حينما يكذب عليك مسئول أذاعه .. عليك ان تشد شعر رأسك
كتب : ساهر الأقرع
إن كذب عليك أحدهم، قد تجد له العذر، لكن عندما يكذب عليك مسئول في أذاعه إعلامية فإنك لن تعذره ولا تساوم على رفض ما يقوله، لسبب بسيط وهو أن الكذب يتنافى مع المصداقية التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي في الإذاعة التي يمثلها .
وبنفس هذا المعيار عندما لا يقول الحقيقة معد البرامج في أذاعه إسلامية، فإنه لا يسعك بعد ذلك إلا أن تشد شعر رأسك وترفع صوتك محتجاً ومتسائلاً ما هو الفرق بين هذه الإذاعة وتلك.
تلقيت دعوة من احدي الإذاعات المحلية للمشاركة في حلقة نقاش بعنوان " توحيد الإعلام الفلسطيني"، باعتباري قد عارضت الفكرة في مقال سابق، وكان ضيف الحلقة الدكتور "احمد يوسف، والكاتب والمحلل السياسي "يحيي رباح"، وغيرهم من الشخصيات البارزة، باعتبارهم مؤيدين للفكرة.
ورغم عدم تقبلى للهاث بعض الإذاعات الهراء وراء المواضيع البعيدة عن مجال تخصصها، إلا أني وافقت من حيث المبدأ لأن للموضوع جانبا اجتماعيا ودينيا. بعد ذلك اتصل بي معد البرنامج ليخبرني بمحاور النقاش ووقت الحضور. لكن اتضح أنه لم يركز في نقاشه على المحاور بقدر حرصه على إقناعي بفكرة محددة وكأنه يريد مني تبنيها في النقاش.
فبعد تأكيده على معارضتي لاستخدام الإذاعات للتشويه في الشخصيات الفلسطينية سألني ماذا لو عملت وفق ضوابط حرية الإعلام بالنسبة له. لم أوافقه على الفكرة لمعارضتي بأي شكل من الإشكال التشويه في الشخصيات الفلسطينية. وبدا لي أنه كان حريصاً على موافقتي للفكرة.
بعد ساعتين اتصل بي مرة أخرى معتذرا عن خلل ما حدث ويطلب مني المشاركة بالهاتف بينما الضيف الآخر سيكون في الأستوديو! تعجبت وشعرت أن في الأمر غرابة فقلت له طالما أن الضيف سيكون في الأستوديو معنى ذلك أن الأستوديو يعمل. فأجابني نعم ولكن ليس لدينا (مايك) إلا لثلاثة ضيوف فقط. فقلت له نحن ثلاثة ضيوف فقط. فوجئت بقوله ولكن معنا ضيف ثالث! ولا نملك مايك لكل واحد منكم. اعتذرت عن المشاركة ووعدني بأنه سيعاود الاتصال.
كنت أنوي أن أسأله عدم الاتصال ولكني وجدتها فرصة للتأكد من مصداقيته .. وفعلاً لم يتصل. وأنا هنا أسجل أنه أمر طبيعي أن يكون لهذه الإذاعة موقف ورؤية. وبالتالي كان من الطبيعي أن يعتذر ولكنه فضل عدم قول الحقيقة. لذلك ليس من المصداقية أن يلجأ معدو البرامج في أي إذاعة إلى تبرير موقفهم بحجة عدم وجود مايكرفون.
رئيس تحرير "صحيفة الشعلة للإعلام"