امل شطنان الجبوري: أمل شطنان الجبوري : الإصلاح ومعالجة الأزمات العربية ..؟ بتاريخ الأربعاء 16 نوفمبر 2011
الموضوع: قضايا وآراء
|
الإصلاح ومعالجة الأزمات العربية ..؟ أمل شطنان الجبوري
من المعروف عند بكاء الطفل ....إما إن يكون جائعا أو مريضا ....مثل عربي يتداوله الناس عبر الأزل ....
الإصلاح ومعالجة الأزمات العربية ..؟ أمل شطنان الجبوري من المعروف عند بكاء الطفل ....إما إن يكون جائعا أو مريضا ....مثل عربي يتداوله الناس عبر الأزل ....هذا المثل نستطيع إن نقول انه ينطبق على مجمل الحالة العربية الراهنة التي تشهد ما يسمى بربيع الثورات العربية ....
وإسقاطنا هذا لا يتأتى من فراغ بل هو غوص يقرأ الواقع السياسي والاقتصادي الذي يلازم الشعوب العربية من حيث ملاحظة المعاناة المشتركة لهذه الشعوب واستشراء حالة الفراغ والإفلاس السياسي المزمن وكبت الحريات ونهب الثروات من قبل قلة احتكرت السلطة والمال وكل شيء .... ماذكرناه ألقى بظلاله على الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ....وإذا تكلمنا بعكس ذلك نستطيع إن نقول إننا نحجب الشمس بالغربال ....هذا الفساد السياسي الذي جر إلى الفساد الاقتصادي والاجتماعي والتربوي والتعليمي والإعلامي أدى إلى انفجار هذا الكم التراكمي من المعاناة وبالتالي أدى الى هذا الحراك الثوري الذي يطالب بالحرية السياسية والإعلامية والتعددية الحزبية والتأسيس لمرحلة تستلزم انتخابات حقيقية حرة تفرز تمثيلا صحيحا في المجالس البلدية والتشريعية والنيابية يكون مفتاحا لبناء دولة المؤسسات والقانون .....التي شغف بها الشباب العربي الذي تفتح وعيه وتوسعت مداركه عبر هذا التطور الاجتماعي والإعلامي الهائل ...الذي اختصر العالم إلى قرية كونية صغيرة تدار ))بالريموت كنترول (( وليس منطقيا إن تبقى منطقتنا العربية وأجيالنا الشابة بعيدة عن هذا التأثير العالمي وليس خفيا إن تسعى الدول الكبرى الى التدخل في هذه الثورات لحماية مصالحها ونشر قيمها وثقافتها في منطقة تتميز بتفردها الجيواستراتيجي وغناها الجغرافي والاقتصادي الذي يتيح لها إيجاد أسواق جديدة لصادراتها والاستفادة المنظمة من ثرواتها الهائلة ....وإيجاد استثمارات مهمة عبر شركاتها المتعددة وتستغل الثقافة الاستهلاكية عند شعوب المنطقة وغياب برامج التنمية الصناعية والزراعية والتجارية هذه البرامج تسهم في تقدم البلاد وزيادة دخل الفرد والقضاء على كل المشاكل التي تهدد البنية المجتمعية كالبطالة والجوع والفقر .......الخ وبالضبط هذا ما يعانيه المجتمع العربي الذي أرهقته السياسات الشمولية للأنظمة ومنهجية التعتيم الذي يمنع الشفافية والمكاشفة ............وعندما ننظر إلى الثورات العربية بدء من الثورة التونسية التي كان سببها المباشر )) محمد البوعزيزي ((هذا الشاب العاطل عن العمل والباحث عن لقمة الخبز وإعالة أسرته ...احرق نفسه وهو على عربته ناسيا شهادته الجامعية وتعب الدراسة التي لم يعترف بها من قبل أساطين الفساد ....وسارقي المال العام من متنفذين وساسه .......حادثة أعقبتها ثورة جارفة ألهبت الشارع العربي من محيطه إلى خليجه وألقت بنظام استبدادي فردي قمعي إلى النهاية والزوال ونبهت الشارع الثائر إلى حقيقة تلك الشعارات والسياسات التي وحولته إلى مجرد قطيع يرتع في مزارع الحكام وأطيافهم ....هؤلاء الحكام الذين سيطروا على كل شيء وصادروا مقدرات المال والعباد ولم يتركوا لأبناء أوطانهم سوى الفضلات والفتات ومن هنا كانت هذه الثورات .....!!!!
وكانت هذه النتيجة الحتمية والمباشرة لتراكم ذل وقهر موجود على ارض الواقع فاقمه تزاوج العسكرة والمال السياسي الذي سخر لحماية القصور الرئاسية وأصحاب النفوذ والمسؤولين ....وليس لحماية الحدود وصون حرمات الأوطان وكرامتها ...؟؟ ومن هنا نخلص إلى نتيجة مفادها إن الحرية والإصلاح السياسي الحقيقي هو الأساس لكل إصلاح أخر وليس العكس وهو الضمانة المثلى لتطور الأوطان ورفاهية شعوبها ...؟
كاتبة وإعلامية /أمريكا
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|