عميد الاسرى كريم يونس
في عامه الثلاثين
صادف السادس من كانون ثاني 2012 الذكرى التاسعة والعشرين لاعتقال المناضل القائد الفلسطيني كريم يونس ودخوله عامه الثلاثين في سجون الاحتلال الاسرائيلي ليكون بذلك عميد الاسرى والمعتقلين واقدم الاسرى في سجون الاحتلال والاخ المناضل كريم يونس هو ابن عارة من مناطق 48 حيث اعتقل في 6/1/1983 وكان في الرابعة والعشرين من عمره وطالب في كلية الطب في احدى الجامعات الاسرائيلية واعتقل معه الاخ المناضل ماهر يونس الذي ما زال في الاسر والاخ المناضل سامي يونس الذي حرر في صفقة التبادل الاخيرة والحقيقة اني سمعت عن الاخ المناضل كريم يونس وشخصيته الصادقة والصابرة وثقافته السياسية والوطنية العالية ودوره القيادي في الحركة الاسيرة على مدار العقود الثلاث الماضية وكذلك الاحترام الكبير الذي يحضى به وسط الاسرى وقد شاهدته مرات عديدة خلال زيارتي للمناضل مروان البرغوثي حيث تصادف خروجهم للزيارة العائلية معا وتعرفت منذ سنوات على اسرته ووالدته المناضلة والتي تفرغت منذ ثلاث عقود للوقوف الى جانب ابنها الاسير وكانت دوما في مقدمة التظاهرات والاعتصامات النضالية طوال ثلاثين عام وما زالت على هذا الحال رغم المرض والزمن الذي اتعبها واقعدها تقريبا في رحلة العذاب والشقاء هذه ان اي كلام في هذه المناسبة لن يوازي يوما واحدا قضاها المناضل كريم يونس في زنازين الاحتلال ولكنها مناسبة لتذكير القيادة الفلسطينية في م . ت. ف والسلطة وحركة فتح والفصائل بقضية الاسرى بشكل عام .
والحقيقة ان المناضل كريم يونس شهد منذ العام 1982 عشرات الافراجات لزملائه وفرغت عليه زنزانته اكثر من مرة وبقي وحيدا بما في ذلك من عمليات التبادل والافراجات السياسية وصفقة احمد جبريل التي تمت عام 20/5/1985 وتحرر بموجبها اكثر من (1150)اسير وكان كريم يونس من بينهم الا ان سلطات الاحتلال اعادته الى السجن بعد صعوده الى الحافلة مع اخوانه المحررين ومنذ ذلك الوقت تكررت الافراجات بما فيها عمليات التبادل مع حزب الله وافراجات سياسية في اطار المفاوضات وبقي كريم يونس واخوانه في السجون ، وعندما تم اسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط كان كريم ومعظم القدامى من الاسرى على قناعة ان الصفقة ستشملهم ولم يشك احد منهم ان هناك جهة فلسطينية يمكن ان تقفز عن اسرى قضوا اكثر من عشرين عام في سجون الاحتلال مهما كانت الاسباب و الحسابات والانتماءات ولم يدر في خلد كريم للحظه ولا عيسى عبد ربه ،وماهر يونس ،وعثمان بني حسن ،وهزاع السعدي ،وخالد الازرق ،وناصر سرور ،ومحمود سرور، وجمال ابومحسن ، وابو عوض كميل،عفو شقير، ومحمد الصباغ، وفيصل ابو الرب ،ومحمد داوود، واسرار سميرن، ونعمان الشلبي، ومحمود ابو خرابيش ،وسعيد التميمي ،ورافع كراجة ،ومحمد الطوس غيرهم من الاخوة، ان الصفقة ستتم بدونهم لا لسبب الأ لأنتمائهم لحركة فتح وقد شعر الاسرى بالمرارة الشديدة حتى هذه اللحظه وقد اكدو في عشرات الرسائل انهم لن يغفرو لمن قرر تجاوزهم ابدا وربما ندرك ان الانقسام الاسوء قد ترك اثره في قرار قيادة حماس الى جانب حسابات انتمائية وحزبية وفئوية من تجاوز رموز وطنية مثل المناضل القائد مروان البرغوثي الماضل القائد احمد سعدات ولكن ان تتم معاقبة من اعتقلوا قبل تأسيس حماس بهذه القسوة فهو من غير الممكن تفهمه او تصديقه.
اما بخصوص مسؤولية قيادة فتح عن اسراها بالتقصير حيث لم تفعل شيئا منذ سنوات طويلة لتحرير اسرى الحركة رغم انخراطها في مفاوضات حوالي عقدين من الزمن ولم تشترط القيادة يوما وقف التفاوض من اجل تحرير الاسرى علما ان ما يقارب 60% من الاسرى هم من ابناء حركة فتح ويعاني الاسرى من الاهمال الشديد من قبل اللجنة المركزية السابقة والحالية واسرى فتح هم اقل الاسرى من ناحيه الحقوق من قبل حركنهم ففي الوقت الذي تصرف فيه السلطة الوطنية نفس الراتب لكافة الاسرى بغض النظر عن انتمائتهم انما حسب سنوات الاعتقال فان اسرى حماس والجهاد يحصلون الى جانب راتب السلطة على راتب من حركتهم ومكافئات وكانتين وحقوق اخرى اما اسرى فتح فلا يحصلون على اي مخصص من حركتهم.
اننا في الوقت الذي نشد فيه على ايدي الاخ كريم يونس وهو يدخل عامه الثلاثين في زنزانة مظلمة وبائسة ونشد على ايدي كافة الاسرى والاسيرات دون استثاء فأننا ندعو بهذ المناسبة القيادة الفلسطينية الى اتخاذ قرار استراتيجي بالعمل الحقيقي والجاد لتحرير الاسرى وخاصة ذوي الاحكام العالية والمؤبدة بما فيهم قدامى الاسرى والقيادات والرموز الوطنية والاسيرات
فمسؤولية تحرير الاسرى وتحرير عميد الاسرى وزملائه هي مسؤولية وطنية من الدرجة الاولى وليس من المنطق والضمير ان ينتظر هؤلاء المناضلين طوال هذه السنوات،وان هذا الانتظار هو اكبر شهادة على فشل المفاوضات وفشل ما يسمى بعملية السلام.
وسيبقى الاخ كريم يونس رمزا نضاليا للشعب الفلسطيني ولحرية الاسرى وبقائه ثلاثة عقود في سجون الاحتلال امرا يجب الا يجعل اي مسؤول او قيادي فلسطيني يغمض عينيه او يشعر بالراحة للحظة واحدة.
المحامية
فدوى البرغوثي