لافضاء يكفي لطيور الشر الفولاذية كي تمارس بهلوانيتها وتمارينها. استعدادا لانقضاض في سماء الشرق الممتدة حتى باكستان ..
حرب البلقان الثالثة وتحلية مياه غزة د. زياد أبوالهيجاء
لافضاء يكفي لطيور الشر الفولاذية كي تمارس بهلوانيتها وتمارينها. استعدادا لانقضاض في سماء الشرق الممتدة حتى باكستان .. فسماء فلسطين التي صعد منها المسيح وأسرى منها محمد . سماء ضيقة لاتصلح لاستعدادات الحروب ... ولذلك تدربت طيور القتل الفولاذية في أجواء تركيا التي كانت حليفا استراتيجيا, تبين أنه حليف طارىء سرعان ماشدته ثقافة شعبه ودينه وشرقيته ومصالحه ليصبح حليفا يرفض مناورات سلاح الجو الاسرائيلي . فذهبت طائراته الى سماء البلقان المتاخمة لسماء العرب. فتعويض السماء التركية المفقودة لايكون سوى بمجال جوي لدولة أو دول في البلقان. . فكانت رومانيا التي شهدت تحطم مروحية اسرائيلية ومقل ستة طيارين كانوا على متنها صيف هذه السنة . وكانت بلغاريا التي تحاول اسرائيل نسج علاقات أمنية معها . وتولي ادارة الدلوماسية العامة في الخارجية الاسرائيلية أهمية بالغة للتمتين العلاقات مع باقي دول البلقان. تسعى اسرائيل لاقامة تحالف أمني وعسكري مع بعض دول البلقان . لتعويض الحليف التركي العائد الى تاريخه وانتمائه .وقد نشرت الصحف الاسرائيلية تصريحات لمسؤولين وتحليلات لكتاب تؤكد ذلك , أبرزها المقال الذي نشر في "هآرتس" وأعادت نشره صحف ومواقع عربية فلسطينية بعنوانه الواضح الصاخب : بديل تركيا ..حلف البلقان. حلف يسعى نتنياهو لبلورته في مواجهة الحليف المفقود. وتشير متابعة الحركة السياسية والدبلوماسية الاسرائيلية تجاه دول البلقان بعد جريمة اسطول الحرية . الى سعي اسرائيلي محموم . ليس فقط لتمتين العلاقات واجراء التدريبات العسكرية وتعميق التعاون الأمني مع دول البلقان. بل وأيضا . لتكتيلها ضد تركيا . مستفيدة من شيء من عدم الرضى تجاه سياسة تركيا الحالية . لدى بعض القوى السياسية في دول البلقان . ومستغلة ظروف الأزمة الاقتصادية العالمية التي شكل النموذج اليوناني مجسمها المرعب . فكانت الزيارة الاستعراضية لنتانياهو الى اليونان والتي حظيت بمهرجان اعلامي اسلرائيلي . كانت شعاراته : الزيارة التاريخية . والصفحة الجديدة .... وتذكر هذه المحاولات الاسرائيلية لانشاء حلف ذهني بين دول البلقان . مركزه الافتراضي في مكتب نتنياهو . بحربي البلقان . الأولى والثانية مطلع القرن الماضي . حين كان التحالف ضد الدولة العثمانية مطلق شرارة الحربين المريرتين .فكان هدف حرب البلقان الأولى سلب العثمانيين أراضيهم الأوروبية وكانت حرب البلقان الثانية نتيجة فشل الحلف البلقاني في اقتسام غنائمه من الأراضي الشاسعة....ومااشبه الليلة بالبارحة . فالحلف الذي يرغب نتنياهو في انشائه يهدف الى طرد النفوذ المعنوي والسياسي لتركيا في أوروبا . وتخويفها بتشجيع وضع العقبات في طريق انضمامها للاتحاد الأوروبي.على أمل استجابة تحت الضغوط تفتح مجددا المجال الجوي التركي أمام المقاتلات الاسرائيلية . ومنذ الاعتداء المستنكر عالميا ضد أسطول الحرية . يبدو أن اسرائيل ترغب في اشعال حرب البلقان الثالثة ...حرب باردة . فلغة أوروبا لاتتحمل اليوم مفردات النار والدم . حلف يحاول الاغراء بالسيحة الاسرائيلية التي كانت تركيا قبلتها , قبل أن تبدء بالتحول فعلا الى بلغاريا التي تحظى فعلا منذ عامين بنصيب الأسد من مئات ألاف الاسرائيليين . وهو مايفتح شهية اليونان التي تلقت اقتراحات مهينة وقاسية ببيع مناطقها الأثرية وجزرها الخلابة لكسر قيود الديون التي تكبلها... نظريا , الأوضاع ملائمة لدبلوماسية اسرائيلية طموحة , ولكن لدى الفلسطينيين دبلوماسيتهم الطموحة أيضا , وهم لاينشدون حلفا اقليميا...انهم يعملون لحلف عالمي يضغط لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة , كمقدمة فعلية لاقامة السلام في الشرق الأوسط وفي العالم . وفي البلقان التي يحلم نتنياهو ببلقنتها مرة أخرى ..يسعى الرئيس محمود عباس الذي زار تركيا للمرة الثالثة خلال سنة . وزار اليونان هذا الشهر أيضا وزار ورومانيا وبلغاريا في تموز من هذه السنة...بسعى الى جوار طيب للشرق الأوساط , جوار ستكون راحته في شرق أوسط هادىء يضم الدولة الفلسطينية المستقلة. رجل الدولة . أبومازن . بمسؤولية تاريخية ازاء شعبه وازاء أمته وازاء السلام العالمي . طلب من تركيا تحلية مياه بحر غزة (هل يكون ذلك أول عمل كبير تقوم به تركيا . تكريما لدم شهدائها المنير على موجات البحر ذاته؟.)...مطلب تنموي سلمي ولايمكن مقارنته أخلاقيا بمساعي اسرائيل للتدرب على القصف الجوي. وفي اليونان , محطة ياسر عرفات الأولى في طريقه الى فلسطين , كما في باقي دول البلقان التي زارها الرئيس , أو تلك التي يواصل وطاقمه السياسي والدبلوماسي التواصل معها, يطلب الرئيس الفلسطيني مزيدا من وحدة البلقان وأروبا والعالم من أجل السلام , ويطلب مساهمات معقولة في الاعداد لقيام دولة فلسطين , بدء من توسيع وتعزيز الاعتراف الدولي بها وبالتوازي مع دعم مؤسسات وقدرات السلطة الوطنية وصولا الى الظهور الفعلي لهذه الدولة الفتية .والتي يدونها لن يكون الشرق الأوسط جارا مطمئنا لأحد في البلقان.
د. زياد أبوالهيجاء بريد المرسل: ziadabulhaija@yahoo.com الرسالة:
|