سؤال بديهي , للمرة الأولى قد يظن القارئ بأنه مُصنف ضمن فسافسة الأمور !لربما ... غير أني أراهُ جوهرةٌ لا يطيبُ لها الخاطر إلا بِجانب كوب قهوةٍ مر .عشتار : هو الأسم الذي اطلقته على عنكبوتي الخاص .... هادئ , مُنفرد و ( صُغنن ) لِحجمه الصغير .الجدير بِالذكِر هُنا تِلك القهوة التي لازالت حتى اللحظة كما هي !
تراهُ لا يُحبها ,لكن !
أيُحب القراءة والكتابة مثلي ؟
أم أنه الصامتُ الوحيد فِي مكانه والذي لا يسيرُ إلا كَزنجيةٍ تقضُ المضاجِع بِصوتها المثقل كَنعيب البوم .لا شيء يحكي عنهُ سوى ليلةٌ باردةٌ , الخالدُ فيها سرٌ أخرس .
مُتوجٌ هو بِطيب الخاطر وشفافيته وبغضهُ للنور يُثيران حيرتي لساعةٍ آخرى معه .اللون الأزرق هو اللون المُحبب لِعشتار , والعبث بِأرجله لِعبته المُفضلة , بعضُ الخيوط الملتوية حوله اشبهُ بغابةٍ لا لون لها .عيناه الصغيرتين كَطحالب البحر سعيدةٌ لا حزينة , استشعر الفرح في ظلاله والحبُ في خطواته ... وأني اشهُد بأن الرياح إذا ما سقطتَ بِمائها البارد حتى يأتيني مُحملاً بخرائط الجاني .فبيتهُ الباهت , وخيطه الغائم قِصةٌ مُسافرةٌ لِأرضٍ كبيرةٍ , يصحبني ويصحبُ الحقائب والجوازات والأرصفة ..
ليُشبع ما له ,
وما عليه ومافي حوزته دون سابق إنذار .. وكأن شيئاً لم يكن .
ماذا يعني : أن يكون لديك عنكبوت !
يعني ببساطة : ستنسِجُ الموت لينسج عنك الخوف .
نيفين محيسن -