الشيخ صبري: التحديات ضد القدس تقتضي دعمًا عربيًا وإسلاميًا للأردن بمواجهة مخططات الاحتلال
فلسطين المحتلة – علي أبوحبلة وعبد الحميد الهمشري
اكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الاقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري أن التحديات ضد القدس والمسجد الاقصى كبيرة وتقتضي دعما عربيا وإسلاميا لمساعدة الأردن في مواجهة المخططات العدوانية الاحتلالية التي تستهدف مدينة القدس.
وقال في حوار مع « الدستور» ان القرارات التي أصدرها وزراء الخارجية العرب بشأن دعم الموقف الفلسطيني قرارات إيجابية وبناءة لكن العبرة بالتطبيق، وإلا تبقى حبراً على ورق.
*الدستور : كيف تقيمون الوضع في مدينة القدس والمسجد الأقصى الذي يتعرض يومياً لاعتداءات واقتحامات وتواصل اعمال لحفريات من تحته وحوله؟ وما هي الإجراءات المتخذة لحمايته وبنيانه؟
- صبري : الجزء الغربي من مدينة القدس سقط بيد الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م ،والجزء الشرقي من المدينة سقط عام 1967م ، ولا تزال هذه المدينة تعاني من الإجراءات الظالمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، وهناك مخطط رهيب لتهويد المدينة على مختلف الأصعدة وذلك من الناحية السكانية الضريبية والثقافية والأمنية... أما بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك فإن الأخطار تهدده من ناحيتين: في موضوع الحفريات من أسفله وفي محيطه والاقتحامات من قبل اليهود المتطرفين، والواضح أن المسلمين المتوضئين هم الذين يتصدون لهذه الاقتحامات العدوانية المتكررة، ولن نمكن هؤلاء اليهود من تحقيق أهدافهم العنصرية بحق الأقصى، فالاقتحامات المتكررة لن تكسبهم أي حق لهم فيه.
الدستور : أين وصلت قضية باب الرحمة ؟ وهل ما زالت الأوقاف على موقفها برفض الإجراءات الإسرائيلية ؟
صبري : مبنى باب الرحمة هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك وإن إغلاقه لمدة ستة عشر عاماً كان إغلاقاً ظالماً تعسفياً غير مبرر، أما الهدف من الإغلاق فقد اتضح بأنهم يمهدون لأمر خطير وذلك بتحويل هذا المبنى إلى كنيس.. ونعلن للقاصي والداني أن مبنى باب الرحمة قد تم فتحه في 14 / 2 / 2019 ولن يغلق بإذن الله.
الدستور : كيف تقيمون الوضع الفلسطيني بشكل عام ؟ وما هي رؤيتكم لكيفية إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة في مواجهة المخاطر المحدقة في القضية الفلسطينية ؟
صبري :هناك محاولات ومبادرات جديدة لإنهاء الانقسام البغيض، وذلك بالضغط على الطرفين بتنفيذ ما اتفق عليه في لقاءات القاهرة وبيروت وغيرهما... هذا ولا بد من تحقيق الوحدة الوطنية لنكون على مستوى المرحلة الخطيرة التي تواجهنا، ونأمل من الله عز وجل أن يعيننا على أن نزيل العقبات التي تواجهنا في سبيل إعادة وحدة الصف.
الدستور : تتعرض القدس لأخطر هجمة في تاريخها وكذا الحال بالنسبة للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها، وتفاقمت تلك المخاطر بعد إعلان الرئيس الأمريكي ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، من وجهة نظركم كيف تتم مواجهة خطر التهويد بالتنسيق بين المسلمين والمسيحيين لتدعيم صمود المقدسيين وإفشال محاولات تفريغ المدينة المقدسة من سكانها؟
صبري :هذا السؤال يتعلق بموقف الحكومات العربية الإسلامية تجاه القدس، ونحن نطالبهم بأن تكون «البوصلة» موجهة نحو القدس، ونطالبهم بدعم المؤسسات الإسكانية والصحية والتعليمية فيها إذا أرادت هذه الحكومات لنا الصمود والثبات بها.
الدستور : برأيكم ما أهمية ودور الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس؟ وكيف تقيم الدور الأردني في مواجهة ما يستهدف المدينة المقدسة ومقدساتها ؟
صبري :التحديات كبيرة وكبيرة ، وبخاصة بعد أن تدخلت أمريكا في موضوع القدس والمقدسات بشكل سافر وعلني، لذا لا بد من دعم عربي وإسلامي لمساعدة الأردن في مواجهة المخططات العدوانية الاحتلالية التي تستهدف مدينة القدس خاصة وان الولاية الهاشمية على القدس والمقدسات تمكنها وتؤهلها لان تكون الحامي للقدس والمقدسات الاسلامية بصفتها صاحبة الولاية وهي متأصلة في الهاشميين منذ عام 1924 وانتقلت هذه الوصاية لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني وتوجت بتجديد الولاية والوصاية بالاتفاقية التي وقعت بين جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس في 19 جمادى الأول 1434 للهجرة الموافق 31 آذار 2013 ميلادية، وبموجبها يعمل جلالة الملك عبد الله الثاني بصفته صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس على بذل الجهود الممكنة لرعاية والحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس.
الدستور - برعايتكم والأب المطران مانويل مسلم والدكتور حسن خربشه تم الإعلان عن مبادرة لتحرك شعبي، هل تعد هذه انطلاقة لتوحيد الصف المسيحي والإسلامي لمواجهة مخططات ما يستهدف القدس من تهويد؟
صبري : المبادرة التي قمنا بها بالتعاون مع الأب منويل مسلم هي من أجل توحيد الصف الفلسطيني مكملين دور منظمة التحرير الفلسطينية لمواجهة المؤامرات والتي تحاك ضد الشعب الفلسطيني وضد تصفية قضية اللاجئين وبخاصة مواجهة ما يسمى بصفقة القرن.
الدستور : هل من خطة إستراتيجية ينطلق منها المؤتمر التشاوري في المستقبل القريب لنشهد مؤتمراً موسعاً وحشداً للطاقات الفلسطينية لإفشال صفقة القرن ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية؟
صبري : هناك ترتيبات لعقد مؤتمر شعبي موسع يمثل جميع شرائح المجتمع ، بهدف دعم المبادرة التي انطلقت من خلال المؤتمر الصحفي.
*الدستور : كيف تقيمون الوضع العربي ودعمه للقضية الفلسطينية؟ ورؤيتكم في سبيل تدعيم الموقف الفلسطيني؟
- صبري : أقول بألم ومرارة أن الموقف العربي في تراجع واضح بالنسبة للقضية الفلسطينية بل انعكست سلباً من خلال التطبيع مع سلطات الاحتلال!!
*الدستور : ما تعقيبكم على قرارات وزراء الخارجية العرب بخصوص دعم الموقف الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن وتفعيل شبكة الأمان ؟
- صبري : إن القرارات التي أصدرها وزراء الخارجية العرب بشأن دعم الموقف الفلسطيني هي قرارات إيجابية وبناءة، ولكن العبرة بالتطبيق، فإن لم يتم التطبيق العملي لهذه القرارات فإنه يبقى حبراً على ورق كسائر القرارات السابقة!!
*الدستور : ما مطالبكم من الدول العربية والإسلامية لدعم صمود المقدسيين ؟ وما هي متطلبات الحفاظ على مؤسسات القدس ؟
- صبري : هذا السؤال يوجه للدول العربية والإسلامية في موضوع دعم صمود المقدسيين والحفاظ على المؤسسات المقدسية.
* الدستور : كيف تقيمون الدور الأوروبي في دعم رؤيا الدولتين وإفشال مخطط صفقة القرن ؟
- صبري : لا يجوز أن نعوّل على موقف الاتحاد الأوروبي، لأن أوروبا ليس لديها استعداد أن ترضي العرب وتغضب أمريكا في نفس الوقت!! وبخاصة أن العرب لا يخدمون أنفسهم بل يتراجعون في مواقفهم ولا أتصور أن الغرب سيقف ضد تنفيذ صفقة القرن ، ثم هل إن الحكومات العربية ستقف ضدها ؟!
*الدستور : هل من كلمة توجهونها لأبناء شعبكم الفلسطيني في ظل هذه الظروف والمرحلة الخطيرة التي تعصف في المنطقة ؟
- صبري : إن الشعب الفلسطيني يعرف واجبه وليس بحاجة إلى تنظير الآخرين له ، بالرغم من الخلاف القائم بين حماس وفتح ، إلا أن شعبنا يقف صامداً ثابتاً ضد صفقة القرن، وهو على استعداد للتضحية في سبيل الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك والقدس.