يخوض المقدسيون بقيادة حركة فتح منذ سنوات قليلة معركة الكرامة والدفاع عن المقدسات وصولا الى هبة الأقصى التي ما تزال قائمة منذ ما سماه الاحتلال ثورة السكاكين والجرافات.
وهبت فتح مع أبناء شعبنا منذ تلك الهبة مئات الشهداء وتعرض مئات الأطفال في سلوان والبلدة القديمة والعيسوية وجبل المكبر للاعتقال، وحاليا يشن الاحتلال حملة شاملة ضد عناصر فتح بمن فيهم محافظ القدس عضو المجلس الثوري الاخ عدنان غيث لكسر شوكة النضال في المدينة ضد السمسرة وتسريب العقارات.
الوضع الآن في القدس يشبه ما حدث عشية الانتفاضة الأولى حيث نفذ الاحتلال سياسة القبضة الحديدية لمواجهة التمرد الشعبي ضد الاحتلال وسياسة الاستيلاء على البيوت واعتقل رائد المقاومة المقدسية الشهيد فيصل الحسيني، وبعدها اشتعلت الانتفاضة الأولى.
ما يمارسه الاحتلال حاليا يذكرنا بتلك الأحداث، ويجعل الوضع قابلا للانفجار في كل انحاء الضفة ويحشر اصحاب الشعارات المزلزلة وأصحاب الانتصارات الوهمية الذين نأوا بأنفسهم عن المشاركة في أية مسيرات ضد الاستيطان وتضامنا مع الاقصى في زاوية المشبوهين الإنفصاليين؛ لأنهم سيروا الناس نحو السياج لتحقيق مكاسب حزبية وقودية ومالية فصار نضالهم له سقفٌ محدود في صهريج وحقيبة دولارت قطرية لخدمة تنظيم ليس له اهداف سوى خدمة نفسه وعناصره، وفصل غزة عن الوطن.
وعندما يهرع الايرانيون لتبني شهداء السياج الحدودي "أغلبهم من فتح" ويتجاهلون من سقطوا دفاعا عن المسجد الأقصى فإن هذا التبني تشوبه الريبة ايضا ويندرج ضمن خدمة اهداف سياسية ايرانية لتكريس الانقسام ولا علاقة له بفلسطين مثلما هو نضال حماس لتحقيق حلم الإمارة في غزة.
استطاب الاحتلال هذا السجال الصاروخي المزعج دون ايذاء وسمح بتدفق المال الى حماس وقد يسمح بمرور المال الايراني ايضا عبرالمكوك القطري طالما ان الهدف هو إضعاف الموقف الفلسطيني وتسمين الانفصال، وتنفيذ صفقة القرن من غزة.
المؤامرة واضحة وإن تكاثر الموتورون والمشاركون فيها من مخيم الشاطئ والدوحة وواشنطن وتل ابيب، وسيعلن شعبنا المقدسي بداية النهوض ضد الاحتلال والمؤامرة المشبوهة وسينهض شعبنا مجددا مرددا مقولته الرائعة "يا وحدنا" لكننا صامدون مع أقصانا، أما المؤلفة جيوبهم فالله كفيل.