تكليف كارلو كوتتاريللي لتشيكل الحكومة
بعد فشل جوزبي كونتي بتشكيل الحكومة الايطالية من حركة 5 نجوم ورابطة الشمال، بسبب اعتراض رئيس الجمهورية على اسم وزير المالية المعروف بمواقفه المعلنة والناقدة للاتحاد الاوروبي، قام رئيس الجمهورية بتكليف كارلو كوتتاريللي تشكيل الحكومة الايطالية الجديدة، والذي قبل التكليف مع التحفظ على ان يعمل باقصى سرعة لتشكيل الحكومة، واضاف بتصريح له " ساعمل بسرعة لتشكيل حكومة تستمر لنهاية العام، وان لم تحصل على الثقة فستكون حكومة تسيير اعمال الى ما بعد الصيف وتعمل لانتخابات جديدة".
الرئيس المكلف مواليد عام 1954 بمدينة كريمونا بالشمال الايطالي، هو من كبار الاقتصاديين الايطاليين، يلقب بالمقص حسب وصف الصحافة الفرنسية بحكم الموقع الذي شغله خلال الفترة السابقة بتعيين من رئيس الحكومة الاسبق ليتتا، مدقق حسابات الانفاق العام في الدوائر الحكومية والهيأت العامة وكذلك الشركات التي تسيطر عليها مباشرة او غير مباشرة، وبعد تعيين حكومة رينزي 2014 تم تعينه مديرا تنفيذيا لمجلس صندوق النقد الدولي ، قبيل تكليفه بمرسوم تشكيل الحكومة كان قد صرح بانه" يجد صعوبة في العلاقات مع النظام السياسي البيروقراطي الغير منفذ و المنغلق على نفسه امام اي محاولة للتحديث".
الرئيس المكلف هو رابع رئيس حكومة ياتي من خارج البرلمان، وقد سبقته حكومات ليتتا، ومونتي، ورينزي. التكليف اثار حفيظة حركة 5 نجوم ورابطة الشمال، الاحزاب الفائزة في انتخابات 5 مارس الماضي، اذ اعتبرتا ان قرار رئيس الجمهورية ضرب عرض الحائط بالانتخابات التشريعية وباصوات الاغلبية من الايطاليين الذين منحوا ثقتهم لهذه الاحزاب، بل ان حركة 5 نجوم ذهبت للمطالبة بمحاكمة رئيس الجمهورية ودعت لمسيرات شعبية لحماية الديموقراطية الدستورية، بينما رابطة الشمال اتخذت موقف متأني مع رفضها لما قام به رئيس الجمهورية. ان كان هذا حال اكبر حزبين فان قرار رئيس الجمهورية اعاد ترتيب موزاييك الاحزاب السياسية الايطالية ، فالحزب الجمهوري الذي مني بخسارة فادحة وقف مع رئيس الجمورية دفاعا عن دستورية قراره بحكم انه حارس الدستور والمصالح العليا لايطاليا، كذلك فعل بيرلوسكوني رئيس فورسا ايطاليا ولكن من اتجاه اخر للدفاع عن مشاركة ايطاليا في الاتحاد الاوروبي وهذا سيثير انقسام كبير داخل قوى تحالف اليمين الايطالي وقد يؤدي الى انفصال رابطة الشمال من التحالف في الانتخابات القادمة، كما ان باقي الاحزاب الصغيرة الحجم والغير مؤثرة اخذت مواقف داعمة لرئيس الجمهورية.
المؤكد ان حكومة كوتتاريللي لن تحصل على ثقة البرلمان في ضؤ الموقف المعلن للاحزاب الكبيرة خاصة حركة 5 نجوم ورابطة الشمال، وستتحول الحكومة الى حكومة تسيير اعمال اي انها حكومة عاجزة عن القيام باي استثمار حقيقي مما سيضعف الحركة الاقتصادية في البلاد، والارحج ان تقوم بتنفيذ معادلة الموازنة حسب الاملاءات الاوروبية . بانتظار ان يقدم رئيس الحكومة المكلف قائمة باسماء الوزراء، الاحزاب الايطالية بدأت تستعد لحملة انتخابية قد تستمر طويلا.