" إسرائيل " ما بين الفكرة والدولة القومية " 27 "
* الاستيطان في محافظة قلقيلية "4"
* عبدالحميد الهمشري - كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
إن كانت المستوطنات وطرقها الالتفافية ومخلفاتها تشكل معيقات لحركة الفسطينيين تحول بينهم وبين استغلال أراضيهم بقربها ومنطلقاً للمستوطنين بإقلاق راحة القرى الفلسطينية ومصائد اغتيال لكل من يقترب منها ومكاره صحية ملوثة للبيئة تفسد الأرض وما بباطنها من مياه، فإنها أولاً تستهلك الأحواض المائية في محافظة قلقيلية وثانياً تسلب التجمعات الفلسطينية أمنها واستقرارها ، فبضعة مئات في كل تجمع منها يقوم على راحة من فيه جيش الاحتلال بكامله وقوى أمنية توفر لهم الحماية الكاملة وتشرع لهم الاعتداء على أملاك الناس وأرواحهم ، بترتيبات إرهابية تجري قوننتها وبتعليمات قل نظيرها في العالم أجمع ، وقد تحدثنا في حلقتتين سابقتين عن عدد من تلك المستوطنات القائمة في المحافظة وكما وعدناكم فإننا نواصل الحديث عنها لحين الانتهاء منها ... فمستوطنة نافي أورانيم (مناحيم بيغن( التي أقيمت في عام 1991 كحي من أحياء تجمع (قرنيه شمرون) الواقع في الجهة الشرقية الجنوبية منه للسيطرة على أراضٍ من قرى جينصافوط ، دير استيا وكفر لاقف، ضمن مخطط هيكلي رقم 118 المسيطر على 1200 دونم، مبانيها العمرانية مقامة على مساحة 480 دونمًا ، سكانها في عام 1998 بلغوا حوالي 410 مستوطنين ، أبرز المعالم فيه مدرسة ابتدائية، وقصر موشي زوهر. أما مستوطنة قصر موشي زوهر فتقع على بعد أمتار من المستوطنة السابقة في الجهة الشرقية الجنوبية منها وإلى الغرب من بلدة جينصافوط ، أقامها أحد أثرياء اليهود على التلة العسكرية المسماة "تلة القرنين" وعلى أراضٍ صودرت من قرى تتبع إداريًا لمحافظتي سلفيت وقلقيلية وهي محاطة بالألغام، وتم تجهيزها بالمعدات الأمنية العسكرية المتطورة ، وتبلغ مساحتها حوالي 230 دونماً وتحمل اسم مستوطن أحد الأثرياء اليهود ممن قادوا عمليات الاستيلاء على الأراضي في المنطقة.
فيما مستوطنة تصوفيم أقيمت عام 1989 على أراضي من بلدتي جيوس وعزون على بعد 2 كم شمال شرق مدينة قلقيلية على تلة مرتفعة تشرف على السهل الساحلي، وهي مكونة من قسمين (تسوفيم (أ) وتسوفيم (ب))؛ ولا تبعد عن الخط الأخضر شرقًا سوى 800 متر ، بعد أن أقامت حكومة الاحتلال الإسرائيلي جدار الفصل العنصري ضمت هذه المستوطنة إلى داخل الجدار، ما أضاف إليها آلاف الدونمًات حتى وصلت لبلدة فلامية شمالاً ويربطها بــ "إسرائيل" طريقان : الأول شارع 5504 ويربطها بغرب كفار سابا الذي يرتبط بشارع رقم 6 السريع، والثاني يمر جنوب المستوطنة شرق مدينة قلقيلية، والذي يلتقي بشارع رقم 55 عابراً إلى الكيان العبري. غالبية المستوطنين فيها من الأصول الشرقية، وهي ذات طابع مدني وعسكري، وتقوم سلطات الاحتلال بتوسيع المستوطنة من الجهة الشمالية الغربية على حساب أراضي بلدة جيوس المعزولة خلف الجدار، كي تتصل بمستوطنتي تسور يغيئال وكوخاف يائير، بغرض إزالة حدود 1948م، وخلق حدود شرقية جديدة وتجمعات استيطانية في وجه التمدد السكاني الفلسطيني، شرق المدينة وبلدات: جيوس، وفلامية، وكفر جمال فيها معسكر لجيش الاحتلال، يخضع لما يسمى "قيادة منطقة قلقيلية العسكرية الإسرائيلية" ومدارس، كما يوجد فيها كسارات ضخمة تقع إلى الشمال منها، تستغل مساحات شاسعة من أراضي جيوس المسماة "ارض الكارة والمروج"، وبركة مجارٍ كبيرة تغرق أراضي بلدة جيوس بالمياه العادمة ، تبلغ المساحة الكلية للمستوطنة لغاية السياج الذي يحيط بها حوالي 547 دونمًا؛ فيما تبلغ مساحة مسطح البناء فيها حوالي 255 دونمًا، لغاية العام 2014، وبالتالي يكون مجموع مساحة الأراضي الخالية من البناء والمطوقة بالسياج وغير المستغلة من قبل المستوطنة والتي تقع بين مسطح البناء وسياج المستوطنة- 292 دونمًا، فيما بلغ عدد سكانها حتى نهاية العام 2012 حوالي 1484 مستوطنًا. بينما مستوطنة نيريت وهي تجمع نيرت الاستيطاني وتقع غرب الخط الأخضر إلى الجنوب من المدينة خلف جدار الفصل العنصري الذي أقامته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يبلغ عدد القاطنين فيها 1100 مستوطن، وتتغلغل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بعد أن تم إقامة حي استيطاني في الجهة الشرقية منها أطلق عليه "نوف هشارون" ويقع على أراضي بلدة حبلة؛ حيث صادرت سلطات الاحتلال مساحة 22 دونمًا جنوب البلدة، على أرض الوقف المسمى "الدولي من أولاد العوام"، وأقامت سلطات الاحتلال جداراً إسمنتياً بطول 500 متر بين المقام الدولي والمستوطنة، فالمخطط الإسرائيلي يفضي لتوسيع تجمع نيريت الإسرائيلي داخل الضفة الغربية المحتلة وربطه بمستوطنة 'ألفيه مينيشيه' كخطوة أولى لفرض الواقع على الأرض من خلال السيطرة أحادية الجانب على منطقة العزل الغربية فالفلسطينيون الذين يعيشون داخل المناطق المعزولة ينتشرون على 3. 5 % فقط من مساحة منطقة العزل الغربية؛ حيث يرزحون تحت سيطرة الإدارة المدنية الإسرائيلية التي من جهتها تفرض قيودًا عديدة على تنقل العمال وأصحاب هذه الأراضي للوصول إليها وعلى إدخال المعدات الزراعية للعناية بالمحاصيل واستصلاح الأراضي؛ الأمر الذي يحد بشكل كبير من القدرة على الزراعة في تلك المناطق رغم رفض سكان كيبوتس "نيريت" الواقع في الجانب الإسرائيلي من حدود عام 1967لقرار الحكومة الإسرائيلية، بضم حي "نوف هشارون" إلى كيبوتس نيريت قرب قلقيلية.
Aabuzaher_2006 @yahoo .com