عباس الجمعة: عباس الجمعة : هل يصنع حل الدولتين سلام حقيقي... واين حق العودة بتاريخ الجمعة 20 يناير 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 هل يصنع حل الدولتين سلام حقيقي... واين حق العودة بقلم / عباس الجمعة لقد توقفت امام موضوع هام يستحوذ منا التركيز وهو حل الدولتين، وانني اتساءل اين اصبح خيار الدولة المستقلة وما هي الوقائع التي تمنع تحقيقها ، وخاصة انني ارى ان البعض ما زال يتمسك بما اعلنه الرئيس الامريكي اوباما وقبله بوش ، حول الحل الذي يضمن التخلي الكلي من جانب الفلسطينيين والعرب عن حق العودة.
هل يصنع حل الدولتين سلام حقيقي... واين حق العودة بقلم / عباس الجمعة لقد توقفت امام موضوع هام يستحوذ منا التركيز وهو حل الدولتين، وانني اتساءل اين اصبح خيار الدولة المستقلة وما هي الوقائع التي تمنع تحقيقها ، وخاصة انني ارى ان البعض ما زال يتمسك بما اعلنه الرئيس الامريكي اوباما وقبله بوش ، حول الحل الذي يضمن التخلي الكلي من جانب الفلسطينيين والعرب عن حق العودة. إنّ النضال الذي خاضه وما زال الشعب الفلسطيني من أجل تطبيق شعار الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس مع ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينين الى ديارهم وممتلكاتهم ، باعتباره الحل المرحلي على أراضي الـ67 كان وما زال تجسيدا موضوعيا ، مع الاخذبعين الاعتبار تمايز ومصداقية التعاطي مع هذا الموقف من حيث رفض كافة الفصائل والقوى بالاعتراف بدولة يهودية، إلى جانب تأكيد هذه الفصائل والقوى على أن الحل المرحلي لا يلغي حق شعبنا الفلسطيني في وطنه التاريخي ارتباطاً بالبعد القومي العربي في سياق النضال من أجل تحقيق الهدف الكبير ، إلا أن هناك متغيرات حادة أصابت أيضاً"النظام السياسي الفلسطيني" الذي يبدو أنه لم يعد قادر بعد غياب الراحل ياسر عرفات على التفاوض مع العدو بشروطه ولو ضمن الحد الأدنى ، حيث يبدو أن المقرر الخارجي وأقصد بذلك ما تمليه التدخلات الخارجية اي من قبل الادارة الامريكية وبعض الدول الاوروبية تحدد عملية السلام ، ومن ناحية ثانية فإن تحليل جوهر الصراع بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي ، يكمن في الاحتلال في تشريد وإبادة وملاحقة الشعب الفلسطيني وطمس هويته وحقوقه الوطنية ومصادرة أرضه وتهويدها وطرد سكانها، لذا إن الأمر الحاسم هو اعتراف إسرائيل أولا بأنها دولة محتلة، واستعدادها لإنهاء الاحتلال عن كافة الأراضي المحتلة العام 1967 بما فيها وعلى رأسها القدس، وليس إنهاء الاحتلال الذي بدأ العام 1967، وهنا السؤال هل يصنع حل الدولتين سلام حقيقي، وهذا يتطلب من القيادة الفلسطينية العمل بشكل اساسي من خلال حراكها الدبلوماسي على المستوى الدولي من اجل الضغط على حكومة الاحتلال بالاقرار بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، بما يشمل حقه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس مع تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما فيها القرار الاممي 194 القاضي بحق عودة اللاجئين الى ديارهم التي هجروا منها . ان مواقف الاغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني وتخوفها على مستقبل القضية الفلسطينية التي جوهرها حق العودة ، وخاصة ان تصريحات القادة الفلسطينيين تنصب بمجملها وللاسف على حل الدولتين وتركز على المفاوضات بشأن القدس الشرقية وتبادل الاراضي وحل عادل لمشكلة اللاجئين تتوافق عليه الاطراف ، والاسوأ ان الادارة الامريكية تتحدث فيما يتعلق بالقدس عن وضع الاماكن المقدسة تحت اشراف دولي دون التطرق الى القدس الشرقية ، وانني ارى ان مشروع اوباما لحل الدولتين لا يختلف بالجوهر عن خريطة الطريق او ما تم الاتفاق عليه في انابوليس ، وهو بكل تأكيد مشروع تصفوي للقضية الفلسطينية بكل ما تحمله الكلمة من معنى . إن استمرار الإجراءات والسياسات الإسرائيلية الاستيطانية العنصرية العدوانية الرامية الى استكمال تهويد القدس وفصلها عن بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، والى تقطيع أوصال الضفة الغربية وفصلها عن قطاع غزة، يرمي الى خلق أمر واقع يجعل الحل الإسرائيلي القائم على اللاءات الإسرائيلية المعروفة، الحل الوحيد المطروح والممكن عمليا. وبالتالي من دون وقف هذه السياسة واستئناف المفاوضات تكون المفاوضات غطاء لتطبيق الحل الإسرائيلي، ولكن بموافقة غير مباشرة من الفلسطينيين. ان ما يطرح من قبل الادارة الامريكية حول دولة فلسطينية هي دولة غير قابلة للحياة دولة " دون عودة للاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها عام 1948 ، ودون مياه، ودون ممرات حيوية، وهذا يتطلب من كافة القوى الوطنية والسياسية بمختلف أطيافها في فلسطين ، مقاومة نهج الإحباط واليأس التي يتجلى اليوم بصورة غير مسبوقة بهدف فرض الحلول الاستسلامية . في هذا السياق يجب ألا نستمر بالدوران في دوامة المطالبة بالموافقة الإسرائيلية على حل الدولتين، والتي تمر بوضع المزيد من الشروط التعجيزية، وعلى هذا الاساس يجب وقف اللقاءات الجارية في عمان تحت يافطة المفاوضات ، بينما يتواصل الاستيطان والجدار والمصادرة وتهويد القدس والاعتقالات والاغتيالات والاقتحامات. فيجب عدم استئناف المفاوضات دون التزام إسرائيلي واضح بوقف سياسة فرض الحقائق الإسرائيلية على الأرض، ودون التزام إسرائيلي بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بحيث تكون المفاوضات من أجل إنهاء الاحتلال وتطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وليس التفاوض حولها. وحتى يحدث ذلك يجب اتباع سياسة فلسطينية وعربية مغايرة تركز على حشد واستخدام أوراق القوة والضغط الكفيلة بجعل إسرائيل ومن يدعمها يفكران مليا، قبل الاستمرار بتجاهل المطالب والحقوق والمصالح الفلسطينية والعربية. أما إذا استمر الفلسطينيون والعرب، متمسكين بخيار السلام والمفاوضات كخيار استراتيجي وحيد، دون الاستعداد للخيارات والبدائل الاخرى، واذا استمروا باستجداء المطالب وتقديم التمنيات، فهذا يزيد إسرائيل اقتناعا بأن الوقت يعمل لصالحها . ان التصويت الدولي على قرار منح فلسطين العضوية الكاملة في اليونسكو رغم الضغوطات الأمريكية وما يتوقع من اضطراب مستقبلي في تنفيذ برامج هذه المنظمة يؤشر لبداية صحوة الضمير العالمي على طريق التخلص من «ديكتاتورية الدولار» في تكييف القرارات الأممية وفقا لمصالح الأمريكية والصهيونية لكنه في نفس الوقت يضع البلدان العربية - وخاصة منها تلك التي ترصد المليارات لفضائيات تزرع الجهل امام مسؤولياتها امام القضية الفلسطينية. ومن هنا ندعو الى عدم تضييع الوقت في مفاوضات عقيمة قد وصلت الى طريق مسدود بفعل سياسة حكومة الاحتلال المتطرفة، لذلك علينا فلسطينياً اعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني باسقاط الانقسام واعادة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية على قواعد جديدة ورسم استراتيجية وطنية تستند للثوابت الفلسطينية وقرارات الاجماع الوطني . ان امام القوى والفصائل والشخصيات الوطنية مهمة اساسية وهي تفعيل لجان الحوار الشامل في القاهرة بوضع آليات على الأرض لانهاء كافة الملفات العالقة والخروج من نفق الانقسام وعدم العودة الى الوراء وتشكيل حكومة فلسطينية تحضر للانتخابات في مايو القادم. إن الوضع الفلسطيني الآن يفرض علينا المراجعة الجدية الهادئة والمعمقة لكافة الأفكار التي طرحت خلال العقود الثلاث الماضية، بعد أن بات الحل المطروح والقائم على أساس الدولة المستقلة، أسيراً للشروط الأمريكية الإسرائيلية ، وبعد ان تحول النظام العربي إلى حالة –غير مسبوقة- من العجز والتخاذل عززت ضعف السلطة الفلسطينية ، والتخلي عن عناصر القوة والمقاومة والبعد العربي وتكريس الانقسام المؤسساتي والجغرافي بين الضفة والقطاع ، وما جرى من حصيلة أفقدت الواقع الفلسطيني أسلحته المعنوية وعَرته بضمور الغاية وغيابها . ان كل المحاولات الرامية الى استبدال حق العودة الى الديار التي هجر منها ابناء شعبنا ستبوء بالفشل،وان كل تفسير آخر لهذا للقرار 194 خارج إطار التفسير القانوني وفق ما صدر به عن الأمم المتحدة ، يشكل مخالفة لمبادئ القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ، ولن يجد من يتعاطى معه،لان هدفه هو استبدال حق العودة بالتوطين والتعويض من اجل الحفاظ على ما يسمى بالهوية اليهودية لاسرائيل. ان حق العودة الذي هو حق فردي وجماعي ،كما انه حق مطلق لا تملك أي جهة فردية كانت أم جماعية شعبية كانت أم رسمية الحق في التنازل عنه،او التفاوض عليه ،بل يمكن التفاوض على تنفيذه وليس عليه . ولا بد من القول ان حكومات الاحتلال المتعاقبة نفذت حربا عرقية ضد الشعب الفلسطيني،الا ان هذا الشعب العظيم وبنضاله الطويل وعزيمته التي لا تعرف الكلل ولا الملل افشل الاساطير الاسرائيلية ،واسقطت الاجيال تلك المقولة المزعومة ان"الكبار سيموتون وان الصغار سينسون" وأكذوبة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" مثلما تم افشال محاولات محو الذاكرة الفلسطينية وبقى وجود الفلسطينيين على ارضهم عقبة في وجه تصفية القضية الفلسطينية والاساس لتحقيق اماني شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال . إن إعادة تأسيس رؤيتنا للصراع ، هو ركيزة من ركائز قضيتا الفلسطينية، وإعادة إنتاجها في الواقع الفلسطيني ، والهدف من ذلك استعادة روح القضية ورسم استراتيجية وطنية تستند لكل اشكال النضال حتى تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة . كاتب سياسي
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|