 تعرضت للاحتلال على مدار سنوات طويلة 'البوسنة والهرسك' دولة ينتظر الفلسطينيين أن تقف لجانبهم بمجلس الأمن تسعى القيادة الفلسطينية لضمان الصوت التاسع في مجلس الأمن الدولي, في التصويت على طلب فلسطين لنيل عضوية كاملة في الأمم المتحدة, في الوقت الذي يتوقع فيه دعم فلسطين
تعرضت للاحتلال على مدار سنوات طويلة 'البوسنة والهرسك' دولة ينتظر الفلسطينيين أن تقف لجانبهم بمجلس الأمن تسعى القيادة الفلسطينية لضمان الصوت التاسع في مجلس الأمن الدولي, في التصويت على طلب فلسطين لنيل عضوية كاملة في الأمم المتحدة, في الوقت الذي يتوقع فيه دعم فلسطين من البرازيل والهند وجنوب إفريقيا ولبنان ونيجيريا, بينما قد تمتنع كولومبيا عن التصويت. ويسير الحراك الدبلوماسي الفلسطيني على الساحة الدولية حالياً لإقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن للتصويت لفلسطين في المجلس, في الوقت الذي شاءت فيه الأقدار أن يكون القسم الأكبر من الأعضاء غير الدائمين في مجلس أمن الأمم المتحدة هذا العام، من دول لا ترتبط عادة بالشرق الأوسط ولا تنشغل بقضاياه، ورغم هذا فستكون أصوات تلك الدول فاصلة في تحديد مصير الطلب الفلسطيني وعودة الفلسطينيين من نيويورك «بدولة» أو بخفي حنين.. بخلاف الأعضاء الـ5 الدائمين (الصين وبريطانيا وفرنسا وأمريكا وروسيا) بينما يضم مجلس الأمن 10 آخرين غير دائمين، هم لهذا العام (الغابون، وكولومبيا، والبوسنة، والبرازيل، ونيجيريا، والهند، والبرتغال، ولبنان، وجنوب إفريقيا، وألمانيا). وسيحتاج الفلسطينيون إلى 9 أصوات من أصل 15 لتتم الموافقة على طلب دولتهم, التوقعات بالنتائج صعبة حتى الآن، حيث لم يعبر الأعضاء عن نياتهم بوضوح، فإفريقيَّا يتوقع أن تقف نيجيريا إلى جوار فلسطين بينما ستحتفظ الغابون بقرارها حتى اللحظة الأخيرة.
وهى نفس وجهة نظر ألمانيا حيال القضية.. لكن الفلسطينيين، حسبما ذكرت مجلة «فوربس» الأمريكية، يتوقعون الدعم من عدة أعضاء بمجلس الأمن، بما فى ذلك البرازيل والهند وجنوب إفريقيا ولبنان، البلد العربي الذي يحتضن عدد اللاجئين الفلسطينيين الأكبر. البوسنة والهرسك ... نبذة تاريخية وتشابه البوسنة في نضالها لتحقيق الإستقلال نضال الفلسطينيين لنيل حقوقهم العادلة, ففي يونيو من عام 1991م أعلنت كل من كرواتيا وسلوفينيا استقلالهما عن يوغوسلافيا، غير أن حكومة يوغوسلافيا التي كانت تهيمن عليها صربيا، وهي أيضًا إحدى جمهوريات تلك الدولة، عارضت بشدة توجه الجمهوريتين نحو الاستقلال. وأرسلت قوات اتحادية لمحاربة كل من كرواتيا وسلوفينيا اللتين تكبدتا خسائر فادحة في الجيش وبين المدنيين. وفي كرواتيا التحق مواطنوها من الصرب المسلحين بالجيش الاتحادي، وكان هؤلاء يرغبون في اتحاد هذه البلاد مع صربيا ولتكون جزءًا منها. وقد أعلن عن وقف إطلاق النار في شهر يوليو في كل من كرواتيا وسلوفينيا، غير أن المعارك اندلعت في كرواتيا مرة أخرى في شهر أغسطس. وفي يناير 1992م قامت الأمم المتحدة بالتفاوض مع زعماء الصرب والكروات حول إعلان وقف إطلاق النار. وفي شهر مارس قرر مجلس الأمن إرسال قوة خاصة بحفظ السلام إلى كرواتيا تحت اسم قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة في يوغوسلافيا. وفي نفس الشهر، أعلنت جمهورية البوسنة والهرسك (معظم سكانها من المسلمين) استقلالها عن يوغوسلافيا, واعترض الصرب الموجودون في تلك الجمهورية على هذا الإعلان، وبدأت المعارك بينهم وبين جيش البوسنة والهرسك, وأرسلت صربيا الجيش اليوغوسلافي للقتال في صف صرب البوسنة في محاولة وحشية للتصفية الجسدية لمسلمي جمهورية البوسنة والهرسك. وقد قرر مجلس الأمن في شهر مايو فرض الحصار على صربيا، وقد أثر ذلك كثيرًا على تجارة صربيا الخارجية. وفي شهر يونيو بدأت طائرات الأمم المتحدة نقل إمدادات الأطعمة والأدوية إلى سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك لتوزيعها على المدنيين الذين كانوا يعانون من نقص المواد الغذائية بسبب القتال. رفض الصرب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وواصلوا القتل والإبادة ضد المسلمين. وبقيت الأمم المتحدة عاجزة عن تنفيذ قراراتها لحماية مسلمي البوسنة والهرسك. وأجبر تدخل حلف شمال الأطلسي المعتدين الصرب على قبول اتفاقية دايتون في نوفمبر 1995م، وأعيد تقسيم البلاد بين المسلمين والكروات من جهة والصرب البوسنيين من جهة أخرى.
وقد أثبتت الأمم المتحدة وجودها في منازعات أخرى حدثت في أنحاء العالم المختلفة. ففي كمبوديا قامت الأمم المتحدة بصفتها سلطة انتقالية بإدارة تلك البلاد في عام 1992م، كما تم توقيع معاهدة السلام في إلسلفادور برعاية الأمم المتحدة في تلك السنة. ضغوط عربية
وفي الوقت ذاته أعلنت مصادر دبلوماسية أن الدول العربية تضغط على جمهورية البوسنة والهرسك بالتهديد بعدم تأييد الاعتراف باستقلال كوسوفو إذا لم تؤيد البوسنة طلب الفلسطينيين الانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة. وأشار رياض المالكي وزير خارجية فلسطين إلى أنه حتى الدول التي حسمت موقفها لجهة التصويت لصالحنا سوف نبقى على اتصال معها من أجل ضمان عدم تغيير موقفها تحت الضغط الأميركي والإسرائيلي .
|