مقالات مميزة: وليد ظاهر : الموقف الدنماركي من فلسطين والانتهازية السياسية بتاريخ الأربعاء 02 نوفمبر 2011
الموضوع: قضايا وآراء
|
الموقف الدنماركي من فلسطين والانتهازية السياسية
تقرير اخباري: بقلم .. وليد ظاهر ان امتناع الدنمارك عن التصويت في اليونسكو لصالح فلسطين، يعد صدمة وتراجع عن المواقف التي تم الاعلان عنها مسبقاً
الموقف الدنماركي من فلسطين والانتهازية السياسية
تقرير اخباري: بقلم .. وليد ظاهر ان امتناع الدنمارك عن التصويت في اليونسكو لصالح فلسطين، يعد صدمة وتراجع عن المواقف التي تم الاعلان عنها مسبقاً من قبل الاحزاب التي تتشكل الحكومة منها وهي ( برئاسة حزب الاشتراكي الدنماركي "السوسيال ديمكراتك"، وحزب الشعب الدنماركي "سوسيال فولك" وحزب اليسار الراديكالي "راديكال فينسترا"). ان الموقف الدنماركي سبب خيبة امل لدى معظم ابناء الجالية الفلسطينية والعربية والاسلامية، والتبرير الذي ساقته رئيسة الوزراء هيلا توني سميث ووزير الخارجية فيلي سونديال غير مفهوم وغير مبرر، فلقد تذرع كل منهما بأنه كان يجب على فلسطين ان تأتي من الباب الرئيسي وليس الخلفي، على حسب قولهما وكذلك بأنهما يطالبان بموقف اوروبي موحد تجاه فلسطين، والجدير بالذكر ان الدول الاوروبية قد انقسمت في التصويت، فلقد صوتت 11 دولة لصالح فلسطين و11 امتنعت عن التصويت وخمس دول ضد. والملاحظ كذلك بان الدول الاسكندنافية قد انقسمت في تصويتها ، فلقد صوتت النرويج مع والسويد ضد والدنمارك امتنعت. مع العلم ان هناك تحول في الموقف الدنماركي تجاه فلسطين، فلقد كانت تعد الدنمارك قبل التسعينيات، من الدول المؤيد جدا والمتماهية مع المواقف الاسرائيلية، مما اضطر رئيس الوزراء الدنماركي السابق (انكر يونسن) في الثمانينات، الى السفر الى السويد لمقابلة الشهيد الرمز الخالد ياسر عرفات، لانه لم يكن في استطاعته دعوته الى الدنمارك، لكي لا يتسبب ذلك في فقد حزبه للسلطة، واتذكر جيدا وكنت شاهدا على الاحداث انه في آخر الثمنينات دعونا سفير دولة فلسطين السابق لدى الدنمارك الاخ عبد الرحمن علاوي لالقاء ندوة سياسية في مدينة اورهوس (ثاني اكبر مدن الدنمارك)، وقمنا بالاتصال بالبلدية لاجراء لقاء بينه وبين رئيس المجلس البلدي، وكان آنذاك توكل سيمنسون عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فاشترط علينا انه يجب ان يسمع من السفير الفلسطيني اعترافه باسرائيل اولا قبل لقاءه. ومع وفود اعداد كبيرة من الفلسطينيين وكذلك انتفاضة الحجر، وما قامت به من مجهود الجمعيات الفسطينية والعربية والاسلامية، وكذلك جمعية الصداقة الفلسطينية-الدنماركية، ولن ننسى دور السفراء الفلسطينيون والذي كانت وما زالت لهم الدور الفعال والمجهود المحمود على الساحة الدنماركية، ساهم بشكل اساسي في تغيير الرأي العام الدنماركي الى الافضل، حتى انه عندما زار الوفد الفلسطيني الدنمارك برئاسة الشهيد الرمز ياسر عرفات في 2001 عام وكنت حاضرا، وتم اللقاء خلالها برئيس الوزراء السويدي ورئيس الوزراء الدنماركي كل على حدة، فلقد لاحظنا جميعا بان الموقف الدنماركي متقدم وافضل بكثير من الموقف السويدي، فلقد طالبت الدنمارك بتدخل قوات دولية لحماية شعبنا في الاراضي المحتلة من بطش الاحتلال الاسرائيلي، وكذلك قام وزير خارجية الدنمارك بقطع زيارته الى بلغاريا وقدم الى المطار للقاء الرئيس الشهيد الرمز. وفي تلك الفترة تم رفع التمثيل الفلسطيني من مكتب اعلامي الى بعثة فلسطينية. وكذلك اثناء زيارة الوفد الفلسطيني برئاسة الرئيس محمود عباس للدنمارك، والتي حضرتها، فانه في تلك الزيارة كانت الحكومة الدنماركية من اليمين الدنماركي، فلقد تم الاعلان عن رفع التمثيل الفلسطيني من بعثة الى مفوضية فلسطينية. ولقد كان للسياسة الحكيمة التي انتهجتها القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس الفلسطيني، الاثر الاكبر في رفع التمثيل الفلسطيني وتغير الرأي العام الدنماركي، وهذا ما نقرءه ونشاهده ونسمعه في وسائل الاعلام الدنماركية، فلم تعد الرواية الاسرائيلية مصدقة ولا التبريرات الاسرائيلية تجد لها مكانا في لدى الرأي العام الدنماركي. وادى امتناع الدنمارك عن التصويت الى توجيه انتقادات لاذعة وواسعة، نورد بعضها: فلقد تعرض وزير الخارجية- فيلي سونديل- لانتقادات لاذعة من قبل حزب القائمة الموحدة- الحزب الداعم للحكومة- وذلك بعد فشل وزير الخارجية في التعامل مع العديد من القضايا الدولية وفق وجهة نظر الحزب. وقال فرانك أوون عضو الحزب في تصريح له نقلته أخبار (تي في 2) "لسنا راضين عن المستوى الذي يقدمه وزير الخارجية، فليست هذه هي السياسة التي انتظرناها بعد عقد من السياسة الخارجية التي اتبعتها الحكومة السابقة، وكنا نتوقع ما يدل على تغير جذري في السياسة الخارجية". ووجه فرانك العديد من الانتقادات لوزير الخارجية على إثر العديد من القضايا، وخص بالذكر منها قضية التصويت لصالح عضوية فلسطين في منظمة اليونسكو، وقال "أخشى أن يكون وزير الخارجية قد امتنع عن التصويت لصالح عضوية فلسطين خوفاً أو إرضاء للدول الكبرى، خاصة وأن الدنمارك تستعد لإستلام رئاسة الاتحاد الأوروبي (في بداية عام 2012)، مما يولد شعور لدى الحكومة بضرورة عدم إغضاب هذه الدول". وأبدى السفير الفلسطيني لدى الدنمارك السيد عمرو الحوراني استغرابه من امتناع الدنمارك عن التصويت لصالح عضوية فلسطين في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو). وقال عمرو الحوراني في تصريح لوكالة الأنباء الدنماركية ريتزاو "توقعنا أن تقوم الدنمارك بالتصويت لصالح عضوية فلسطين في المنظمة الدولية، هذا ما كنا نستشعره". وأشار الحوراني إلى أن الموقف الدنماركي يعتبر غير مفهوم خصوصاً بعد التصريحات الأخيرة لسياسيين في الحكومة الجديدة أكدوا فيها على دعمهم للدولة الفلسطينية وأضاف "لقد فاجئني القرار الدنماركي، خصوصا بعد تصويت أحدى عشر دولة أوروبية لصالح لفلسطين". هذا وانتقدت عدة شخصيات فلسطينية في الدنمارك صمت جمعية الصداقة الفلسطينية الدنماركية حيال قرار الحكومة الدنماركية واستهجنت هذه الشخصيات محاولة الجمعية تبرير موقف الحكومة بالقول أن التصويت لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة يبقى الأهم وليست العضوية الرمزية في منظمة اليونسكو، حسب ما جاء على لسان رئيس الجمعية فتحي الدليل. واخيرا نقول بأن الموقف الدنماركي اليوم افضل من السابق، لكن لم يرتقي الى الحد المطلوب، وخاصة أن الدنمارك سوف تستلم رئاسة الاتحاد الأوروبي (في بداية عام 2012)، فان ذلك يستوجب منا جميعا ان نقف امام المرآة ونقيم عملنا، فالمسؤولية تقع على عاتقنا جميعا افرادا و جماعات و مؤسسات وكذلك جمعيات، من اجل ان تتضافر جهودنا لكي نضمن ان يكون تصويت الدنمارك في الفترة القادمة لصالح فلسطين. *المكتب الصحفي الفلسطيني- الدنمارك (فلسطيننا) http://www.fateh.dk/walidzaher@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|