مقالات مميزة: طلال الشريف : الخطاب المرتبك آيل للسقوط بتاريخ الثلاثاء 09 أغسطس 2011
الموضوع: قضايا وآراء
|
الخطاب المرتبك آيل للسقوط
د. طلال الشريف
التصدي للتحديات يتطلب إيقاعات متوازنة تبعث الطاقات الكامنة في جسد الشعوب ، وتشد أزر القيادة وتماسكها.
الخطاب الطبيعي والصادق على الدوام أقوى روافع التعبئة تجاه الهدف، أما الخطاب المرتبك المفبرك يدل على علامات ومفاعيل السقوط.
الخطاب المرتبك آيل للسقوط
د. طلال الشريف
التصدي للتحديات يتطلب إيقاعات متوازنة تبعث الطاقات الكامنة في جسد الشعوب ، وتشد أزر القيادة وتماسكها.
الخطاب الطبيعي والصادق على الدوام أقوى روافع التعبئة تجاه الهدف، أما الخطاب المرتبك المفبرك يدل على علامات ومفاعيل السقوط.
أحدث أمثلة الخطابات المرتبكة والمفبركة حولنا هي خطابات الرئيسين السابقين زين العابدين وحسني مبارك وتصريحات مستشاريهم والمتحدثين باسم نظامهم قبل السقوط.
في فلسطين تجتاحنا هذه الأيام خطابات وتصريحات مرتبكة بعد أن وضعت القيادة الفلسطينية مجتمعنا في حالة طوارئ بدون مرسوم أو قانون للطوارئ، أعلنت القيادة أن لديها خيارات سبع لمواجهة انغلاق أفق المفاوضات مع إسرائيل.
تأجيل إتمام المصالحة الداخلية برضا الفريقين المشتبكين على حكم الناس في الضفة وغزة لصالح معركة الخيار الأول وهو الذهاب للأمم المتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هذا التأجيل لمعاناة الشعب شكل كابوساً للشارع الفلسطيني رغم أهمية المصالحة لخيار الذهاب للأمم المتحدة، والمصالحة حتما تشكل أرضية قوية لكل الخيارات التي تحملها القيادة الفلسطينية في جعبتها.
أتمنى أن تكون توقعاتي صحيحة بشأن الإعدادات التحضيرية الجارية منذ زمن لكل الخيارات السبعة التي بشرنا بها الرئيس والقيادة التي من المفترض أنها خيارات إستراتيجية بامتياز ولا تحتمل الارتباك.
الذهاب إلى خيارات تبحث المستقبل الفلسطيني هي حالة طوارئ قصوى ولا يجوز معها الاشتباك مع قضايا خلافية داخل القيادة وتصفية حسابات حركية أو شخصية تقود الشعب الفلسطيني مثلما هو حادث هذه الأيام والتي نكدت على الجمهور الفلسطيني وقسمت مواقفه بخطابات وبيانات وتصريحات مرتبكة ومفبركة والتي على ما يبدو تأخذ شكلا مبرمجا وليس زلة لسان أو تصريحا غامضا أو حدثا عابرا.
تصفية الحسابات وصراع على الرئاسة والتصريحات والفبركات اليومية ثم التنصل منها ونفيها في اليوم التالي يضعف مواقف الرئيس والقيادة أمام المواطن كما حدث في الأيام القليلة الماضية التي بدأت مسلسلا مبرمجا وخطيرا تنعكس آثاره السلبية على الرئيس والقيادة أولا وعلى الجمهور الفلسطيني ثانيا ودون نتائج من هكذا فبركات على الآخرين، ومكانها ليس الإعلام بل هي ضرب في خاصرة المحكمة الحركية التي نفت ما نشر والقضاء الفلسطيني الذي تصدر جهات رسمية اتهامات دون الرجوع إليه وخاصة في قضايا حساسة جدا مثل اتهامات قتل الرئيس الرمز ياسر عرفات وقضايا تمس الأمن القومي والأمن الاجتماعي والسلم الأهلي لما يحدث فيها من قذف الناس باتهامات باطلة اضطرت عائلة الرئيس على ما يبدو على أثرها مطالبة المسئولين توضيح ما نشر.
عندما اضطر أربعة من المسئولين والمتحدثين باسم الرئاسة واللجنة المركزية للخروج إلى الإعلام دفعة واحدة للتنصل أو نفي ما يفعله زملاءهم في القيادة ومواقع إعلامية تعمل بين أقدامهم أثبتوا أن هناك خطابا مرتبكا ومفبركا تتحمل مسئوليته القيادة جميعها من أصدر ومن تنصل ومن نفي ما أصدره زملاءهم.
الخطاب المرتبك في إدارة أزمة داخلية وداخلية جدا داخل حركة وطنية يحترمها الجمهور تقود المستقبل الفلسطيني وفي هذا الوقت الحساس يدل على غياب التماسك ويؤكد مخالفات وخلافات حادة ومصادرة مسئوليات ويشير إلى متنفذين بينهم لا يحترمون آلية اتخاذ القرار وهي مسئولية جماعية عما يحدث من أخطاء بالقطع غالبية الفتحاويين غير راضين عنها وتخلخل تماسك الحركة التي نتمنى أن لا يؤثر عليها كل هذه الأخطاء في محطات التنافس مع الأحزاب الأخرى في المحطات الهامة القادمة.
يتساءل المواطن بعد كل ذلك عما يجري؟ وكيف تدار دفة الحكم في المقاطعة؟ فقد قدمت للمواطن صورة مشروخة ومشوهة ومزيفة ليس لها أصل، فكيف سيطمئن المواطن على مستقبله، وعلى سلامة قرارات قيادته وهي تتوجه إلى خيار الاعتراف بالدولة إلى الفضاء الدولي في الوقت الذي يشوب خطابها الارتباك في قضية داخلية أصغر بكثير من الاعتراف بالدولة.
الهاجس مرعب ومخيف فيما يحدث داخل المقاطعة من حالة الاسترئاس التي تجتاح الورثة من أعضاء اللجنة المركزية كما توحي به أحيانا التصريحات ووكالات الأنباء.
هل هناك من ينتظر طويلا على دور الرئاسة ؟ وهل من جدت عليهم أعراض الاسترئاس؟ فأصبح الطريق إلى القرار مختلا في الصناعة والقنوات والإعلان عنه على خلفية الاسترئاس ليحدث هذا التضارب والارتباك، أم هو الارتباك في خطاب ما قبل السقوط المدوي للضفة بانقلاب حمساوي جديد؟
المرحلة خطيرة جدا والآفاق مغلقة في وجه الشعب الفلسطيني وعلى ما يبدو أن القلعة تتهاوى من داخلها والخصوم قد جهزوا وأعدوا وذهبوا إلى شاطئ بحر غزة ليستلقوا في مصايفهم ومنتجعاتهم التي أصبحت بإذن الله ملكا خاصا ليستنشقوا الهواء العليل والنفس الأخير قبل الانقضاض على نسمات جبل جرزيم ، فلا نامت أعين المرتبكين.
8/8/2011م
www.dtalal.jeeran.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|