطيب ساعده
الأيمن وكظل له طيلة مراحل النضال السابقة، وذلك بعد استشهاد القائد/ أبو
حسن سلامة.
شارك مجدي الأنصاري ( علي الزئبق ) في معركة الصمود والتصدي
في بيروت خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م، حيث كان ركن عمليات
في غرفة عمليات
قوات الـ17.
بعد مغادرة قوات منظمة التحرير
الفلسطينية العاصمة اللبنانية بيروت عام 1982م، أعيد مجدي الأنصاري إلى
مقره السابق في العاصمة اليونانية أثينا، بعدها تم استدعاءه للحضور إلى
تونس، حيث كلف بتسلم مقرات قوات الـ17، وعمل تحت إمرة العقيد/ أبو الطيب
قائد القوة "17" آنذاك.
صبحية يوم الثلاثاء الموافق 1/10/1985م، كان
مجدي الأنصاري يقوم بتجهيز قاعة الاجتماعات استعداداً لقدوم الأخ/ أبو عمار
لرئاسة اجتماع مجلس عسكري في حمام الشط أحد ضواحي العاصمة التونسية، لكن
للأسف كان موعده مع القدر والشهاده، حيث قامت الطائرات الإسرائيلية بشن
غارة جوية عنيفة على مقر الأخ/ أبو عمار، ورئاسة الأركان ومقر القوة "17"
في حمام الشط والذي يبعد عن العاصمة التونسية 42كم، استشهد على أثر الغارة
أكثر من ثمانون شهيداً فلسطينياً وتونسياً، وكذلك جرح أكثر من مائة وسبعون
جريحاً من الطرفين وكان من بين الشهداء العديد من كبار الضباط وكوادر قوات
الـ 17 ومنهم المقدم/ مجدي الأنصاري ( علي الزئبق ) ومفيد المصري، وأبو
جورج وأبو محمد الداية والمقدم/ شكيب ( فهيم عازم) والمقدم/ شاستري
والمقدم/نور والرائد/ جميل أبو غوش والنقيب/ بسام شحرور وشهداء آخرين.
أصيب المقدم / مجدي شفيق الأنصاري من جراء قصف الطيران بقذائفه المدمرة
والحارقة، فسقط شهيداً مع كوكبة من الشهداء ودفن مع رفاق دربه في تونس
بمقبرة شهداء الثورة الفلسطينية، حيث شارك الأخ/ أبو عمار والأخ/ أبو إياد
وعدد كبير من القادة الفلسطينيين والقادة التونسيين وأجهزة الثورة
الفلسطينية المتواجدة على التراب التونسي وعدد كبير من الصحفيين العرب
والأجانب في وداع الشهداء الأبطال الذين استشهدوا في تلك الغارة.
لقد لقيت تلك الغارة الإسرائيلية على مقرات م.ت.ف، في تونس استنكاراً وشجباً عالمياً.
بعد مرور ثلاثون عاماً على تلك الغارة ما زالت مقبرة شهداء الثورة
الفلسطينية في حمام الشط التي يرقد فيها جثامين شهداء فلسطين، تحرس قبورهم
ثلة صغيرة وأعين أهل المنطقة الذين لازالوا يتذكرون بعض الشهداء وبعض
الأحياء، وما زالوا يحملون هم فلسطين وشعبها في قلوبهم وعقولهم ووجدانهم
حيث امتزج الدم الفلسطيني بالدم التونسي على أرض تونس الخضراء. رحم الله الشهيد البطل المقدم/ مجدي شفيق الأنصاري وجميع شهدئنا الأبرار واسكنهم فسيح جناته..