مواقف التشكيك لا تخدم سوى العدو ومشاريعه التصفوية....!
بقلم د. عبدالرحيم جاموس
مواقف التشكيك لا تخدم سوى العدو ومشاريعه التصفوية....!
بقلم د. عبدالرحيم جاموس
في الوقت الذي تشتد فيه المواجهة الفلسطينية السياسية والديبلوماسية ، في مواجهة السياسة الصهيوامريكية الهادفة الى شرعنة الإحتلال وضم الأراضي الفلسطينية المحتله الى الكيان الصهيوني ،و التي يوظف فيها العدو الصهيوني آلته الإعلامية والسياسية والديبلوماسية ، للنيل من مواقف القيادة الفلسطينية الحازمة والثابته في رفض هذة السياسة وما سيتمخض عنها من اجراءات باطلة شرعا وقانونا، وفي الوقت الذي تصطف فيه دول العالم اجمع بإستثناء الكيان الصهيوني وادارة الرئيس دونالد تراب الى جانب دعم الموقف الفلسطيني ورفض خطط الضم الصهيونية محذرة مما سينجم عنها من نتائج كارثية على كل المستويات ، من المؤسف ان ينبرى بعض المخذلين من قوى اسلامية أويسارية فلسطينية ، لتخوين القيادة الوطنية الفلسطينية والتشكيك في مواقفها الوطنية الصلبة والمشرفة في هذة المواجهة الحاسمة ، وهي تتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وقضيته وتسعى الى ايجاد تحالف دولي كبير لمواجهة هذة المخططات التصفوية و في حين تتحرك القوى البرلمانية في العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة ودول اوروبا مساندة للموقف الفلسطيني المشرف .. وتتحرك ايضا العديد من الأحزاب والنقابات والإتحادات والقوى المناصرة للنضال الوطني ولمواقف القيادة الوطنية الفلسطينية في دول اوروبية وامريكية وغيرها ، في حراكات شعبية تضامنية واسعة ، معبرة عن رفضها وتنديدها واستنكارها لتلك السياسات الصهيوامريكية و معبرة عن تأييدها للموقف الفلسطيني الرافض لها .
إن مواقف التخذيل والتشكيك التي تصدر عن البعض وتملأ الكثير من وسائل التواصل الإجتماعي لا تخدم إلا خطط العدو ومشاريعه التصفوية ، فعلا هي مواقف مخزية تلك المواقف المشينة التي تتخذها بعض هذة القوى المحسوبة على الشعب الفلسطيني وهي ليست جديدة بل واكبة مسيرة النضال الوطني الذي قادته حركة فتح على مدى أكثر من نصف قرن ...
إن تخوين الرئيس محمود عباس ومن قبله تخوين القائد الرمز الشهيد ابوعمار وقيادة م. ت.ف وقيادة حركة فتح سواء ادرك اصحاب هذة المواقف التخوينية ام لم يدركوا ، إن مواقفهم بالتأكيد لاتخدم الشعب الفلسطيني وقضيته وإنما تخدم مشاريع الإحتلال التصفوية والسياسات الصهيوامريكية المتصادمة مع المواقف الثابته للقيادة الفلسطينية ممثلة في مواقف م. ت.ف وحركة فتح قائدة النضال الوطني وعلى رأسها الرئيس محمود عباس خليفة الشهيد القائد ابو عمار ...
م.ت.ف و حركة فتح والرئيس محمود عباس واي تشكيل سياسي ونضالي نقول ليسوا فوق النقد .. و لكن المطلوب هو النقد البناء وليس النقد الهدام الذي يهدم ولا يبني والذي يتحول من النقد الى التجريح فالتخذيل فالتخوين فالسقوط في الخندق المقابل وهو خندق العدو .. ..هنا تكمن الخطورة في هذة المواقف الطفولية غير الناضجة المدفوعة عبر منظومة شعاراتية ايديولوحية جوفاء وفارغة من اي مضمون سياسي عملي وواقعي وتنفيذي يخدم الشعب الفلسطيني وقضيته.... و للأسف يظن اصحابها انهم قد حافظوا على بكارتهم الثورية ونقائهم الثوري .. وكأن النضال هو فقط مسألة مواقف وطنية طهورية تعلنها وتكررها دون اعطائها اي مضمون سياسي واقعي و عملي يخدم مسيرة النضال ومراكمة الإنجازات على طريق تحقيق الأهداف والغايات النهائية ، يظن امثال هؤلاء ان قضية فلسطين سيتم حسمها بالضربة القاضية وليس عبر حرب شعبية طويلة الأمد وستمر في مراحل ومحطات متعددة الى ان نصل الى هزيمة المشروع الصهيوني وتصفيته.. !
إن الشعار والموقف الذي ليس له ممارسة سياسية وتأثير على أرض الواقع هو شعار طفولي اجوف وصاحبه ليس بالضرورة ان يكون حسن النية وان لازال يعيش في مرحلة الطفولة الثورية التي دفع شعبنا لها اثمان باهظة في محطات وساحات مختلفة ... ان تكرار نفس المواقف والأخطاء .. قد يكشف عن سوء نية اصحاب هذة الشعارات و المواقف ، وان مواقفهم ماهي الإ تغطية على عجزهم عن اجتراح مواقف واقعية وعملية تخدم النضال والقضية الفلسطينية بشكل عملي وواقعي ، وعدم توفرهم على امكانية الفعل على ارض الواقع .. لذلك ليس امامهم سوى الإستمرار بممارسة سياسة خالف تعرف ...!
إن المرحلة التي يمر فيها الشعب الفلسطيني تقتضي الإرتقاء الى ارفع درجات الحيطة والحذر واليقظة والوحدة ، تحتاج الى وحدة الموقف ورص الصفوف و تشابك الأيدي والطاقات وليس للتنافر والتشكيك والتخذيل ..والتبخيس في المواقف وصولا الى درجة التخوين .
على اية حال إن التجربة النضالية الفلسطينية الطويلة ومحطاتها المختلفة عبر اكثر من نصف قرن ، اكدت بما لايدع مجالا للشك ان الشعب الفلسطيني يمتلك القدرة على مواجهة تحديات المرحلة كما تحدى غيرها واجتازها ، ليس بالهروب من ساحة الفعل النضالي كما فعل البعض عبر الكثير من المحطات وأكتفى بترديد الشعارات والتشكيك بمن يفعل ويقود ويحرك عجلة النضال الى الأمام ، لنتذكر معركة الكرامة والمواقف منها واليوم معركة الضم والتصدي لها وغيرها ، إنما بالمواجهة وخوض غمار التحدي على كل المستويات سواء منها المواجهة المباشرة والمقاومة المسلحة الى الحراكات والإنتفاضات الشعبية الى معارك الرأي العام الدولي والتحول والتطور في مواقف الدول لصالح القضية الى الساحة السياسية والديبلوماسية في اروقة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومراكمة الإنجازات انجازا تلو إنحاز على طريق إنهاء الإحتلال وكنس الإستيطان وحق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ..
سينتصر شعبنا الفلسطيني وقيادته في هذة المواجهة كما إنتصر في غيرها وستعبر فلسطين وقضيتها العادلة هذة المحطة من محطات النضال بقيادتها الشرعية الى آفاق تحقيق غايات واهداف شعبنا في العودة والحرية والإستقلال وسيندم العدو كماسيندم المحبطون والمخذلون والمشككون في صواب وثوابت المواقف الفلسطينية...
وللحديث بقية...
د. عبدالرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني
30/06/2020 م
Pcommety@hotmail.com