عيسى: المستوطنات غير قانونية بغض النظر عن وضعها التخطيطي
قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، "إن جميع المستوطنات الإسرائيلية تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي الإنساني بغض النظر عن وضعها التخطيطي".
ونوه، "المستوطنات أحد العوامل الرئيسية وراء القيود المفروضة على الوصول وانعدام الأمن وتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية, ما يقوض الظروف المعيشية للعديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية".
وشدد، "بناء المستوطنات وتوسيعها في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية يعد خرقا للقانون الدولي الإنساني, ويعد أيضا خرق لحقوق الإنسان المتعارف عليها بموجب القانون الدولي العام".
وأضاف، "القانون الدولي الإنساني يمنع الدولة المحتلة من نقل مواطنيها إلى المناطق التي قامت باحتلالها، فالمادة 49 من إتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 تنص على منع الدولة المحتلة من إجراء تغيرات دائمة في الأراضي المحتلة, باستثناء تغييرات جذرية لحاجات عسكرية أو لصالح السكان المحليين".
وأشار، "الممارسة الإسرائيلية المتمثلة ببناء المستوطنات في الأراضي المحتلة بدأت بعد مضي وقت قصير على انتهاء حرب حزيران 1967, مع أن إسرائيل جادلت بأن المستوطنات بنيت لتعزيز الأمن الإسرائيلي, إلا أن الهدف الحقيقي لبناء المستوطنات كان تدعيم سيطرة إسرائيل على الأراضي المحتلة وضمان قدرتها".
وأوضح، "تعمل إسرائيل من خلال إستعمار الأراضي الفلسطينية المحتلة على أن تكون المفاوضات في مصلحتها وتأمل بالحصول على الاعتراف بحقها في السيادة / الإدارة الدائمة للمستعمرات".
ولفت، "قد يشكل الأساس لهذه السياسة الإستيطانية ضمان عدم نمو أو تطور تكون أية دولة فلسطينية".
وقال، "فيما يتعلق بمستعمرات القدس الشرقية, بما في ذلك المستوطنات التي وضعت داخل حدود البلدية للقدس, لا شك بأن الهدف منها هو دعم مطالبة إسرائيل غير القانونية بجعل القدس الشرقية المحتلة جزءا من عاصمتها وتعديل التركيبة الديموغرافية للمدينة لضمان أن يشكل الإسرائيليون غالبية السكان فيها".
وأشار، "تنتهك المستوطنات الإسرائيلية حقوق الفلسطينيين المنصوص عليها في قانون حقوق الإنسان الدولي، ومن بين الانتهاكات الأخرى, فان المستوطنات تنتهك حق تقرير المصير, وحق المساواة, وحق ملكية الأرض, ومستوى معيشي لائق وحق حرية التنقل".
"ليست كل الشائعات كاذبة "(أ.د. حنا عيسى)
"اجعل الكذبة كبيرة، اجعلها بسيطة، وكررها، في نهاية المطاف سوف يصدقونها"
كثرت الإشاعات في الآونة الاخيرة في الشارع الفلسطيني لتطال معظم الجوانب المختلفة في حياة الفلسطينيين، لأسباب عديدة، أهمها:
1. قلة المعلومات الصحيحة التي يحصل عليها المواطن من خلال وسائل الإعلام.
2. ضعف وسائل الإعلام في إيصالها الخبر اليقين.
3. التضارب في تصريحات بعض المسئولين حول نفس الخبر.
4. عدم مشاركة المواطنين وتفعيل دورهم في اتخاذ القرار، مما يخلق حالة يأس وإحباط في نفوسهم.
5. غياب مبدأ المصارحة المكاشفة يجعل المواطن يشكك في كل شيء.
6. غياب مبدأ المحاسبة والمسائلة للمسئولين.
7. ضعف مبدأ فصل السلطات الثلاث وغياب مبدأي المركزية واللامركزية الإدارية.
8. عدم اتخاذ قرار ردعي بحق المسئول المقصر، زاد من عدم ثقة المواطنين.
فللخروج من أزمة الشائعات لا بد لنا من اتخاذ خطوات جريئة وفعالة تضمن للمواطنين صحة المعلومات التي يتلقونها من خلال كافة وسائل الإعلام والمصرحين بها ومحاسبة المسئولين المقصرين في أعمالهم وتفعيل دور أجهزة الرقابة لتأخذ دورها المنوط بها وتفعيل مبدأ النقد والنقد الذاتي المبنى على أسس سليمة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتصويب المسيرة الوطنية بالاتجاه السليم لخلق روح الإبداع في المواطن الفلسطيني.
تقدم المجتمعات رهينة بالاختيار السليم لكوادرها وقياداتها
بقلم: د. حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي
شعار الشخص المناسب في المكان المناسب لم يأخذ طريقه للتنفيذ إلا بصورة نسبية رغم مناداة الجميع به والإجماع عليه من كافة القوى السياسية الحية في الساحة السياسية، مثلاً يتحقق هذا الشعار عملياً في حساب الربح والخسارة في المشروع بحيث أن وجود الشخص غير المناسب لا يمكن أن يستمر ولو في مشروع خاص وصغير.
فالشخص المناسب في المكان المناسب مقولة من اهم مقولات النجاح في تاريخ البشرية، وهي المقولة التي باتت اشبه بالحكمة القائلة "التناسب يحدد حجم التعامل "، "والتناسب لا يحدد حجم التعامل فحسب بل ويحدد الشخصية التي تجسد رجولة المكان نفسه".
فالأعمال تتباين من حيث السهولة والتعقيد، كذلك يختلف الأشخاص فيما بينهم من ناحية المؤهلات والقوى العقلية والبدنية وكيفية أو أسلوب الأداء، حيث إن الأعمال متفاوتة فيما تحتاج إليه من قدرات وإمكانيات ومواهب، وتتطلب عملية أداء الأعمال والوظائف بالشكل المنطقي والمناسب والعملي أن يكون المؤدي لها يملك القدرة التي تناسبها وتلاؤمها، إضافة إلى امتلاكه مهارة التأثير بالآخرين من أجل تحقيق أهداف منظمته.
وعدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب يؤدي إلى فقدان أصحاب الموهبة والكفاءة، والتبذير في الوقت والمال، وإهدار في الإمكانيات والخبرات، وسوء استغلال الطاقات، وفقدان القدرة التنافسية للمنظمة وانخفاض الإنتاجية. أما حالة المحاباة والعلاقات الشخصية التي تتسبب في اختيار بعض الأشخاص ليشغلوا مسؤوليات أكبر من قدراتهم فقد سادت الكثير من مواقع العمل، هي حالة تحطيم بطيء وتبديد لثروات وضياع لكفاءات كثيرة يمكن أن تكون سببا في التقدم والتطور خلال مدة أقصر بكثير من سنوات تضييع الإمكانيات بواسطة الأشخاص غير المناسبين في الأمكنة غير المناسبة.
إن تقدم المجتمعات وتطورها رهينة بالاختيار السليم لكوادرها وقياداتها وخاصة في القطاعات الاقتصادية الإنتاجية القادرين على الابتكار والإبداع وتطوير العمل بشكل مستمر مستفيدين من التطورات العلمية والتقنيات الحديثة التي تقدم الجديد كل لحظة والتي أصبحت في متناول الجميع بفضل التقدم التكنولوجي، فاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب هو الطريق الصحيح والوسيلة الناجعة لتقدم وتطور علومنا واقتصادنا ومجتمعاتنا لنتمكن من منافسة البلدان المتقدمة والركب في قارب الحضارة التي ننشدها جميعا.
الأسس الصحيحة للشخص المناسب في المكان المناسب:
ان يكون ذو قدرات وإمكانيات تصلح لكي يؤدي دوره بنجاح في المكان المناسب المنشود.
القيادة: هي ليست موهبة بقدر ما هي صفة يجب ان تكون موجودة في الرجل الذي سوف يتولى المنصب.
حب التعلم: محب للتعلم والزيادة فيه فالعلم بحر لا ينضب.
فصل الحياة الشخصية عن العمل.
التواضع: لأنه لو كان متكبر او مغرور فان اول مدح وشكر في عمله ونجاحه سوف ينقلب على عقبه ويخسر.
السكان في مفاهيم الديموغرافيا والسوسيولوجيا والاقتصاد
بقلم: د. حنا عيسى - أستاذ القانون الدولي
السكان: مجموع السكان، الذين يعيشون في بلدان منفردة أو على الكرة الارضية.
ان بنية ودينامية السكان، وخاصة عمليات التجديد والهجرة والحركية، هي موضوع علم الديموغرافيا، أما السوسيولوجيا فتدرس دور السكان في التطور الاجتماعي، وثمة منظرون، يعتبرون نمو السكان العامل الحاسم المحدود للحياة الاجتماعية. ولكن بينهم من أناط بهم دوراً تقدمياً، في حين حاول آخرون اتخاذ النمو المفرط للسكان جهة التبرير التفاوت والجوع والبؤس في ظل الرأسمالية.
وبين ممثلي الطرف الثاني كان الراهب والاقتصادي الانجليزي مالتوس, الذي يذهب الى ان نمو السكان اسرع من نمو الخيرات المادية, مما يتهدد بفيض السكان, ويحتم الجوع والبؤس. ويمتدح المالتوسيون مختلف اساليب التقليص الجماهيري للسكان، بما فيها الاوبئة والحروب.
ولكن ارتباط السكان والاقتصاد ليس ارتباطاً مباشراً، لا طردياً ولا عكسياً. فهو يتوقف على مجمل الظروف الاجتماعية وخصوصيات تطور الأسرة، ووضع المرأة في المجتمع والتقاليد الثقافية. ولكل من اساليب الانتاج قوانينه الخاصة فيما يتعلق بالسكان. فبالإمكان ان نبرر، على الاقل، انماطاً ثلاثة من العمليات الديموغرافية المميزة لمختلف العصور:
الاستقرار النسبي للسكان في ظل معدلات عالية من الولادات والوفيات.
الاستقرار النسبي في ظل معدلات منخفضة من الولادات والوفيات.
عملية انتقالية، تجري اليوم في البلدان النامية وتتميز بمعدلات عالية من الولادات يقابلها تقلص حاد في معدلات الوفيات، فبعد تصفية التخلف الاقتصادي والاجتماعي، الموروث من العهود الاستعمارية، سوف يتغير نمط العمليات الديموغرافية في هذه البلدان.
ويشكل توزع السكان تبعاً للعمر عاملاً هاماً للتطور الاقتصادي: ففي حال غلبة الجيل الناشئ يتطلب الامر زيادة بنفقات التعليم وتوفير اماكن عمل جديدة، وفي حال غلبة الجيل المتقدم في السن تتقلص موارد العمل البشرية، وتتزايد نفقات الضمان الاجتماعي.
واخيراً يمكن القول، حسب الاحصاءات الاخيرة، بأن سمة العصر الحالية تتميز بنمط في تجديد السكان، يتم معه تقليص الوفيات في ظل المحافظة على المعدلات المثلى للولادات.
ولكن حتى هنا قد تظهر مشكلات ديموغرافية اجتماعية، تتطلب دراسة خاصة وتنظيماً دقيقاً، في ظل سياسة ديموغرافية مبنية على اسس علمية.
ما هي الاساليب التي يستخدمها الاحتلال الاسرائيلي لتهويد مدينة القدس المحتلة؟
بقلم: د. حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي
جدار الضم والتوسع/ جدار الفصل العنصري
سعى الصهاينة إلى إغراق المدينة بالمستوطنين، وضرب ثلاثة أطواق استيطانية حولها، الأول يطوق منطقة الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة والثاني يطوق الأحياء في القدس، والثالث يطوق القرى العربية المحيطة بالقدس، تم إنشاء عدد كبير من الأحياء الاستيطانية والمستوطنات على رؤوس التلال والأودية التي تسهل الدفاع عنها وعلى أنقاض ما هدم من احياء وقرى عربية، وما اغتصب من أراضي، ما حصر المقدسين في ساحات ضيقة ومطوقة.
فأقيم في الجهة الشمالية من القدس، حي أشكلول ملاصقا لحي الشيخ جراح، وأقيم على جبل سكوبس، والتلة الفرنسية حي شابيرا الاستيطاني، إضافة إلى تجمع استيطاني كبير على جبل الزيتون، وأخر باسم راموت على أراضي النبي صموئيل، ومستوطنة باسم عتاروت على اراضي الرام وبيت حنيينا، كما أقيم حيان على أراضي جبل المكبر، وثالث باسم جيلا على أراضي بيت صفافا، ثم عاد الصهاينة لإقامة حيين استيطانيين على أراضي الشيخ جراح، وعلى القسم الأوسط من جبل المشارف وهكذا.
جدار الضم والتوسع/ جدار الفصل العنصري
في نيسان 2002 اعتمدت الحكومة الإسرائيلية خطة إنشاء الجدار الفاصل في الضفة الغربية والقدس، وفي حزيران من العام نفسه، بدأت إسرائيل في تطبيق المرحلة الأولى من بناء الجدار الفاصل داخل الضفة الغربية، وتمضي قوات الاحتلال الإسرائيلي في إنشاء هذا الجدار الذي يمتد من شمال إلى جنوب الضفة الغربية وحول القدس.
يبلغ الطول الإجمالي للجدار ما يزيد على 755 كم، أي أكثر من ضعفي طول الخط الأخضر لعام 1967 البالغ 320كم ، ويتراوح متوسط عرض الجدار ما بين 60 – 80 متراً، آخذاً في رحلته أشكالاً والتواءات معقدة، ففي مناطق، يتكون الجدار من الأسمنت بارتفاع 8 أمتار تنتشر على طوله أبراج المراقبة، وفي أماكن أخرى يتكون الجدار من سلسلة من الأسيجة بعضها مكهرب، وتشتمل في أماكن أخرى على خنادق، و شوارع، وأسلاك شائكة وكاميرات، وطرق لإقتفاء آثار الأقدام، وفي بيت لحم يتكون من السياج المكهرب و مناطق عزل ومجسات وخنادق وأسلاك شائكة و شارع التفافي، وذلك لعزل المدينة تماما عن الضفة الغربية.
عملت دولة الاحتلال منذ بداية تنفيذ مخططاتها الاحتلالية على السيطرة على المياه في فلسطين، فقامت باحتلال كل المناطق التي فيها منابع المياه السطحية أو مصادر المياه الجوفية.
تقوم سلطة الاحتلال الاسرائيلي بهدم البيوت في مدينة القدس والمنشآت التجارية و"البركسات" بحجج وهمية على اعتبار أن هذه البيوت بُنيت بدون تراخيص، ولكن تستخدم دولة الاحتلال هذه الاجراءات التعسفية بحق المقدسيين من أجل تضيق الخناق عليهم وافراغ المدينة من أهلها ولتغيير واقعها الديمغرافي.
تشهد الانتهاكات بحق المقدسات في القدس منحى متصاعد للانتهاكات التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية، على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، والتي بلغت مئات الانتهاكات في سنوات خمس الأخيرة، وأعظم هذه الانتهاكات كانت طلب السيادة على المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وكل ذلك يأتي بحجة بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
أن الأسرى المقدسيين يعانون أكثر مما يعانيه باقي الأسرى، فهم ليسوا بمعزل عن باقي الأسرى، وإن كانت إدارة السجون تعمل أحياناً لعزلهم وتجميعهم بأقسام لوحدهم، وهذا الإجراء يواجه بالرفض والاحتجاج من كافة الأسرى، وأن الاحتلال الإسرائيلي استخدم ولا زال يستخدم الوسائل الأكثر دماراً ودموية دون مراعاة للجنس أو العمر، ودون تمييز ما بين سكان الضفة أو القطاع أو القدس، فالكل مستهدف.
أن الاعتقالات التي شنتها ولازالت قوات الاحتلال لم تستثنِ أحداً، فلم تقتصر على فئة عمرية معينة أو شريحة محددة، حيث طالت رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً، أمهات وزوجات، كما وطالت أطباء ومحامين وطلاب، إلخ، ولم يبقَ هناك عائلة في فلسطين إلا و اعتقل أحد أبنائها، بل وطالت الاعتقالات في بعض الأحيان عائلات بأكملها، أن معظم تلك الاعتقالات تتم في ساعات الليل، من خلال اقتحام المنازل وتفتيشها بعنجهية واتلاف وتخريب محتوياتها ، بالإضافة إلى تحويل المعابر الحدودية والداخلية والحواجز العسكرية المنتشرة بكثافة على الطرقات ومداخل المخيمات والمدن إلى كمائن لاصطياد المواطنين .
الحفريات أسفل البلدة القديمة والمسجد الأقصى الشريف
تتسارع الحفريات أسفل البلدة القديمة باتجاه المسجد الأقصى المبارك من كافة الجهات للعديد من الأسباب أهمها: الأول يتعلق بالكشف عن حائط البراق وإظهاره كاملا ما يعني إزالة جميع الأبنية الملاصقة له، والحفر إلى جانبه لتبيان حجارته الأساسية.
أما الثاني، فيتعلق بالبحث عن بقايا الهيكل الذي يزعم الصهاينة أن المسجد الأقصى يقوم فوقها.
كان الحجم الظاهر من حائط البراق عندما احتل الصهاينة القدس لا يتعدى الثلاثين ياردة، أما الهدف الذي أعلن عنه عام تسعة وستين، فهو كشف مائتي ياردة وأكثر، علما أن حجم ما كان قد كشف آنذاك بلغ ثمانين ياردة، وهو ما أنجزته الحفريات التي تمت عند الحائط الغربي، أما عند الحائط الجنوبي، فجرت حفريات أشرف عليها البروفسور بنيامين مزار، وتابعها موشيه دايان وزير الحرب في الكيان الإسرائيلي آنذاك، وهو صرح عام واحد وسبعين بأنه يجب استمرار الحفر حتى الكشف الكامل عن الهيكل الثاني، وإعادة ترميمه على حد قوله.
أساس التعايش الديني احترام الاختلافات بين الأديان (أ.د. حنا عيسى)
إن أسس الحوار والتعايش بين الأديان تكون بضرورة نبذ العنف ، والاعتذار المتبادل ، والمعاملة بالمثل ، بالإضافة لاحترام الاختلافات بين الأديان ، والقبول غير المشروط للمواثيق الدولية . حيث من الصعوبة أن يعيش الإنسان مع نفسه دون أن يختلط مع بقية المجتمعات الأخرى ، التي تؤمن بغير دينه ، ودون أن يدخل في عملية تبادلية مع طرف ثانٍ ، أو مع أطراف أخرى ، تقوم على التوافق حول مصالح ، أو أهداف ، أو ضرورات مشتركة. ينبغي أن ينطلق هذا التعايش ابتداء من الثقة والاحترام المتبادلين ، ومن الرغبة في التعاون لخير الإنسانية ، في المجالات ذات الاهتمام المشترك ، وفيما يمس حياة الإنسان من قريب ، وليس فيما لا نفع فيه ، ولا طائل تحته. ان التعايش مع باقي الاديان في ظل الظروف الراهنة المتوترة في المنطقة قد أحرز تقدما كبيرا بأهمية المشرقية المسيحية بأن مسيحيي الشرق هم شعب أصيل جذوره هنا في الأراضي المقدسة والشرق الأوسط وليسوا غرباء أو جالية مستوطنة وإنما هم أهل البلد وهم بناة المجتمع العربي وما يجري من تهديد وتهجير لهم في العراق ولبنان وفلسطين وسوريا أصبح مرفوضا من قبل كثير من الشخصيات والعلماء المسلمين ضد هذا العنف العبثي الذي لا مبرر له.إن السياسة الدولية عرفت مصطلح التعايش السلمي ، على أنه قيام تعاون بين دول العالم ، على أساس من التفاهم وتبادل المصالح الاقتصادية والتجارية ، حيث ظهر هذا المصطلح بعد الحرب العالمية الثانية وانقسام العالم إلى معسكرين متقاتلين ".
ان الإسلام لا ينكر الأديان الأخرى ، بل يشجع التعايش معها في أمان وسلام ، وفي التاريخ الإسلامي الدليل الواضح على ذلك ، فقد عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العهود والمواثيق مع اليهود ، التي تضع أسس العيش المشترك ، مع الاحتفاظ بدينهم وبشريعتهم التوراتية.وتعامل الصحابة والخلفاء مع المسيحيين واحترموا عقيدتهم السماوية ، التي جاء بها السيد المسيح عليه السلام ، فالإسلام أوجب الإيمان بجميع الرسل وعدم التفرقة بينهم ، قال الله تعالى : (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله).
ان الثقافة والحضارة الإسلاميتين منفتحتان على حضارات الأمم ، ومتجاوبتان مع ثقافات الشعوب ، وهما مؤثرتان ومتأثرتان ، ومبدأ عالمية الإسلام ، هو الأساس الثابت الذي تقوم عليه علاقة المسلم مع أهل الأديان السماوية.والتعاليم المسيحية متمثلة في الإنجيل ، مملوءة بالتعاليم التي تلزم المسيحيين بالتعامل مع بقية أبناء الأديان الأخرى بالمحبة والتسامح ، وعدم نبذ الآخر المختلف عقيدة ولونا وشكلا ، والمحبة هي الشعار الرئيسي للدين المسيحي ، والأصل في جميع المعتقدات أن الإنسان عند الله مفضل على أي شيء آخر ، وأنه من الظلم الكبير أن تتناحر الشعوب وتسفك الدماء البريئة على معتقدات ، لو شاء لها الله أن تكون واحدة موحدة لجميع بني البشر ، لفعل ذلك ، ولكن الأصل في الحياة هو الاختلاف وتبادل الآراء والتفاهم والعيش المشترك ، وإبعاد المخاطر المحيطة بهم ، دون أي تمييز أو تفرقة.