لم تسفر اتفاقيات اوسلو بدءاً بأتفاقية إعلان المباديء 1993 ، وما بني عليها لاحقا من إتفاقيات إخرى شملت إتفاقية غزة-أريحا أولاً لعام 1994 ثم إتفاقية طابا لعام 1995 (الأتفاقية المرحلية ) ، وبعدها جاءت إتفاقية واي ريفر ألأولى لعام 1997 ، وواي ريفر الثانية 1999 ثم خارطة الطريق وما تضمنته من إلتزامات جائرة على الفلسطينين ، ثم الحقت خارطة الطريق بخطة تينيت 2008 لتنفيذها على ألأرض مما زاد الوضع سوءاً ، كل هذه ألأتفاقيات لم تسفر سوى عن تزايد عدد الشهداء وتدهور الحالة المعيشة للفلسطينيين في ظل بناء الجدار الفصل االعنصري وإقامة مئات الحواجز العسكرية على الطرق، بالإضافة الى توسيع وزيادة عدد المستوطنات الإسرائيلية .
ففي الفترة قبل مؤتمر مدريد للسلام، بلغ عدد الشهداء 1124 فلسطينياً. في المقابل، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ 14/9/1993 وحتى 30/11/2008، أي بعد انطلاق مسيرة السلام 5191 شهيدا، منهم 365 شهيداً قبيل اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية في سبتمبر/أيلول 2000 ، أو ما يُعادل قرابة ثلث شهداء الانتفاضة الأول
كما ان الغول ألأستيطاني قد توسع داخل الضفة الغربية بين الفترة الممتدة من 1996 و2008 بنسبة %120 كما تشير الإحصاءات إلى زيادة عدد المستوطنين من 110 الف مستوطن في عام 1993 إلى ما يزيد عن 550 ألف حاليا. ومنذ انعقاد مؤتمر أنابوليس (2007) الذي فرض على إسرائيل التزاماً بتجميد نشاطات الاستيطان بما فيها التوسع الطبيعي للمستعمرات، وإزالة العشوائية منها التي أُنشئت منذ مارس 2001، قررت تل أبيب بناء 4486 وحدة في الأراضي الفلسطينية منها 92 وحدة في القدس المحتلة
وعلى صعيد التوسع الإستيطاني الإسرائيلي ، يُقيم نحو 370 ألف إسرائيلي في أكثر من 160 مستوطنة، أقامتها إسرائيل في الضفة الغربية. وهذه المستوطنات لها بنية تحتية منفصلة بجوار مناطق فلسطينية ويتولى حمايتها الجيش الإسرائيلي، ويُقيم 260 ألف آخرون في القدس الشرقية العربية التي استولت عليها إسرائيل أيضاً في حرب عام 1967 أو في مناطق من الضفة الغربية ضمتها إسرائيل إلى القدس بعد الحرب، وأصبح عدد من هذه المستوطنات الآن جزءاً لا يتجزأ من المدينة
كان من المُنتظر أن تكون هناك انفراجة ملموسة على صعيد التعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبتوقيع اتفاق أوسلو أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي عن كامل الضفة الغربية والقدس المحتلة، وإيجاد حل مقبول لدى الطرفين في موضوع اللاجئين والمياه والحدود والمستوطنات وغيرها من قضايا الوضع النهائي، وذلك بنهاية عام 1999، إلا أنه لم ينته الاحتلال، وبقيت الضفة مُقسمة إلى ثلاث مناطق على شكل كانتونات منقسمة ومعزولة، وبات الاستيطان غولاً يهدد الأرض والإنسان الفلسطيني معاً، بل زاد معه تهويد القدس، والتساؤل هنا .. ماذا أسفرت المفاوضات المباشرة وغير المباشرة على مدار 20 عاماً ... ؟؟