العنف الذي يضرب مجتمعنا ..!!
شاكر فريد حسن
هذه
ليست المرة الأولى التي أتطرق فيها لظاهرة العنف المستشري والمتغلغل في جسد
مجتمعنا العربي الفلسطيني في هذه البلاد ، فقد وتطرقت إليها في كتاباتي من
قبل ، وحذرت من انتشارها لأن لها آثار ضارة ،
العنف الذي يضرب مجتمعنا ..!!
شاكر فريد حسن
هذه
ليست المرة الأولى التي أتطرق فيها لظاهرة العنف المستشري والمتغلغل في جسد
مجتمعنا العربي الفلسطيني في هذه البلاد ، فقد وتطرقت إليها في كتاباتي من
قبل ، وحذرت من انتشارها لأن لها آثار ضارة ، وانعكاسات كثيرة وخطيرة على
مستقبلنا ، وسوف تحرق الأخضر واليابس .
لا يختلف اثنان على أن العنف في
ازدياد ، وبات وباء مستفحلاً وظاهرة مقلقة ومثيرة للجدل ، ولا يكاد يمر
أسبوع أو شهر دون عمليات قتل يذهب ضحيتها شباب في ربيع العمر . فهنالك عنف
في البيوت والمدارس والشوارع والمصانع وأماكن العمل وداخل المؤسسات
التربوية والتعليمية ، وآخرها اعتداء من قبل طلاب على معلمة في مدرسة عرعرة
الإعدادية في المثلث الشمالي .
إن بواعث ودوافع موجات العنف التي
تجتاح مجتمعنا وتنخر هيكله في الأعوام الأخيرة تعود لأسباب وعوامل كثيرة ،
منها الوضع السياسي ، والأوضاع الاقتصادية ، وحالات الفقر والفاقة والبطالة
التي بدورها تعكس آثاراً نفسية في أعماق الأفراد . هذا بالإضافة إلى
الفجوات الاجتماعية والفوارق الطبقية ، وتبدل المفاهيم ، وتفكك البنى
التقليدية ، والمتغيرات الحاصلة في مجتمعنا بفعل ثقافة العولمة والثقافة
الاستهلاكية ، عدا عن الضغوطات التي يعيشها المواطن في الحياة اليومية ،
وإغراءات الحياة العصرية ومتطلباتها ، وسطوة المادة وتوغلها في الإنسان .
وكذلك سوء التربية والتنشئة الاجتماعية وتراجع القيم وانهيار الأخلاق
والابتعاد عن التعاليم الدينية الأصيلة والحقيقية .
لا يوجد حلول سحرية
للعنف ، فلا العرائض ولا المؤتمرات ولا بيانات الاستنكار تقضي على هذا
الطاعون الفتاك ، لكن باستطاعتنا الحد منه بوضع خطة كاملة وشاملة قابلة
للتنفيذ من قبل السلطات المحلية والمؤسسات التربوية والقوى النشيطة
والفاعلة بهدف مواجهة سرطان العنف الدموي الذي يضرب ويفتك بمجتمعنا ،
وأيضاً بالتنشئة الاجتماعية الصحيحة للنشء الجديد في البيوت والمعاهد
التعليمية ، وتعميق روح التسامح والمحبة ، وإشاعة ثقافة الحوار ومبدأ
الديمقراطية واحترام الرأي الآخر ، وبناء مراكز ثقافية وتربوية في قرانا
لجذب الشباب وتخليصهم من الفراغ القاتل ، الذي يشكل مرتعاً خصباً للجريمة
والعنف والمخدرات .
وأخيراً ، من واجب جميع القوى والمؤسسات التكاتف
والعمل من أجل تطهير مجتمعنا وتخليصه من كل الظواهر السلبية التي تعتريه ،
والعمل على إرساء مجتمع ديمقراطي سليم ومعافى ، وبناء جيل جديد قادر على
التحدي ومواجهة تحديات العصر والسير على الطريق الصحيح والدرب المستقيم .