طلال قديح : إعادة الإعمار.. ضربٌ من الخيال أم دربٌ من الرمال..؟!!
التاريخ: الجمعة 19 ديسمبر 2014
الموضوع: قضايا وآراء


إعادة الإعمار.. ضربٌ من الخيال أم دربٌ من الرمال..؟!!

  طلال قديح  *  ظلت عبر تاريخها الطويل الممتد حقباً متعاقبة، مطمعاً للغزاة ، وميداناً للحروب..ولا نغالي بقولنا: إنها المدينة الأشهر التي تعرضت لهذا الكم الهائل من المعارك والغزوات، 


إعادة الإعمار.. ضربٌ من الخيال أم دربٌ من الرمال..؟!!

  طلال قديح  *  ظلت عبر تاريخها الطويل الممتد حقباً متعاقبة، مطمعاً للغزاة ، وميداناً للحروب..ولا نغالي بقولنا: إنها المدينة الأشهر التي تعرضت لهذا الكم الهائل من المعارك والغزوات، وسجلت أعظم البطولات وقدمت أغلى التضحيات.    لم تكن في أي يوم عبر تاريخها المشرق إلا عصية على الغزاة، لا تلين ولا تستكين، بل تزداد قوة وتمسكاً بالحق وتجذراً بالأرض المضمخ ترابها بدماء الأبطال الذين يشهد لهم التاريخ بعظمة المواقف وصدق الانتماء، ووفرة العطاء.   إنها غزة هاشم التي أنجبت أشهر العلماء والأدباء والأبطال العظماء الذين سارت بذكرهم الركبان في كل زمان ومكان. وحُق لأبنائها بل للعرب جميعاً بل للمسلمين وكل أحرار العالم، حُق لهؤلاء جميعاً أن يفخروا ويعتزوا بها، فقد أصبحت لاسيما بعد الحرب الأخيرة أنموذجاً يحتذى لمن أراد العزة والحرية والكرامة ومقاومة الغزاة. لقد حطمت غزة كل أساطير العدو، وكشفت مدى زيفه الذي خدع  حلفاءه ومؤيديه.    إن الحرب الأخيرة التي ابتليت بها غزة، كانت مدمرة إلى الحد الذي أجبر المحللين الاستراتيجيين للقول بأن ما ألقي على غزة من أسلحة يعادل أكثر من قنبلة نووية؟   فكان هذا الدمار الذي حول غزة إلى كتلة هائلة وغير مسبوقة من الدمار..إنها مناظر مرعبة تقشعر لها الأبدان ويشيب لها الولدان. وما زاد الطين بلة وما عمق الجرح أكثر، ما تعانيه غزة من حصار خانق جعل منها سجناً كبيرا، وعزلها عن محيطها العربي والعالم الخارجي ، ويتعذر الدخول إليها والخروج منها، مهما كانت الاسباب.    وبعد تفاقم الأوضاع،  تداعى المجتمع الدولي لعقد اجتماعات ومؤتمرات لتقديم العون إلى قطاع غزة المنكوب وإعادة إعماره ليعود صالحا للحياة فيه.. وسمعنا بمليارات الدولارات المشفوعة بمخططات للبناء؟    ولكن الأمم المتحدة عودتنا أن تكون قراراتها بشأن فلسطين هي مجرد حبر على ورق ، ليس إلا..لم نعرف أبداً قراراً واحداً قد أخذ طريقه للتنفيذ ، أما القرارات التي تخدم إسرائيل وترضيها فهذه لا مجال فيها للجدل أو النقاش، والعرب يُرغمون على تنقيذها والعمل بمقتضاها..وهذه سياسة الغاب.. أليس كذلك؟؟    ولكن وتماشياً مع النهج الدولي المألوف..  ومع كل هذا فلم يبدأ الإعمار بل ظل الوضع يراوح مكانه، بينما تزداد معاناة الفلسطينيين وتتضاعف مع بدء فصل الشتاء بينما هم يعيشون في العراء ، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وترتفع الأكف بالدعاء أن يعينهم الله  لتجاوز هذا البلاء، وأن يعودوا للعيش في وطن ينعم بالسلام والرخاء.   ومع هذه المناظر المرعبة التي لا تفارق أبصارهم لحظة واحدة.. تلال من الأنقاض وجبال من الركام وخراب طال كل شبر – ومع ذلك كله لم ييأس الغزيون ، ولم يفقدوا الأمل ، بل وطدوا العزم على مضاعفة العمل، والانطلاق قدما بعزيمة قوية وإرادة حديدية على إعادة البناء مهما كانت المعوقات  والصعوبات.  عودتنا غزة أن تنهض من وسط الركام أقوى إيماناً، وأمضى عزيمة، وأكثر إصراراً على البناء والانطلاق قدماً  بلا التفات إلى الوراء إلا بقدر نبذ السلبيات وتطوير الإيجابيات.    حفظ الله غزة الحبيبة وكل فلسطين وكل العالم العربي ، في أمن وأمان وسلام واطمئنان. ·     كاتب ومفكر عربي .. 18/12/2014م    طلال قديح  *  ظلت عبر تاريخها الطويل الممتد حقباً متعاقبة، مطمعاً للغزاة ، وميداناً للحروب..ولا نغالي بقولنا: إنها المدينة الأشهر التي تعرضت لهذا الكم الهائل من المعارك والغزوات، وسجلت أعظم البطولات وقدمت أغلى التضحيات.    لم تكن في أي يوم عبر تاريخها المشرق إلا عصية على الغزاة، لا تلين ولا تستكين، بل تزداد قوة وتمسكاً بالحق وتجذراً بالأرض المضمخ ترابها بدماء الأبطال الذين يشهد لهم التاريخ بعظمة المواقف وصدق الانتماء، ووفرة العطاء.   إنها غزة هاشم التي أنجبت أشهر العلماء والأدباء والأبطال العظماء الذين سارت بذكرهم الركبان في كل زمان ومكان. وحُق لأبنائها بل للعرب جميعاً بل للمسلمين وكل أحرار العالم، حُق لهؤلاء جميعاً أن يفخروا ويعتزوا بها، فقد أصبحت لاسيما بعد الحرب الأخيرة أنموذجاً يحتذى لمن أراد العزة والحرية والكرامة ومقاومة الغزاة. لقد حطمت غزة كل أساطير العدو، وكشفت مدى زيفه الذي خدع  حلفاءه ومؤيديه.    إن الحرب الأخيرة التي ابتليت بها غزة، كانت مدمرة إلى الحد الذي أجبر المحللين الاستراتيجيين للقول بأن ما ألقي على غزة من أسلحة يعادل أكثر من قنبلة نووية؟   فكان هذا الدمار الذي حول غزة إلى كتلة هائلة وغير مسبوقة من الدمار..إنها مناظر مرعبة تقشعر لها الأبدان ويشيب لها الولدان. وما زاد الطين بلة وما عمق الجرح أكثر، ما تعانيه غزة من حصار خانق جعل منها سجناً كبيرا، وعزلها عن محيطها العربي والعالم الخارجي ، ويتعذر الدخول إليها والخروج منها، مهما كانت الاسباب.    وبعد تفاقم الأوضاع،  تداعى المجتمع الدولي لعقد اجتماعات ومؤتمرات لتقديم العون إلى قطاع غزة المنكوب وإعادة إعماره ليعود صالحا للحياة فيه.. وسمعنا بمليارات الدولارات المشفوعة بمخططات للبناء؟    ولكن الأمم المتحدة عودتنا أن تكون قراراتها بشأن فلسطين هي مجرد حبر على ورق ، ليس إلا..لم نعرف أبداً قراراً واحداً قد أخذ طريقه للتنفيذ ، أما القرارات التي تخدم إسرائيل وترضيها فهذه لا مجال فيها للجدل أو النقاش، والعرب يُرغمون على تنقيذها والعمل بمقتضاها..وهذه سياسة الغاب.. أليس كذلك؟؟    ولكن وتماشياً مع النهج الدولي المألوف..  ومع كل هذا فلم يبدأ الإعمار بل ظل الوضع يراوح مكانه، بينما تزداد معاناة الفلسطينيين وتتضاعف مع بدء فصل الشتاء بينما هم يعيشون في العراء ، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وترتفع الأكف بالدعاء أن يعينهم الله  لتجاوز هذا البلاء، وأن يعودوا للعيش في وطن ينعم بالسلام والرخاء.   ومع هذه المناظر المرعبة التي لا تفارق أبصارهم لحظة واحدة.. تلال من الأنقاض وجبال من الركام وخراب طال كل شبر – ومع ذلك كله لم ييأس الغزيون ، ولم يفقدوا الأمل ، بل وطدوا العزم على مضاعفة العمل، والانطلاق قدما بعزيمة قوية وإرادة حديدية على إعادة البناء مهما كانت المعوقات  والصعوبات.  عودتنا غزة أن تنهض من وسط الركام أقوى إيماناً، وأمضى عزيمة، وأكثر إصراراً على البناء والانطلاق قدماً  بلا التفات إلى الوراء إلا بقدر نبذ السلبيات وتطوير الإيجابيات.    حفظ الله غزة الحبيبة وكل فلسطين وكل العالم العربي ، في أمن وأمان وسلام واطمئنان. ·     كاتب ومفكر عربي .. 18/12/2014م 






أتى هذا المقال من جريدة الصباح الفلسطينية
www.alsbah.net

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
www.alsbah.net/modules.php?name=News&file=article&sid=25566