يعلم الجميع وعلى راسهم قيادتنا الفلسطينية سوء النية وسوء الادارة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية ويعلم الجميع الانحياز الواضح والمباشر لاسرائيل وسياساتها التوسعية منذ التاريخ والى يومنا هذا ولكن وللاسف هل يعي قادتنا تلك المعادلة وهل يعلمون ان المصالح الخاصة بالسياسة الامريكية هي الاولى
خطاب هيلاري كلنتون / وعود كلامية للفلسطينيين وتطبيقات عملية للاسرائليين
يعلم الجميع وعلى راسهم قيادتنا الفلسطينية سوء النية وسوء الادارة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية ويعلم الجميع الانحياز الواضح والمباشر لاسرائيل وسياساتها التوسعية منذ التاريخ والى يومنا هذا ولكن وللاسف هل يعي قادتنا تلك المعادلة وهل يعلمون ان المصالح الخاصة بالسياسة الامريكية هي الاولى في المنطقة مع يقيني ان كافة القادة العرب يعلمون الحقيقة ولكن لا يستطيع احد منهم المطالبة او مجرد البوح بها.....
نعود الى الخطابات الامريكية منذ استلام الرئيس اوباما مقاليد الحكم وسياساته المرسلة عبر وسائل الاعلام والتدرج التنازلي تجاه مصالح الامة العربية ومصالح القضية الفلسطينية لنتاكد جيدا ان الوضع لا يبشر بالخير ولم ولن تكن هناك سوى مساومات مغلقة المنافذ وذات اتجاه واحد تصب جميعها لمصلحة اسرائيل وتوسيعاتها الاستيطانية ولاءاتها المعهودة.... يقولون ان الغريق يتعلق بقشة ولكن هنا وبما ان الفلسطينيين جميعهم في بحر من الامواج مع اختفاء القشة لتصبح آلة ثقل تزيد الطين بلة وتغرق ما تبقى من مطالب واستحقاقات فلسطينية لتعود بنا ومن جديد الى البدايات المعروفة عادة للجميع .....
يطرحون علينا ما تم طرحه قبل اتفاق اوسلو ولكن هذه الايام بسقف اقل واصرار على تنازلات اكثر وجميعها تصب في المصلحة الاسرائيلية لنعود ثانية الى الحديث عن عملية سلام بصياغة امريكية بطرح جديد واسلوب ماكر منمق على ان المفاوضات يجب ان تشمل جميع قضايا الحل النهائي كالقدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والمياه والامن تلك هي ما تم التفاوض عليه مع منظمة التحرير الفلسطينية منذ البدايات أي اننا وهذا اكيد سنعود الى النقطة التي ابتدأنا منها الى نقطة الصفر لنعود من جديد عقدين من الزمن وربما اكثر وايضا نعود الى الصفر من جديد تلك هي السياسة الاسرائيلية وتلك هي سياسة المماطلة والمماحكة.....
اكتمل الخطاب الامريكي ليصنع سياسة جديدة وذلك حسب المتطلبات الصهيونية ومع استمرارية الاستيطان لتضاف حلقة جديدة من المناورات الاستخبارية والمناورات الصهيونية لتعود السياسة الامريكية الى سياسة بوش الاب والابن المعادية للعرب وللقضية الفلسطينية ولم يدهشني خطاب السيدة كلينتون حول المعاملة الامريكية تجه الفلسطينيين والاسرائيليين......
ومن هنا نثمن عاليا مواقف القيادة الفلسطينية وعلى راسها اللجنة المركزية بعدم الاستجابة لدعوة هيلاري كلنتون وتمسكها بموقفها تجاه الاستيطان او مطالبة امريكا بالاعتراف رسميا بدولة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ونتمنى ان تستمر في الثبات على تلك المواقف والاصرار على وقف كافة الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية وعلى راس المناطق القدس الشرقية مهما كنت النتائج ومهما كانت التضحيات ومن هنا ننتظر ما سيقدمه ميتشل وما الذي يحمله بجعبته هل سيكون مخالفا لما طرحته كلنتون الزوجة لنترحم على سياسة كلنتون الزوج ولا ننسى الموقف الصلب والشجاع الذي اتخذه الرئيس الراحل فينا الزعيم ياسر عرفات تجاه كل الضغوطات التي مورست عليه آن ذاك ليبقى رمزا لفلسطين ورمزا لامتنا العربية ....
الجميع يعلم جيدا سياسة الجانب الامريكي لابنتها المدللة اسرائيل كما هي ولا ولن تتغير طالما هناك ضعف عربي وموالاة لامريكا واطاعة اوامرها طاعة عمياء وتطبيق سياساتها التآمرية ضد القضية ومحاباة لاسرائيل وكان الاولى ان تكون المحاباة لتلك الدول العربية التي تمتلك الخيرات الكثيرة والافادة لامريكا ومن خلفها حليفتها اسرائيل.... ولكن التشتت العربي جعل من الامة العربية ورقة ضعف بدل ان كانت ورقة قوة فهل ضاع زمن العزة العربية وزمن النخوة الثورية وزمن فكر القومية العربية وصراع الوحدة على الارض الامر الذي جعل العالم يقف ضد تلك السياسة وتتابعت الدول العربية الدولة تلو الاخرى وراء هذا التخاذل لتكتمل الحلقة التآمرية على القضية الفلسطينية وتصبح قضية ثانوية الاهداف لهؤلاء القادة فهل نتعظ وهل نتعلم ......
الكاتب عطية ابوسعده / ابوحمدي