الاحتلال البغيض بين رفع السقف..وخفضه ..
بعد اكثر من عشرين عاما من المفاوضات التي اجرتها القيادة الفلسطينية مع العدو الاسرائيلي بشكل مباشر او غير مباشر وبرعاية اميركية وموافقة عربية ، معرضة نفسها للانتقاد الذي وصل احيانا الى مرحلة التخوين ، ادركت القيادة الفلسطينية ان لا فائدة منها وان الانحياز الاميركي تجاوز كل التوقعات ، علما ان القيادة خلال هذه الفترة استطاعت ان تكذب الاسرائيليين والاميركان وتزيل ادعاءاتهم بوصفها بالارهاب كما حققت مكاسب سياسية دولية للتعاطف مع القضية وكسبت الاعتراف بدولة مراقب في الامم المتحدة ورفعت علم فلسطين خفاقا بين اعلام الدول .
لكن الحال تغير بعد تولي ترامب الذي طلع علينا بصفقة القرن والبدء باجراءات خطيرة تتعلق بالقدس واللاجئين ووكالة الغوث واغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وذلك عقوبة للقيادة الفلسطينية التي اوقفت المفاوضات ورفضت استمرار الولايات المتحدة وسيطا واعتبرتها فاقدة للأهلية بسبب انحيازها السافر للعدو الاسرائلي وبدأت القيادة برفع سقف الخطاب والتعامل مع الجانبين الاسرائيلي والأميركي .
في هذا الوقت بالذات وبعد صولات وجولات لاتمام المصالحة الفلسطينية تخرج عليناحماس بالمساومة على مئات الشهداء والاف الجرحى والمعاقين جسديا من ابطالنا في قطاع غزة والذين كان يقنصهم الجنود الاسرائيليون ، بعرضها لهدنة أو تهدئة مع الكيان الاسرائيلي لمدة عشر سنوات توقف بموجبها مسيرات العودة في قطاع غزة المناضل وتتفرغ القوات الاسرائيلية للقضاء على المقاومة الشعبية في الخان الاحمر وبلعين ونعلين وكفر قدوم والمعصرة والنبي صالح ورام الله وبورين وقصرى وغيرها من نقاط التماس الملتهب، ولا مانع من استمرار قمع المرابطين والمرابطات في القدس والخليل دفاعا عن الاقصى والحرم الابراهيمي والكنائس المسيحية التي اصبحت هدفا للمستوطنين كما هو انتهاك حرمة الاقصى اليومية ، حيث كنا نفتقد لحماس في كل هذه المواقع .
اليوم يمعن نتنياهو وترامب في تنفيذ بنود صفقة القرن بما سموه تحسين الاحوال المعيشية في القطاع بتزويده بالسولار القطري بأمر اميركي وموافقة اسرا ئيلية( تنسيق امني واقتصادي بامتياز) وبعزل جغرافي وسياسي لغزة عن الضفة ، وبمضاعفةحصار وعزل القيادة الفلسطينية عن شعبها في غزة ، وهذا كله تطبيق حرفي لبنود صفقة القرن .
اهلنا في غزة العزة لن يبيعوا الكرامة التي نفاخر بها بطعام وشراب ، وعزتهم فوق كل اعتبار ولا بد ان يقولوا كلمتهم ليسمعها الشهداء الذين ارتقوا دفاعا عن عزتهم و كرامتهم .
•عضو المجلس الوطني الفلسطيني